٥؛ الإسطبل.

8K 684 15
                                    


-كملت سُكَّر أسمر ألف قراءة من يومين♡.

-

[٢٥ من فبراير، ٢٠٢٢]
-

في غرفة الأخين أمان وسُهيل، يجلس سُهيل على الفراش، بينما يقف أمان وهو يبُدل ثيابه استعدادًا للخروج للبدء في عمله.

«دلوقتي بقا بعد ما البنات عرفوا احنا مين، المفروض نتعامل معاهم إزاي؟» سأل سُهيل بتفكير.

«قصدك ايه مش فاهم؟» أجاب أمان بتساؤل.

«يعني احنا في يوم برضو كنا زي العيلة، أو كنا هنكون عيلة واحدة فعلًا لو الحظ ضرب معانا وقتها، ودلوقت احنا جايين كحراس عندهم، المفروض نتعامل إزاي؟» أوضح سُهيل مقصده، فنظر له أمان بتفكير كذلك.

«احنا جايين كحراس، يبقا هنتعامل كحراس.»
رد أمان بجدية، وملامح وجهه تحمل الكثير من المشاعر المختلطة.

«أنا فاهم الكلام دا، بس برضو مش هعرف أوعدك بالموضوع دا» قال سُهيل بتلاعب، وهو يقهقه بخفة على أفكاره التي يفكر فيها الآن.

«سُهيل، افهم إننا جايين لغرض معين، متبوظش الدنيا بطيشك دا» قال أمان بجدية وقلق، فهو يعرف شخصية أخيه اللعوبة جيّدًا.

«يا عم خلاص.. خلاص، هحاول» وقف سُهيل وقهقه على رد فعل أخيه.

نظر له أمان بعدم اطمئنان، فهو يخشى أن يفسد سُهيل كل شيء، وحينئذٍ قد تتدمر حياتهم أجمعين، وهذا هو ما يفكر فيه أمان منذ اللحظة التي عرف فيها أنه عائدٌ إلى سوهاج، بل وعائد إلى منزل سلمان، ولذلك الغرض تحديدًا.

خرج أمان من الغرفة وتحرك ليقف أمام البوابة الكبيرة الأمامية للمنزل، وتبعه سُهيل بعد ثوانٍ، وقفا معًا وبدآ بالتفكير عن كيف يجب أن يُقسما نفسيهما في البيت، كما أن حسنين وابنه سيعودان قريبًا، وحينئذٍ سيكون الحِمل أخف عليهما.

«هقف أنا عند السور الخلفي للبيت، وأنت خليك هنا، ونبقا نبدل من وقت للتاني» قال سُهيل وتحرك ليحرس حيث قرر بعدما وافقه أمان.

الساعة الآن اقتربت إلى الحادية عشرة صباحًا، وهو معاد نزول نوّار يوميًّا ليذهب إلى المكان المفضل إليه، والأقرب إلى قلبه كذلك.

نزل نوّار سلم المنزل الأمامي، لتجحظ عيناه بصدمة عندما لمح أمان يقف أمامه بهذا الشكل، ويُعطيه ظهره، حيث يقف ووجهه للخارج، فدعك عينيه باستغراب متذكرًا مَنْ هذا، وكانت اللحظة التي أدار أمان فيها وجهه له، هي اللحظة نفسها التي تذكره فيها نوّار، لذلك ابتلع غصته وخلل أصابعه في شعره وكان يفكر أن ذاكرته أسوأ من رجل مُصاب بالزهايمر، فقد نسيّ كل ما حدث أمس خلال نومه.

«صباحك فل يا أبو عمو» قال نوّار بلهجته الصعيدية المتكسرة، فنوّار قاهري أكثر من كونه سوهاجي.

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن