22 عدنا مجدداً

926 18 1
                                    

سيلا 

خرجت من حالة الهذيان و الأحلام السوداء على صوت صفير تلك الالة التي حسب علمي جهاز دقات القلب و تتبعها رائحة المطهرات و الكحول الجراحي، كم اكره هذا المزيج لرائحة المشفى، فتحت عيني ليقابلني الضوء الساطع، اغمضتهما بسرعة لاحاول فتحها مجددا بهدوء حتى استعطت ان اتيقن بمكاني و ما حولي، اللعنة انا في غرفة ما في المشفى، و حسب الهدوء الكبير اظن اننا في الليل، لا اتذكر كيف وصلت الى هنا اصلا، آخر ما اتذكره اننا كنا في المهمة امام افراد العصابة و بعدها حدث تداخل، و بعدها لا اعلم، انا عطشانة جدا و حلقي جف بالفعل، حاولت ان اعتدل في جلستي لكن احسست بالألم اسفل بطني، ما اللعنة، كيف و متى، شريط من الذكريات مرت في ذاكرتي، حسنا ذلك الوغد استطاع اصابتي، و لا اكذب لقد نسيت ان البس السترة الواقية تماما، رغم ان آلدو بقي يذكرني لكني كنت افكر في كل شيئ و نسيت، استطعت الوصول لكأس الماء، اخذته لاشرب بسرعة، احس انني بقيت في الصحراء لسنين، و الآن يدي ايضا مصابة لكن مجرد خدش بسيط، اريد الهاتف كي اتصل بكيليان احس انني اريده الان معي اكثر من اي وقت، اذا لم استطع التواصل اريد فقط رؤية صورة له، اغمضت عينايا لاتنهد ليمر شريطا آخر من الذكريات ام مجرد حلم لا اجري، تبا ،الموقف انه في وسط القتال لما استدرت، ذلك الذي كان يجري الي، لقد كان كيل، مستحيل لقد بدأت اهذي به، لهذه الدرجة يا سيلا، اصبحت تحلمين به و هو لم يتكبد عناء ان يسأل عنك، ذلك الوغد الحقير المثير الغبي الوسيم اللعنة على عقلي، كرامتي مسحت بها الأرض من اجل ذلك اللعين، اصلا لا اعلم كيف قبلت ان ادخله حياتي

جلست و نظرت حولي، رأيت ذلك النائم على الكنبة، مسكين برونو تبدو الكنبة غير مريحة، لابد انه بقي هنا من أجلي، نزلت ببطئ لاقف على رجلي لوهلة احسست بالدوار، لكن غمضت عيني بقوة لافتحهما، اخذت البطانية لاتجه بهدوء نحو برونو و غطيته، لكن نومه كان خفيف ليفتح عيناه بسرعة و يجلس ليأتي صوته المتفاجئ

-سيلا، لقد استيقضت، الهي لما انت وافقة، لم يمر اربعة و عشرون ساعة على خياطة الجرح، 

وضعت يدي على كتفه

-لا تقلق علي، انا معتادة على الأمر تقريبا لذا لا تقلق

وقف بجانبي ليمسكني من يدي و يساعدني للعودة للسرير

-لا لا تقولي لي ذلك لانك ستستلقين هناك و تنامين حتى تشفي تماما، و اياك ان تقفي  هكذا

ضحكت على نبرته

-حسنا حسنا سيد برونو

جلس على الكرسي أمامي

-لقد اقلقتنا عليك، لا اصدق انك كنت تهددينا ان لا ننسى اي شيئ و في الأخير انت من نسي

أن ألمسه !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن