١٠؛ آسر قراميط.

5.7K 658 16
                                    


اتأخرت عن معادي ب٥٩ دقيقة :"(

[١٦ من مارس، ٢٠٢٢]
-

صرخت جود بهلع من تلك المفرقعات التي ملأت غرفتها على حين غفلة منها، فهي لا تعرف من أين أتت، أو كيف وصلت إلى هنا.. مرت ثوانٍ متواصلة وما زالت تلك المفرقعات مشتعلة. 

وقفت جود في ركنٍ بعيد من غرفتها؛ منتظرةً أن تتوقف وتنتهي تلك المفرقعات، بينما تضع يدها على صدرها وهي تحاول تمالك نفسها، ومعدل تنفسها كان عاليًّا جدًّا. 

المفاجأة كانت قوية عليها، ولكنها لمحت شيئًا يتحرك في شرفتها، بعدما انتهت المفرقعات من اشتعالها، فهرولت بسرعة هلعةً؛ وهي تظن أنه سارقٌ ما أو شيء من هذا القبيل. 

وصلت إلى سور الشرفة، ونظرت إلى الأسفل لتجد سُهيل يقف على السُلم ذاته الذي كان يقف عليه سابقًا، بينما ينزل من عليه، فجحظت عيناها بعدم تصديق، لقد كان هو مَنْ رمى تلك المفرقعات داخل غرفتها… 

أهكذا ينتقم؟ 

عندما شعر سُهيل بوجودها، رفع بصره لها، وابتسم بجانبية، وأشار لها بأصابعه بثقة وكأنه يخبرها «سلام يا بنت العبيطة» وقفز من فوق السلم. 

نظرت له جود بغضب، وكادت تقفز خلفه من شرفتها وتتحول إلى سوبر مان، أو إلى صقر جارح وتلقفه بين يديها وتغرز منقارها في صدره، وهذا على أقل تقدير. 

عاد سُهيل إلى غرفته وهو يُصَّفِّر بسعادة على انتقامه، بينما يتذكر ملامحها وهي تنظر له من الأعلى، وهذا جعله يقهقه بسعادة قصوى. 

دخلت جود إلى الغرفة، لتجد شدين وتمارة تأتيان بسرعة إليها؛ بعدما سمعتا صوت تلك المفرقعات. 

«في ايه؟ الصوت دا كان ايه؟» قالت تمارة بهلع. 

كانت ملامح جود جامدة، تنظر لهما وعقلها في مكانٍ آخر. 

«مالك يا بنتي، انطقي» قالت شدين بهلع هي الأخرى. 

وفجأة بدأت جود تضحك بشكلٍ هستيري، مما أفزع الفتاتين فزعًا فوق فزعهما. 

«ايه الرعب دا!» قالت تمارة. 

«أختك اتحولت زومبي يا تمارة الحقي» قالت شدين، وقد اقتربت من جود قدر إنشين بحذرٍ كبير. 

«بيرمي عليا صواريخ ابن العبيطة، فاكره فرح أمه» قالت جود من بين ضحكاتها، التي تغطي غيظًا كبيرًا بداخلها. 

عقدت الفتاتان الأخريان حاجبيهما، ولم يفهما مقصدها. 

«مين دا يا جود؟» سألت شدين باستغراب. 

فتوقفت عن الضحك فجأة، وقالت: «مين غيره يعني!» 

فقالت تمارة بسرعة: «اوعي تقولي، سُهيل؟» 

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن