" الفصل 39.. " الجزء الثاني 🎀❤

79 4 1
                                    

اذكروا الله يا جماعة الخير 💙🌿..

" الفصل الثاني عشر.. "

الساعة الثانية عشر والنصف صباحًا كان يجلس على المقعد الخاص به أمام المكتب ينهي بعض تصميماته بواسطة الحاسوب.. بعد دقائق صدح صوت هاتفه معلنا عن اتصال من مايا نظر إلى شاشة الهاتف بسأم واضح وانتظر إلى لحظات ثم فتح المكالمة ووضع الهاتف على آذنه في صمت..

اتسعت ابتسامتها وتناولت كأس الخمر على مرة واحده وتحدثت بسعادة واضحة  :
-كنت خايفة ماتردش عليا
-عايزه حاجة؟!
تساءل بجمود بينما هي اختفت ابتسامتها فجأة وتحدثت بحزن  :
-سيف من يوم ما قربت منك ولحد ما اتجوزنا ماسمعتش منك كلمة حب واحده ومع ذلك كنت متحملة واقول هيجي يوم ويحبني زي ما أنا بحبه.. تفتكر كده عدل لما تبقى دي نهاية صبري؟!..
هبطت دموعها على وجنتيها متابعة بنبرة مؤلمة  :
-أنا مش قادره انساك وعارفة وحافظة تصرفاتك كلها.. ماكنتش بتعرف تنام إلا لما تاخد شاور كمان بتحب تعمل قهوتك بنفسك..
قطع كلماتها بنفاذ صبر  :
-مايا مايا مافيش داعي للكلام ده
-أرجوك اسمعني يا سيف معلش خدني على قد عقلي..
تنهد بنفاذ صبر حقًا حيث هي مسحت دموعها بمنديل ونظرت إلى الأعلى متأوه بخفة ثم تحدثت بنبرة بكاء  :
-محافظ على صلاتك خصوصا صلاة الفجر كنت بتصحى حتى لو لسه نايم من ساعة عارف كنت كل ما بشوفك بتصلي كنت بخجل من نفسي اني مش قادرة انتظم زيك كده ودايما كنت تنصحني وأنا مش مهتمة
-ربنا يهديكي
-نوع البرفان والشامبو بتاعك ماكنتش بتحب تغيرهم واكتر لعبة رياضية بتحبها التسلق ولما كنت تضايق تلعب رياضة..
اغلقت عيناها بقوة وتحدثت بنبرة ندم واضحة  :
-أنا آسفه عشان مقدرتش أحافظ على وجودك
بدأ يشخبط على الورق بأحد الأقلام وشعر بالضيق لكونه تسبب في حزنها الدائم هذا وطال الصمت بينهم إلى لحظات وتحدث هو بجمود  :
-علاقتنا انتهت يا مايا وآسف اني مقدرتش أحبك.. مع السلامة

أنهى المكالمة قبل أن يستمع إلى ردها وأغلق الهاتف نهائيا وبعد أن أغلق الحاسوب ترك الغرفة ودلف إلى غرفة نومه ومدد إلى جوار زوجته يمسح على شعرها برفق ويتأملها بنظرات حب واضحة.. شعرت بيده واستيقظت ادارت رأسها إليه وابتسمت مغلقة عيناها ثانية..

قبلها بين حاجبيها ومسح على وجنتها بلطف قائلا  :
-أصحي نحب في بعض شوية عشان وحشتيني
تحدثت بنبرة نعاس  :
-نحب في بعض دلوقت
-ده أحسن وقت للحب وبعشقك وأنتِ نايمة
-وأنا كمان..
تنهدت بصوت مسموع وفتحت عيناها إليه مقاومة النعاس بصعوبة قائلة  :
-بحبك في كل وقت
طبع عدة قبلات رقيقة عشوائية على ملامح وجهها وختم بقبلة هادئة للغاية من شفتيها ثم ابتعد عنها واضعًا رأسه على الوسادة جاذبا إياها إلى صدرة قائلا  :
-تعالي في حضني مكانك المفضل
مسحت على وجهه وبدأت تبعث في خصل ذقنه هامسة  :
-وذقنك محتوايا المفضل وأنا بنام
اتسعت ابتسامته يضمها إليه أكثر ويمسح على شعرها برفق وبدأ يستغفر ربه كثيراً حتى مضت دقائق ليست قليلة وذهبت ملك إلى نوم عميق وسقط كفها على صدره.. مسح على كتفها ليشعر ببرودة جسدها لهذا أخذ جهاز التحكم الخاص بمكيف الغرفة وهدأ من برودته قليلا ثم تركه مكانه اعلى المنضدة الصغيرة المجاورة إليه واغلق عيناه مستسلمًا إلى النوم
***
انتظرت ريم زوجها الذي تأخر كثيراً وعند الواحدة والربع بعد منتصف الليل دخل مغلقا الباب خلفة فنظرت إليه بتذمر واضح بينما هو يضع حذائه بالخزانة والتفت ليراها متجه إلى الداخل لكنه توقف عندما رآها في انتظاره وغير مسارة إليها بابتسامة بسيطة قائلا  :
-أنا آسف يا روحي على التأخير
نهضت عن الاريكة وتحدثت بحزن  :
-تأخرت ليه كده؟!
وضع كفيه على كتفها وقال بعد أن قبلها على جبينها  :
-جدتي طلبت متي أفضل معاها لحد ما يجيلها نوم بتقولي انت وحشني وعايزه أشبع منك
-خلاص براءة عشان خاطر نناه
-وحشتيني
جعلت من ذراعيها طوق حول عنقه وتحدثت بشغف  :
-وحشتني أوي بجد.. استنى لحظة
تركته وركضت إلى المطبخ وعادت بعد لحظات وهي تحمل تورتة شكلها مميز ورائع وشمعة مضيئة في المنتصف وقفت أمامه بابتسامة حب قائلة  :
-كل عام وأنت حبيبي ويا رب دايما معايا يا روحي
اتسعت ابتسامته واطفأ الشمعة ثم حمل عنها التورتة وضعها أعلى المنضدة كي يحتضنها عنوة وتحدث بنبرة حب صادقة  :
-كل عام وأنتِ معايا يا روحي
قبلته على عنقه قبل أن تبتعد عنه قليلا وتحدثت بنبرة حزينة  :
-أحمد وندى كانوا في انتظارك عشان يحتفلوا معاك لكن تأخرت
-نصحيهم نحتفل ويناموا تاني.. صحي أحمد هاتيه على غرفة ندى
اتجهت إلى حيث غرفته كي تيقظه بينما هو أشعل الشمعة من جديد ودخل إلى غرفة طفلته وجلس على حافة الفراش يمسح على جانب رأسها بلطف قائلا  :
-دودي حبيبتي بابا أصحي وحشتيني
ايقظها بلطف حتى فتحت عيناها بنعاس وبمجرد أن رأته ابتسمت قائلة  :
-بابي وحشتني
مسك بكفها الصغير رافعًا جذعها عن الفراش بينما دخلت ريم برفقة أحمد الذي يفرك في عيناه واحتفلوا بعيد ميلاده وأطفأ الشمعة من جديد.. أضأت ريم مصباح خفيف وأعطت له بوستر كبير بعد ان اخذت منه تورتة عيد الميلاد وخرجت بينما تحدث أحمد بعد أن قبله على وجنته  :
-دي هديتنا لحضرتك
قام بفرد لوحة البوستر الكبيرة هذه ليجده أجمل صورة تجمعهم ببعض وتحدث بنيرة إعجاب  :
-الله بجد جميلة يا حبايب قلبي
-لقيت لها مكان مناسب في الصالة ورا كنبة الأنتريه
بالخارج دق جرس الباب لتغير ريممسارها ووقفت خلف الباب في غرابة من مجيء أحدهم في هذا الوقت المتأخر وتساءلت  :
-مين بيرن الجرس
رد الطارق معرفًا إلى نفسة  :
-أنا أمن العمارة يا فندم وفي واحده باعته طلب للباش مهندس إياد
ولأنها ترتدي ثياب بيتي صيفية تظهر بعض من بدنها تحدثت  :
-تمام سيبه قدام الباب واتفضل
انتظرت إلى دقيقتين تقريباً حتي تيقنت بأنه غادر وفتحت الباب لتجد باقة ورد حمراء مميزة أخذته واغلقت الباب ثم أخذت الكارت وفحصت إياه بعينيها " سنة سعيدة باش مهندس إياد مقدرش أبدًا انسى يوم ميلادك وقولت لا أهاديك بنوع الورد اللي بتحبه وغرقته ببرفاني اللي بتحبه.. هالة  "..

جزت على أضراسها بغيظ شديد بينما كان إياد ترك طفلته تعود إلى النوم وخرج برفقة أحمد وودعة بقبلة على رأسه قبل أن يدخل غرفته ويعود إلى النوم.. خرج إلى الصالة ووقف يتطلع إلى الورد فابتسمت ريم باضطراب وتساءلت بضيق  :
-عجبك البرفان؟!
استنشق رائحة الورد لكنه لم يتذكر تلك الرائحة أبدًا وتحدث بعفوية  :
-جميلة يا روحي لكن ده مش من برفانتك
القت بالورد على صدره وهي تقول بغيظ شديد  :
-حبيبة القلب بعتهولك
بعد ذلك قرأت له رسالتها بنبرة ضيق واضحة وعقب انتهائها ألقت به على الأرض وكادت ان تمضي عن أمامه لكنه أسرع بإمساك يدها وألقى بالورد على الأرض ودعس عليه بقدميه ووقف أمامها قائلا  :
-مش دي اللي تبوظ علينا لحظتنا السعيدة مع بعض
-لازم تحط لها حد للي بتعمله ده لأنها حقيقي بني آدم تخنق ومستفزه
-حاضر..
قبلها على جبينها بحنان ثم نظر إليها يتأملها بنظرات من الحب قائلا  :
-بموت فيكي
-أنا كمان وبحبك
قالت كلماتها هذه وهي تشعر بغضب وضيق شديد من ما حدث للتو لكنها لم توضح له ذلك لكنها عازمة على الذهاب إلى والدتها لبضعة أيام
***
" الشركة.. "

خرج إياد من المرحاض بعد ان توضأ وفرد سجادة الصلاة ووقف يصلي فرض الظهر وعقب انتهائه بدأ يدعوا ربه ان يصلح بينه وبين زوجته ويبعد عنهما شر البني آدميين.. بعد دقائق نهض حاملا السجادة معه وضعها على يد الاريكة الذي جلس عليها كي يرتدي الجوارب من ثم حذائه وبعد ذلك حمل هاتفه عن المنضدة وبدأ يقلب في صور زوجته المشتاق إليها كثيراً..

دخل أشقائه في آن واحد كما تحدثوا  :
..كل عام وانت بخير يا كابتن
رفع رأسه إليهما بلهفة ثم اتسعت ابتسامته ونهض عن الاريكة ينتقل ببصره بينهما قائلا  :
-وانتوا بالف خير حبايب قلبي
اقترب حازم منه وأعطى له حقيبة هدايا صغيرة قائلا  :
-كل عام وانت بخير يا حبيبي
فتح الحقيبة ليجد داخلها علبة من الحبوب اخرجها يتطلع إليه في غرابة متسائلا  :
-أيه ده؟!
تحدث مازحًا  :
-قولت يمكن محتاجها
قرأ ما هو مكتوب خارج العلبة ليعلم ما هو جيدًا ثم ضحك ضحكة خفيفة وضربه على صدره بخفة قائلا  :
-مقويات يا وقح..
ضحك الثلاثة على هدية حازم هذه حيث تابع إياد  :
-حازم الراوي هتكون هديته أي غير كده..
ثم مد يده إليه بها قائلا  :
-اتفضل مني ليك مش محتاجها الحمد لله
توقف عن الضحك مكتفيا بابتسامة وأخذها منه قائلا  :
-مش محتاجها
قدم يوسف هديته إلى شقيقة والذي عبارة عن ساعة ثمينة وقدم سيف لها صندوق مميز ممتلئ بالكثير من اجود أنواع أقلام الرصاص بأرقامها المختلفة وتحدث مازحًا  :
-اتفضل جميع الأقلام عندك مشاريع بالهبل وهترسم كتير
تحدث وهو يرتدي ساعة شقيقة بدلا من الأخرى  :
-عندك حق فعلاً محتاج كمية الأقلام دي..
ثم نظر إليهما بامتنان قائلا  :
-شكرا على وجودكم معايا
تنحنح حازم بخفة ومد يده بالحبوب متسائلا  :
-سيف يوسف راجعوا نفسكم مش محتاجيته؟!
-لا شكرا مش محتاجة
قال سيف كلماته بثقة واضحة وتحدث يوسف ايضا  :
-يا حبيبي بطل وقاحة بقى وارمي في الزبالة
في ذات الوقت دخل والدهم بابتسامة واسعة وعلى الفور لكز إياد شقيقة هامسًا  :
-خبي اللي في أيدك ده هتفضحنا
وضع يده خلف ظهره على الفور بحركة واضحة انتبه والده منها جيدًا لكنه لم يعلق الآن بل نظر إلى ابنه البكر واحتضن إياه بحنان قائلا  :
-كل عام وأنت بخير يا عزيز أبوك
-وحضرتك بالف خير والدي العزيز
تحدث يوسف بمشاكسة  :
-يا سلام على الذاكرة اللي عمرها ما بتنسى أي مناسبة
نظر إليه بابتسامة واسعة وتحدث بنبرة حنين إلى الماضي  :
-أنا حافظ تواريخ ميلادكم أكتر من أسمي..
انتقل ببصرة بينهما متابعا بجدية  :
-لأنكم أثمن وأجمل حاجة حصلت لي في حياتي
-ربنا يبارك لنا في عمرك يا باش مهندس
قال حازم كلماته بعد أن أرسل له قبلة عبر الهواء فنظر إليه ثم تساءل بفضول   :
-خبيت ايه ورا ضهرك أول ما دخلت
تنحنح بخفة وتحدث مازحًا  :
-يا رتني ما نطقت
-ولد حازم قولي مخبي ايه
تأمل بدنه محاولا أن يبدل ذلك الحوار قائلا  :
-بابا باين عليك مالعبتش رياضة بقالك كتير لاء أنا لازم اجيلك النهار ده نشجع بعض على الچيم
-لاء الحمد لله ربنا بيعني وبدخل غرفة الچيم ساعة كل يوم.. قولي بقى ايه اللي ورا ضهرك
-بردو مصمم
كتم الثلاثة ضحكاتهم بينما اقترب والده منه ومد يده إلى الخلف وأخذ العلبة من يده وتفقد ما مكتوب عليها من كلمات ليفهم ما هذا جيدًا ثم نظر إليه في دهشة قائلا  :
-أنت مش ناوي تبطل قلة آدب
ضحك ضحكة خفيفة وتحدث مازحًا  :
-كنت بهزر مع إياد لكن لو حضرتك محتاجها اتفضلها
قهقه الثلاثة على كلمات حازم الجريئة لينظر والدهم إليهم بابتسامة بسيطة ثم نظر إليه رافعا قبضته إليه قائلا  :
-بطل قلة آدب وخد ارميه أو رجعه
أخذ العلبة وارسل له غمزة بمشاكسة قائلا  :
-أيوه يا باش مهندس طلعت مش محتاجة
حرك رأسه في كلا الاتجاهين قائلا  :
-مافيش فايدة فيك
ضحك ضحكة خفيفة واحتضنه عنوة وتحدث بجدية  :
-ربنا يخليك لينا يا بابا
***
أخذت سارة قرارها الاخيرة وسوف تذهب اليوم لعمل عملية الإجهاض نهضت عن الفراش متجه إلى الباب وفتحت إياه قليلا تنادي ابنتها بينما تخرج ندى من غرفتها ووقفت أمام أختها قائلة  :
-توتا مع ماما في البلكونة وبتعيط
-هي زعلانه عشان حازم متعلقة بيه وعايزه تروح له
أومأت بتفهم ثم تابعت السير إلى الشرفة وخرجت كي تخبرها أن تذهب إلى والدتها وجلست هي على المقعد تنظر إلى السماء بحزن واضح.. بينما مسحت الصغيرة دموعها قبل أن تدخل إلى والدتها ووقفت تنظر إليها بحزن طفولي.. مسكت بيدها وقربتها منها قائلة  :
-عايزه تروحي عند حازم
-أيوه
مسحت على جانب شعرها برفق وابتسمت بهدوء قائلة  :
-تمام اللبسي فستان جميل وهنروح
اتسعت ابتسامتها وقبلتها على وجنتها وركضت إلى الخزانة وفتحت إياها لتختار فستان وردي هادئ ورقيق بينما خرجت سارة من الغرفة متجه إلى الشرفة ووقفت عند عتبة الباب وقالت بحسم  :
-مامي فاطمة هتقعد مع بابها يومين لأني هعمل العملية النهار ده
شهقت ندى في دهشة بينما نهضت والدتها وهي تصيح في وجهها  :
-مستحيل اسمح اك تعملي كده
دفعتها جانبا بخفة وهي تدخل إلى الصالة بحثا عن هاتفها بينما تحدثت ندى معها بهدوء  : 
-معقول يهون عليكِ وتنزليه..
وضعت كفها على أحشائها بحزن واضح متابعة  :
-فكيي " فكري.. " كويس عشان خطيي " خطري.. "
جلست على المقعد واضعة رأسها بين كفيها وتجز على أسنانها بغيظ بينما اتصلت والدتها على حازم وعندما أجاب عليها تحدث بغضب  :
-أنتِ تيجي حالا يا حازم
نهض عن المقعد في قلق واضح متسائلا  :
-في ايه؟!.. ساره وفاطمة كويسين؟!
-كويسين الحمد لله.. سارة حامل وعايزه تعمل عملية إجهاض
-حامل؟!..
تنهد بهدوء وهدأ من نفسة ثم تحدث  :
-أنا جاي حالا
أنهت معه المكالمة واتجهت إلى حيث فاطمة ودخلت كي تساعدها في تحضير حقيبتها وجلست تمشط لها شعرها وبعد دقائق دخلت سارة ووقفت أمام الخزانة لم تجد ثياب طفلتها فنظرت إليها متسائلة  :
-حضرتي حاجتك؟!
أجابت والدتها بحده  :
-أنا حضرتها
رفعت رأسها كذيل حصان وقبلتها على وجنتها قائلة  :
-يلا استني بابي برا
ركضت إلى الخارج بسعادة واضحة بينما تساءلت سارة  :
-كلمتي حازم؟!
نظرت إليها بنظرات تحدي قائلة  :
-آه كلمته وعرفته انك حامل
حملقت بها في دهشة واندفعت بصوت عال  :
-ليه؟!.. ليه بجد استفدتي ايه؟!.. دي حياتي أنا وأنا حره في حياتي
نهضت عن الفراش تحملق بها بنظرات حاده توبخها على طريقة حديثها معها 
-عيب الطريقة اللي بتكلميني بيها دي وبعدين قبل الإجهاض ما هو لازم آذن الزوج
-أنا دكتورة واعرف دكاترة كتير كنت هعملها بدون علمه عادي
تركتها وخرجت مغلقة الباب خلفها عنوة جلست هي على حافة الفراش تحملق في الفراغ بحزن شديد.. بعد مضي وقت ليس قليل صدح جرس الباب وركضت فاطمة إليه تفتح إياه واقفة على أطراف قدميها وبمجرد أن رأت والدها اتسعت ابتسامتها وجلس هو على ركبتيه كي يضمها إليه بقوة..

رحبت خالته به ويبدو عليها الحزن الشديد بينما هو نهض حاملا طفلته ودخل وعيناه تراقبها وتساءل باهتمام  :
-مالك؟!
اغلقت الباب وتنهدت بحزن واضح قائلة  :
-مش عجبني الوضع ده والتانية جايه بليل متأخر تقولي يوسف مصاحب السكرتيرة بتاعته وشافتهم مع بعض
أومأ برأسه عدة مرات وابتسم إليها كي يطمئن قلبها قائلا  :
-كله هيعدي على خير بإذن الله
-يا رب يا حبيبي
أنزل ابنته برفق واتجه إلى غرفتها ودخل مغلقا الباب خلفه كانت تقف في انتظاره وتحدثت بحسم  :
-أنت مش هتقدر تخليني أتراجع عن قراري
وقف في مواجهتها وتساءل ببرود  :
-قرار الإجهاض ولا الطلاق؟!
جزت على أضراسها بضيق شديد من بروده هذا وتحدثت بنبرة تحدي  :
-الأتنين
-احلفي بالله يا سارة انك تقدري تعيشي من غيري؟!
بدأت تفرك في أصابع يديها في توتر وأطرقت عيناها لكونها لا تستطيع النظر إلى عينيه قائلة  :
-ما أنا عايشة أهه
اقترب منها أكثر ووضع كفيها على خصرها يقربها منه أكثر وتحدث بجدية  :
-أنا بقى حاسس اني جسد بدون روح.. بحبك
تحدثت من بين أسنانها بغيظ  :
-أنت كذاب..
ضربته بقوة على صدرة وتراجعت إلى الخلف مبتعدة عنه متابعة  :
-أنا مش هتراجع عن قراري يا حازم ومش هسيب شغلي
-أنتِ حره لكن مش حره في قتل روح وأنا مش موافق على العملية دي..
ثم تابع بنبرة حاده محذرا إياها  :
-لو عملتي العملية يا سارة هطلقك بدون أي تردد
تركها واتجه إلى الباب وخرج مغلقا إياه خلفة بقوة تاركًا إياها في حيرة من أمرها بينما هو مسك بيد طفلته وجلبت خالته حقيبتها الخاصة وغادر.. عادت والدتها إليها ووقفت عند عتبة الباب متسائلة  :
-ايه اللي حصل؟!
-قالي لو عملتي إجهاض هطلقك
لاحت ابتسامة على ثغرها وتحدثت بمكر  :
-مش أنتِ عايزة تطلقي اعملي العملية وهو يطلقك
اغلقت الباب ما أن أنهت حديثها تاركة إياها تستشيط من الغيظ وجلست على حافة الفراش تجز على أضراسها وتقبض على شعرها 
***
" الشركة.. "

توقف المصعد الكهربائي عند الطابق المنشود وخرجت متجه مباشرة إلى حيث الجناح الخاص بزوجها ووقفت تنظر حولها لم تجد سوى المساعدة فقط.. وقفت أمام المكتب قائلة  :
-ما شاء الله خلص مقابلاته بسرعة
رفعت رأسها إليها لكن سرعان ما نظرت إلى ما تكتبه قائلة  :
-آه يدوب من ربع ساعة
-مايا جت؟!
تركت الورقة جانبا ونظرت إليها بابتسامة بسيطة قائلة  :
-لاء ماجتش سألت عليه خالص.. وبعدين هدي نفسك الغيرة الكتير بضر مش بتفيد
-أنا بغير عليه من مايا وأظن ده حقك
-مش من مايا بس أنتِ بتغيري من أي واحده تقرب منه.. يعني أنتِ ماهدتيش عليا غير لما عرفتي اني متجوزة وحامل
تأملتها إلى لحظات ثم تحدثت بجدية   :
-مش عشان كده بس أنتِ حقيقي محترمة ومحتشمة جدا
-شهادة أعتز بيها..
ثم تابعت محاولة إقناعها  :
-لكن يا ملك طالما متأكدة من حبه ليكي خلاص طلعيها من راسك
-دي كانت مراته وبتحاول ترجعله تاني.. لو أنتِ مكاني هتعملي ايه
-بصراحة كنت هغير واضايق
تأوهت بخفة واضعة يدها على أحشائها فتساءلت بلهفة  :
-هتولدي ولا ايه؟!
ضحكت ضحكة خفيفة تومئ برأسها نافيه وهي تقول  :
-لاء لسه في الخامس بس بتخبطني في بطني
-أنا لسه ماوصلتش لمرحلة الخبطات دي.. المهم لو مايا جت ابعتي رسالة
تركتها وعادت إلى حيث غرفة مكتبها وشغلت نفسها بالرسم لكن سرعان ما شعرت بالقلم فرفعت قدميها أعلى المكتب واضعة القلم فوق شفاها العلوية لكنه سقط على الأرض.. بعد دقائق صدح صوت الهاتف برسالة فقامت بأخذ الهاتف كي تفحصها وبمجرد أن علمت بوجود مايا عند زوجها تركت كل شيء وخرجت على الفور..

أما مايا فيبدو عليها الارهاق من قلة النوم وايضا بفضل تناول الكثير من الخمر وقفت أمام المكتب وتساءلت بحزن  :
-فكرت في كلامي معاك امبارح؟!
تصنع عدم فهم ما ترمي إليه وهو يبحث عن شيء ما أسفل الكثير من المستندات  :
-كلام ايه؟!
-أنا لسه بحبك
نظر إليها بنفاذ صبر متسائلا  :
-والمطلوب؟!
-أرجعلي وأوعدك جوازنا يفضل سر بينا
ضرب على المكتب بكف يده بقوة حتى انتفض بدنها تحملق به وهو يندفع بها  :
-كفاية عبث بقى يا مايا كفاية
-لاء مش كفاية وعلى العموم جايه اقولك خد بالك من نفسك
دخلت مغلقة الباب خلفها واقتربت إلى المكتب تطلع إليها بنظرات حاده قائلة  :
-أنتِ عايزه تنضربي تاني
نظرت إليها بنظرة حاده وتحدثت كي تضايقها  :
-والله الضرب في سبيل سيف ممتع جدا
جزت على أضراسها بغيظ بينما هي اتجهت إلى الباب وخرجت مغلقة إياه خلفها نظرت إليه في غضب واضح قائلة  :
-سامع قالت ايه
كان يمسح على جبينه بنفاذ صبر مع ذلك نظر إليها بابتسامة قائلا  :
-سيبك منها يا روحي
-ماتستفزنيش يا سيف بكلامك ده
بدأت بترتيب الملفات وكاد أن يتحدث ألا انها اتجهت إلى الباب بخطوات سريعة وخرجت مغلقة إياه خلفها بعنف.. تنهد هو بنفاذ صبر فقد سأم حقًا من تصرفات مايا كما تذكر حملها وبدأ يفكر كيف يخبر ملك بذلك الخبر وقرر أن يصارحها اليوم
***يتبع

عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن