٢٧؛ خِدمة وطلبان.

4K 439 15
                                    

[٢٥ من يونيو، ٢٠٢٢]
-

كنَّ جميع الفتيات قد نِمنَّ في غرفة جود، وشدين وتمارة غصباها على النوم في المنتصف بينهما، وبالفعل نامت بعدما تأففت وتظاهرت بالانزعاج، ولكن في الواقع كانت سعيدة بوجود الفتاتين معها.

في الصباح استيقظت شدين باكرًا قبل أختيها بفترة طويلة، وظلّت جالسةً في الفراش، لم تتحرك منه بينما تنظر لسقفِ الغرفة تارةً وللحائط تارةً أخرى، فكلام تمارة عن أمان لم يذهب عن عقلها ولا للحظة واحدة، وتذكرت كذلك كلام سُهيل الغامض الذي كان قد قاله لها في وقتٍ سابق، وهذا أشعرها بتشتتٍ واضطراب كبير في أفكارها ومشاعرها.

وبينما تحدق شدين في الحائط شعرت بحركة جود بجوارها، نظرت لها فوجدتها فتحت عينيها، واستيقظت هي الأخرى، لتبتسم لها جود بنعاس قبل أن تقول: «صباح الخير»

فابتسمت شدين بخفة قائلةً: «صباح النور»

لتسأل جود: «صاحية من امتى؟»

فأجابت شدين كاذبةً: «من شوية»

فهمهمت جود، وبدأت تبحث عن هاتفها أسفل الوسادة التي تنام عليها، فقد كانت تمسكه قبل أن تنام، ووضعته تحت الوسادة، وعندما وجدته، فتحته، وبدأت تقرأ الرسائل التي وصلتها من أصدقائها، فعبس وجهها عندئذٍ بسبب تلك الرسائل قبل أن تقول: «هو بابا هيرجع امتى؟ بقاله كتير أوي مبيجيش البيت»

فقالت شدين: «مش عارفة، بس هو دا العادي بتاعه يعني، بيدفن نفسه تحت القضايا اللي عنده، وبنشوفه كل سنة مرة»

نظرت جود لها بوجهها العابس وقالت: «عايزاه يجي عشان أعرفه إني عايزة أنزل القاهرة لصحابي عايزين يتجمعوا وأنا اللي موقفة الموضوع»

فقالت شدين باستغراب: «طب ما تقولي لماما!»

فأجابت جود: «قولتلها، قالتلي إنها مش موافقة عشان الخطر اللي ممكن يكون على حياتنا دا، ولما زنيت عليها قالتلي عرفي بابا ولو وافق هروح»

فزاد استغراب شدين سائلةً: «ابعتيله رسالة طيب، اتصلي بيه، أي حاجة من دي!»

فغمغمت جود كالهررة قبل أن تقول بانزعاج: «بعتله واتصلت بيه أكتر من مية مرة، بقالي يومين بتصل عليه وهو مش بيرد، وتليفونه حتى مش مقفول ولا أي حاجة، بس برضو مش بيرد»

فقالت شدين: «يمكن مشغول جامد بجد، أكيد عنده قضية مش بتنيمه عشان كدا مش بيرد»

فتذمرت جود قائلة: «طب وأعمل ايه أنا دلوقت يعني! هو مش بيرد وماما مش موافقة غير لما هو يوافق، أقتل نفسي وأخلص؟!»

فقالت شدين بهدوء: «اهدي اهدي.. هحاول أتصلك بيه يمكن يرد، وكمان أنتِ افضلي اتصلي وابعتي رسايل لحد ما يعبر حد فينا، ولو مردش هنقنع ماما بالعافية»

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن