٢٦؛ لوحة فنية نادرة.

4.4K 490 34
                                    


[٢٢ من يونيو، ٢٠٢٢]
-

«خلاص يا جود طيب، اتعدلي بقا» قالت شدين التي تقف ومعها يقف الجميع وهم ينظرون إلى جود التي تنفذ الحُكم. 

«مش هتعدل، دا بيقولك تصوروني وأنا بقول إني عبيطة وبريالة وبطلت ضرب الرجالة، لا وتبعتوه لأصحابي كمان! دا أهبل» قالت جود التي تقف على يديها الآن، بينما تنظر لهم من الأسفل بانزعاج شديد، بل وترى كل شيء مقلوبًا رأسًا على عقب مثلها تمامًا. 

«من حقنا نقول العقاب اللي يعجبنا، بس برضو أنتِ عملتِ اللي في دماغك ومنفذتيهوش، ودا مش عدل» قال سُهيل الذي يقهقه على أفعال جود. 

لتنظر له جود بنظرات قاتلة، فهي تمنت لو تستطيع أنها تستطيع أن تبثق النيران من حدقتيها الآن، لكانت أحرقته كله حتى آخر شعرة منه، وقالت: «سكتوا الواد دا، سكتوه قبل ما أقوم أدب سكينة في قلبه وأتعدم في وشه» 

فقال نوّار موجهًا حديثه إلى سُهيل: «يا عم اسكت بقا مش كفاية حولناها بلياتشو وشوية وهتمشيلنا على الحبل، اسكت» 

لتقول تمارة: «طب خلاص بقا يا جود، مش عايزين منك حاجة، اتعدلي بقالك يجي ربع ساعة على الوضع دا يا بنتي بقا» 

استطاعت جود أن تقلب الوضع، فهم الآن مَنْ يحاولون إقناعها كي لا تنفذ الحُكم الذي أراده سُهيل، بدلًا من أن يحاولوا إقناعها كي تفعله!

اعتدلت جود في وقفتها، وضبطت هندامها بكبرياء، بينما تنظر إلى سُهيل بانتصار، أثناء قولها له: «حاول متتفرجش على التلفزيون كتير، عشان المسلسلات لحست عقلك يا ظريف» وتحركت دون أن تنتظر منه ردًا ودخلت إلى المنزل، تاركةً الجميع خلفها ينظرون لها بصدمة من تصرفاتها، فبدؤوا بتبادل النظرات باستغراب لينفجروا ضاحكين كلهم بعدئذٍ في آنٍ واحد. 

قالت شدين، بعدما لم يجد أيّ منهم شيئًا ليقوله: «طب أنا بقول نروح ننام بقا، الساعة دلوقت اتنين وشوية» 

فقال أمان الذي كان ينظر إليها طوال الوقت، ولا يهتم بما يحدث حوله: «وأنا كمان بقول كدا» فابتسمت شدين له بخفة، وتحركت بعدما أمسكت ذراع تمارة وسحبتها معها كي تعودا إلى غرفتهما، بينما قال نوّار: «تصبحوا على خير يا رجالة» وتحرك كذلك مع أختيه عائدًا إلى الداخل. 

ظل أمان واقفًا يتابع حركات شدين حتى اختفت تمامًا، وبقيَّ نظره معلقًا عند آخر بقعة ظهرت فيها هي. 

عاد سُهيل إلى الطاولة وأمسك موزتين وبدأ بتقشير واحدة منهم، بينما يقول ضاحكًا: «البت جود دي عبيطة، متخيلتش تعمل كدا، يا عيني عليها دماغها مهلبية خالص» وبدأ يتحرك مقتربًا من أمان، ومدَّ له يده بإحدى الموزتين، فأخذها منه أمان ولم ينظر له، بل ما زال بصره معلقًا عند البقعة نفسها، وعقله كذلك. 

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن