١٦؛ مخطوفين في ماكدونالدز.

4.5K 531 28
                                    

[١ من إبريل، ٢٠٢٢]
-

كانت تجلس جود وهي تحدق في شدين الجالسة بجوارها، وعقلها لا يستوعب حديث محسن هذا، ففوق أنه يحادثها بأسلوبٍ مؤدبٍ لا يتناسب مع أسلوبه معها في السابق، إلا أنه كذلك يطلب منها برجاء أن تُعيد له أبناءه، بينما هي لا تعرف إن كان لديه أبناء أم لا من الأساس! 

«عيال ايه يا دكتور؟ عيال مين اللي نرجعهملك!» قالت جود باستغراب، فنظرت لها شدين بالنظرة ذاتها، وهمست: «في ايه؟» فهزت جود رأسها مجيبة إياها بأنها لا تعرف. 

«يا أستاذة جود لو سمحتي، أنا آسف، والله آسف، وخلاص نفذت اللي أنتوا عايزينه، عملت إعادة تصحيح لورقتك، وطلع في غلطة ونجحتِ فيها بامتياز كمان، دلوقتي بقا رجعولي ولادي، الله يخليكِ أنا مراتي وقعت مني بسبب اللي حصل، أرجوكِ خليهم يرجعوهملي، أرجوكِ!» قال دكتورها في الجامعة، بنبرة مترجية وبائسة، ويا ليته لم يقل ذلك الكلام، لأن بالفعل جود لا تفهم أي كلمة مما قال، ولا تستطيع استيعاب كلامه في المجمل. 

«في ايه يا بنتي؟ فهميني!» قالت شدين التي تنظر إلى جود في ترقب. 

وضعت جود يدها فوق سماعة الهاتف، وأبعدته عن أذنها، وقالت في استغراب: «مش عارفة في ايه، عمال يعتذرلي ويقولي صححت الورقة بتاعتك تاني وطلع في غلطة، وجبتِ امتياز في المادة، ومراته وقعت منه، وعايزني أرجع عياله، وأنا معرفش مين عياله أصلًا!» 

«محسن؟» هتفت شدين في تساؤل عن هوية المتصل. 

فأومأت جود بالإيجاب، مما جعل شدين تعقد حاجبيها بتفكير، غير مستوعبةً للأمر لثوانٍ.

«يا دكتور، أنا مش فاهمة حضرتك بتتكلم عن ايه! أكيد حد تاني اللي أخد عيالك، أنا معرفش مين عيالك أصلًا عشان آخدهم!» قالت جود بعدما رفعت الهاتف بالقرب من أذنها مرة أخرى. 

«أنا حاسة كدا والله أعلم إني عارفة هو بيتكلم عن ايه…» قالت شدين بينما تدعي داخلها أن يكون ما فكرت فيه غير صحيح.

نظرت لها جود باستفهام، فقالت شدين: «ثانية وجاية» 

طلبت جود من مُحسن أن يصبر لثوانٍ كي تفهم ما يقصد، بينما هو كل ما يقول: «رجعيلي ولادي، والله ما هاجي جنبك تاني، ومش هعمل حاجة لحد ومش هضايق حد، وهنجحكم كلكم، ولا أقولك هسيب الكلية كلها، مش هشتغل في التدريس تاني، رجعولي عيالي بقا، أنا نفذت اللي أنتوا عايزينه» 

وكل هذا وجود لا تستطيع فهم كلامه أبدًا، وجلست تستمع له بهدوء، ولم ترد عليه حتى أتت شدين ومعها سُهيل، فقلبت جود عينيها بملل، وقالت لشدين: «جيباه ليه دا، ناقصة مجانين أنا دلوقت!» 

ابتسم سُهيل بسخرية، وسحب الهاتف من يدها، وقال بنبرة تهكمية: «هاتي ياللي سبنالك العقل كله» 

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن