اذكروا الله يا جماعة الخير 💙🌿..
-مين اللي مش عايز يبطل رن عليكِ ده؟!
-ده يبقى جوز ملك السابق بعتله رسالة على الفيس ورد عليا وبعتنا ارقامنا لبعض
عقدت بين حاجبيها في تعجب شديد متسائلة :
-وأنتِ عايزاه ليه؟!
تحدثت بنبرة تعلوها الغل والحقد :
-فوقته وعرفته قيمته كانت ايه عند ملك لحد ما قلب عليها وانا وهو هنخرب عليهم حياتهم
شعرت بالقلق الشديد منها فطريقة حديثها لا تنوي إلا على الشر وتحدثت محاولة إقناعها :
-مايا يا حبيبتي ربنا رزقك بروح جميلة من سيف أحمدي ربنا عليها وانسي بقى كل ده وفكري في ابنك
-لاء يا لاما مش هسيب سيف إلا لما يرجعلي..
نظرت إلى باب الخروج في انتظار رؤيته بفارغ الصبر وهي متابعة :
-أنا كلمت ندى وأدتني أمل اني ممكن انكل أحمد يوافق اشتغل فيها.. ولو رفض هقوله اني حامل من سيف وأكيد الخبر ده يخليه يغير رأيه..
بعد ربع ساعة أخرى رأته يخرج فاتسعت ابتسامتها تلقائيا وعلى الفور ترجلت تنادي بشغف :
-سيف.. سيف..
كاد أن يفتح باب سيارته لكنه نظر اتجاه الصوت وتفاجأ حقا بوجودها هنا يحملق بها في دهشة وهي تقترب منه حتى وقفت أمامه بابتسامة بسيطة وتحدثت بنبرة اشتياق :
-وحشتني
-أيه العبث ده؟!
فتح السيارة لكنها اغلقت الباب فوًرا بغضب واضح وقالت دون مقدمات :
-أنا حامل..
حدق بها بعدم تصديق واضح هي كانت تخفي بطنها بملابس واسعة لكنها وضحت عندما وضعت كفيها عليها وتحدثت بحزن واضح :
-اكتشفت اني حامل بعد ما طلقتني
قبض قبضته عنوة يود ان يفتك بها الآن لكنه هدأ نت نفسه وتحدث :
-الحوار ده اعمليه على حد غيري أنتِ كنتِ بتاخدي حبوب منع حمل
قالت وهي تخرج من حقيبة يدها ما يثبت له صدق حديثها :
-أنا كنت مهملة في مواعيد الحبوب واحيانا كنت بنسى أخدها..
مدت يديها بمستند متوسط الحجم متابعة :
-اتفضل ده تحليل دم و روشتة متابعة الحمل
أخذ المستند وبدأ يفحص أوراقه وأول شيء نظر إليه هو التاريخ ليجد بالفعل هي الآن تحمل طفلة.. أومأ بالنفي بخفة ثم أعطى لها ذلك المستند اللعين وتحدث بنبرة حاده :
-واحتفظتي بيه ليه؟!.. مش كنتِ خايفة على شكلك وجسمك؟!.. احتفظتي بيه عشان تدمري حياتي أنتِ شيطانه
استقل السيارة وتحرك بأقصى سرعة قابضا على المحرك بقبضتي يديه عنوة حتى برزت أوردته وكلما تذكر حمل تلك الفتاة اللعينة يكاد أن يجن جنونه حقا
***
الساعة الثانية صباحا كان يحتل الغرفة الذي خصصها لبعض الألعاب الرياضية واللعبة المفضلة لدية هي التسلق فمسك بحديدتين ثقلتين متقابلات وبدأ برفع بدنه للأعلى والهبوط ثانية.. يود أن تخرج الطاقة السلبية من بدنه وايضا كي يكف عن التفكير في تلك الفتاة التي على وشك أن تدمر حياته..
بعد نصف ساعة متواصلة على التمرين انتشرت حبات العرق على بدنه بالكامل حتى بدأت تتساقط مياه العرق من بين خصل شعره الكثيف.. توقف يلتقط أنفاسه بصوت مسموع وارتاح إلى بضعة لحظات ثم تسلق ثانية لكن بقدميه جاعلا من رأسه إلى الأسفل واستقر على هذا الوضع مغلقا عيناه بهدوء..
بالرغم من أنه يشعر بالهدوء الآن ألا ان خانه عقلة بالتفكير في الكثير من الاشياء المؤلمة مثل أنه يخاف أن يحدث شيء ما من مايا يفرق بينه وبين ملك.. هو يعشقها منذ الثانوية وبعد فراق دام إلى ثماني سنوات من حزن وألم فراق حتى تكاد أن تذبل عيناه من كثرة البكاء بفضل ألم اشتياق قلبه لها حصل عليها أخيراً والآن هو مهدد بالفراق ثانية.. يعلم جيدا ان ملك سوف تثور وتغضب وعلاقتهم ستصيح متوترة عندما تعلم بحمل مايا منه كما انه يعلم جيدا مايا والتي لم يهدأ لها بال حتى تخرب عليهم حياتهم..
بالداخل استيقظت بفضل الظمأ الشديد وتعجبت من عدم وجوده إلى جوارها نهضت على الفور وخرجت تبحث عنه لكنها دلفت إلى المطبخ لتناول بعض الماء.. بعد ذلك اتجهت مباشرة إلى غرفة الرياضة ووقفت عند عتبة الباب تطلع إليه في غرابة فهو يغلق عينيه مستمتعا ببعض الهدوء وهو معلق هكذا عاقدا ذراعيه أمام صدرة..
-تمارين شاقة الساعة اتنين بليل
فتح عيناه بهدوء ورفع جذعة يمسك بذلك المعلق به كي يهبط من عليه وأخذ منشة خاصة به يمسح بها وجهه ثم ابتسم إليها قائلا :
-مش جيلي نوم
اقتربت منه حتى وقفت أمامه مباشرة وأخذت المنشفة تمسح على عنقه وصدره العاري وتساءلت بدلال :
-وحبيبي مش جاي له نوم ليه بقى؟!..
تلاشى بنظراته بعيدا عن عيناها بينما هي ألقت بالمنشفة على المقعد وجعلت من ذراعيها طوق حول عنقه واتسعت ابتسامتها متسائلة :
-شاغله تفكيرك صح؟!
-جدا بجد..
أحاط خصرها بذراعة وباليد الأخرى مسح على جانبي شعرها وتحدث في توجس :
-بفكر في مستقبلنا مع بعض
-بلاش تفكر في المستقبل وثق في تدبير ربنا
-ونعم بالله
هبطت بأحد كفيها إلى صدره اليسار وتحسست ذلك الجرح الذي لم يكن واضح كعادتها ببعض الأيام قائلة :
-مش هتقولي بقى ده بسبب ايه؟!
لاحت ابتسامة جانبية على ثغرة وابعد كفها عن ذلك الجرح قائلا :
-قولت لك مولود بيها
-هعمل نفسي مصدقة..
ثم صفقت بيديها متابعة :
-يلا بقى بطل تفكير وتعالى عشان مش هنام غير في حضنك
تحدث بعد أن قبلها على جبينها بحنان :
-هاخد شاور واجيلك
أومأت موافقة واتجها إلى غرفة النوم جلست على الفراش تقلب بالهاتف الخاص بها وهو دلف إلى المرحاض يضع بدنه أسفل الماء الفاتر.. سأمت من الهاتف وتركته أعلى المنضدة المجاورة ووضعت رأسها على الوسادة وبالها مشغول كثيراً عليه فهو منذ وقت عودته من العمل وهو شارد ويبدو أن شيء ما يخفيه عنها..
عقب خروجه وقف يمشط شعره بعد ذلك مدد إلى جوارها واضعا رأسه على صدرها ضمته إليها وتساءلت باهتمام :
-مالك يا سيف؟!.. ايه اللي شاغل تفكيرك؟!
-كثرة الشغل مش أكتر والنوم في حضنك بيهون عليا كل شيء.. بحبك وعايزك دايما جمبي
-أنا معاك
اغلق عيناه بهدوء واضعا راحة يدها على شفتيه يقبلها بلطف شديد وتحدث هامسا :
-أنتِ مش بس حتة من قلبي أنتِ قلبي كله أنتِ أنا يعني روحي.. روحي متجسده فيكي
اتسعت ابتسامتها تتنهد بهدوء متسائلة :
-ايه الحب ده كله
-أنا عشان أوصف حبك في قلبي محتاج حياة كمان.. صدقيني عشقي لملك عشق خاص ونادر مش هتلاقي زيه حتى في القصص والروايات
ارتاح صدرها كثيراً من سماع تلك الكلمات الرائعة من بين شفتي حبيب عمرها وأرادت أن تسمع إلى الكثير والكثير من كلماته تلك قائلة :
-بعشق أوي كلام العشق ده وأنت نعسان
فتح عيناه بصعوبة واغلقهما ثانية ثم تحدث بنبرة نعاس واضحة :
-بعشق تأمل ملامحك وانتِ نايمة عيوني بتعشق تفاصيلك.. قلبي محتار في حبك نفسي احكي للعالم كله قد ايه أنا مغرم بيكي والعالم كله يتكلم عن عشق سيف لملك
-حقيقي مش عارفة اقول ايه بعد كلامك
-أنتِ تسمعيني وبس مش محتاجة تتكلمي.. أنا اتخلقت عشانك وعشان اعبر لك عن مدى عشقي ليكي
تنهد بصوت مسموع وفتح عيناه رافعا رأسه عنها وأختطف قبلة عميقة لكن بلطف شديد من شفتيها وبعد لحظات أخذها هو بين أحضانه كي ينعمان بنومٍ هادئ
***
صباح اليوم التالي ذهب إلى العمل وبمجرد أن وصل إلى الشركة طلبه والده للحضور إليه على الفور وبالفعل نفذ رغبته وذهب إليه ليجد شقيقة يوسف معه..
-صباح الخير
.. صباح النور
جلس على المقعد المجاور إلى المكتب ينتقل ببصره بينهما متسائلا :
-خير يا والدي
-خير يا حبيبي.. دلوقت بقترح عليكم ضروري يكون موجود معاكم سكرتيره.. عشان تنظم لكم مواعيد مع عمال الموقع والأشخاص اللي مقدمين على الشراء..
ثم أردف :
-كمان الفترة الجاية الضغط عليكم كبير لأن إياد وحازم مسافرين
تحدث يوسف بجدية :
-خلاص اللي حضرتك تشوفه
-تمام أن رشحت بنتين كانوا في ورشة تدريب قسم المحاسبة..
وجهه حديثة إلى يوسف :
-صحيح قول لمايكل يتابع الورشة بدلا من إياد لحد ما يرجع بخير من السفر
-تمام
نظر إلى شقيقة سيف الذي يبدو عليه الشرود منذ أن جاء لكنه لم يوضح هذا أمام والده واستأذن وغادر.. نهض سيف عن المقعد ينظر إلى والده واستأذن منه لكن توقف لسماع سؤال والده :
-أنت معترض عن وجود سكرتيره معاك؟!
-حاليا لاء لأن فعلا الشغل محتاج لحد ينظم مواعيد المقابلات..
جلس على المقعد ثانيا وتحدث :
-أنا قررت انزل الموقع بنفسي
-حبيبي اخواتك بيسدوا مكانك
ابتسم إليه كي يخبره بأنه بخير قائلا :
-ماتقلقش أنا بخير وأقدر على شغل الموقع
-اللي تشوفه وانتبه لنفسك
أومأ برأسه عدة مرات بعد ذلك استأذن وغادر إلى حيث غرفة المكتب وبعد دقائق من فحص بعض الأوراق أمامه صدح صوت هاتفه معلنا عن اتصال من والد مايا.. رفع الهاتف يتطلع إلى اتصاله بغرابة لكنه أجاب بالسلام ليرد السلام عليه ثم تحدث دون مقدمات :
-دكتور أحمد مايا طلبت مني أوصي حضرتك عليها واطلب منك تشوف لها شغل في الشركة..
تعجب من طلبه حقا يود أن يرفض طلبه لكن في ذات الوقت لا يريد أن يخسر الود بينهم عندما طال صمته فهم الأخير بأنه يرفض مع ذلك تحدث بجدية :
-أنا عارف ومقدر انه صعب لكن مهما حصل هي كانت مرات ابنك وانا بنفسي بكلمك وبطلب منك تشوف لها شغل
بعد تفكير دام إلى لحظات قصيرة تحدث على مضض :
-حاضر.. أنا في انتظارها
-أشكرك
" على الجانب الآخر.. "
وقف يحتسي مشروب ساخن أمام نافذة غرفة المكتب الخاص به وهو متيقنا بأن الأيام القادمة ستكون صعبة عليه كما أنه يفكر كيف يخبر ملك بحمل مايا ولابد أن تقتنع وتقبل بهذا الأمر الواقع المؤلم.. تألمت رأسه من كثرة التفكير ليرفع عيناه إلى السماء داعيا ربه أن يدبر له أمره ويعينه على ما هو أتٍ..
خرج عن افكاره على صوت هاتفه يرن داخل جيب سروالة وأخرج إياه كي يجيب على أميرته التي جعلته سعيدا بإتصالها هذا وبمجرد أن فتح المكالمة تحدثت بنبرة اشتياق :
-وحشتني؟!
تساءل مازحا :
-الوحم اشتغل ولا ايه؟!
اتسعت ابتسامتها واضعة كفها على أحشائها قائلة :
-بمجرد ما بتبعد عني يبدأ الوحم عليك
-بموت فيكي
-بحبك أوي..
ثم أردفت بنبرة دلال :
-عايزه اتغدى بيتزا
-أحلى بيتزا لأحلى ملوكه من عنيا
-تسلملي عيونك يا روحي
بعد دقائق من الغزل والعشق بها أنهى معها المكالمة كما انتهى من المشروب الساخن واضعا الكوب أعلى سطح المكتب وهو يجلس على المقعد الخاص بها.. دق الباب ودخلت فتاة تدعى هيام ووقفت أمام المكتب تعرفة على نفسها بابتسامة بسيطة :
-أنا هيام دكتور أحمد بعتني للشغل مع حضرتك
فتح شاشة الحاسوب وهو يهز رأسه عدة مرات ثم تحدث :
-أيوه هو قالي.. اتفضلي أنتِ
قطبت جبينها في تعجب فهي كانت منتظره أن يتحدث معها أكثر عن العمل لكنه أنهى الحديث بينهم سريعا ومع ذلك هي تساءلت باهتمام :
-طيب حضرتك هتعوز مني حاجة؟!
أجاب عليها وهو يتابع عمله :
-لا شكراً
-طيب طبيعة الشغل ايه؟!
طرح عليها سؤالا يبدو عليه توبيخًا لها :
-معقول جايه ومش عارفه طبيعة الشغل؟!
توترت كثيراً وتحدثت :
-يعني.. عن اذن حضرتك
أشار لها بيده أن تذهب وبالفعل غادرت الغرفة وجلست أمام مكتب توبخ نفسها على حماقتها معه بأول يوم بالعمل معه
***
بالطابق الأخير من الشركة حيث تأسست للتصميمات اختارت ندى الألوان بعناية بمساعدة صديقتها المقربة ملك وأصبح المكان جاهز للعمل بوقت قياسي.. بدأت بتنظيم غرفة المكتب الخاص بها ووضعت كل شيء بمكانه الصحيح..
وقفت بمنتصف الغرفة تنظر حولها بابتسامة واسعة كما أن لون الحائط الحمصي الهادئ هذا يشعرها بالأريحية والهدوء.. دخل يوسف مغلقا الباب خلفة يحمل بين يديه باقة ورد حمراء.. التفتت إليه وسعدت كثيراً من باقة الورد قائلة :
-الله بجد شكلهم يجنن
أخذت باقة الورد تضمها إليها بينما هو قبلها على جبينها بحنان وتحدث :
-ألف مبروك يا روحي مكانك الجديد
-الله يبايك فيك يا حبيبي
أخذ منها الورد وضعة أعلى سطح المكتب ثم مسك بيدها والأخرى وضعها على كتفه ووضع يده الأخرى حول خصرها وبدأ يتمايل معها على دندنته الخاصة بنبرة صوته العذب وبدأ يغني لها :
-يا عيون أنا بيها بقيت مجنون ولا كانت ولا هتكون وكأنك جايه عشاني من الجنه يا عيون مليلالي الدنيا ورود ومعاها بقيت موجود تستاهل فعلاً قلبي اللي استنى
أدارها حول نفسها برفق ثم ضمها إليه وضمته ايضا إليها وتحدثت بلؤم :
-دي أغنية تامي حسني
تحدث مضطرا :
-حبيته سيدتي وأمري لله
ضحكت ضحكة خفيفة ثم تنهد بعمق وتحدثت بصدق :
-وأنا بحبك أنت
ابتعد عنها ممسكا بيديها وبعد أن طبع قبلة حانية على أحدهم تحدث بجدية :
-وأنا بحبك وبموت فيكي وأجمل حاجة حصلت وجودك هنا عشان لما توحشيني أجيلك
رفعت أحد حاجبيها بثقة واضحة قائلة :
-أنت كده هتجيلي كل دقيقة
تأملها بنظرات غزل واضحة يقربها منه أكثر قائلا :
-يا واثق من نفسك أنت
اختطف قبلة رقيقة من شفتيها ووجنتها قبل أن يتركها ويعود إلى العمل تنهدت هي بعمق لشعورها بالسعادة بعد ذلك اتصلت على ملك كي تخبرها أن كل شيء على ما يرام حيث تابعت :
-أحنا جاهزين للشغل من بكيه
-طيب الحمد لله
جلست على اريكة مجاورة وتحدثت بحماس :
-أحنا نخلص كل التصاميم على آخي الشهي ده لأن عشان نستعد لعيض " لعرض " الازياء
شعرت بالغثيان المفاجئ وبألم بمعدتها لكن سرعان ما انتهى ذلك الألم وتحدثت في توجس :
-مش حاسه اني هلحق العرض ده
-ليه بتقولي كده
لم تستطيع أن تقاوم الشعور بالغثيان وتحدثت بوهن :
-ندى هكلمك بعدين لأني هكلم ماما تجيلي
-خلاص أوكي طمينني عليكِ
أنهت معها المكالمة وشردت في كلماتها الأخيرة في حيرة من أمرها وبعد لحظات دخلت مياده ومعها قطعتين من القماش بلونين مختلفين وجلست إلى جوارها تخيرها بينهم
***
انتهى إياد من بعض أعماله ومن حين لآخر كان يتصل على زوجته لكن تنتهي المكالمة دون أن تجيب عليه وآخر اتصال انتهى ألقى بالهاتف على السطح المكتب بسأم.. بدأ بالضغط على جبينه عنوة بعد ذلك استعد للذهاب إلى المنزل بينما دخلت السكرتيرة الخاصة به قائلة :
-باش مهندس فيه واحده اسمها هالة عا..
تحدث بحسم مقاطعا إلى حديثها :
-قولي لها مشي
حدقت به مصدومة من ردة فعله حتى توترت قائلة :
-لكن.. أنا يعني قوت ان حضرتك موجود
-مفيش مشكلة بلغيها انك دخلتي لقتيني مش موجود ومش عارفه خرجت امتى
أومأت برأسها عدة مرات وخرجت كي تخبرها بعدم وجوده نظرت إلى غرفة المكتب بعدم تصديق واضح ولديها رغبة قوية في اقتحام الغرفة لكنها ترددت وخرجت كي تنتظره بالخارج جوار سيارته.. بينما هو اتصل على شقيقة حازم وبمجرد أن أجاب عليه تساءل :
-عربيتك في البركن ولا قدام الشركة
-فيه البركن ليه؟!
-بعدين اقولك ابعتلي المفتاح عشان اروح بيها وعربيتي قدام الشركة
أنهى معه المكالمة وانتظر إلى دقائق حتى جاءت مساعدة شقيقة وأعطت إليه المفتاح وأعطى لها مفتاح سيارته كي تعطيه إياه وعلى الفور غادر مقر الشركة بسيارة شقيقة فهو يعلم جيدا بأنها تنتظره أمام الشركة..
بعد ربع ساعة تقريباً صف السيارة أمام العقار وخرج متجها إلى الداخل وصعد الدرج إلى الطابق الثاني حيث توجد شقته ودخل مغلقا الباب خلفة.. استمعت ريم إلى اغلاق الباب تعجبت ناظره إلى ساعة يدها التي تدق الثانية عشر والنصف مساء..
تركت الأطباق بالحوض وخرجت وهي تجفف يديها بمنديل ووقفت تنظر إليه في غرابة من عودته باكرا من العمل بينما كان يضع حذاءه بالمكان المخصص لها ونظر أمامه ليراها لكن سرعان ما أشاحت بوجهها بعيدا متسائلة :
-راجع بدري ليه؟!
رد عليها بمكر وهو يقترب منها :
-مرهق وتعبان جدا
قبل أن يقترب منها اتجهت إلى المطبخ وهي تقول متصنعة عدم الاهتمام :
-لا الف سلامة
دخلت تلقي بالمنادل دخل السلة ووقفت تكمل عملها من غسيل الاطباق.. فلتت شهقة من بين شفتيها عندما احتضنها من خصرها وبعد أن قبلها على عنقها بلطف تحدث بجدية :
-الحقيقة جاي بدري عشان وحشتيني
اغلقت صنبور المياه والتفتت إليه واضعة كفيها على صدره محاولة إبعاده عنها بغيظ قائلة :
-طيب ابعد عني
-مش قبل ما أسالك سؤال..
أحكم ذراعيه المتين على خصرها عنوة جاذبا إياها إليه أكثر حتى تأوهت بخفة وتساءل هو :
-يعني عرفتي أن فيه واحده بتحاول تخطفني منك مش المفروض تمنعيها من الفرصة دي؟!
تساءلت بنفاذ صبر :
وأمنعها ازاي بقى؟!.. أروح اقولها ونبي أبعدي عن جوزي؟!
قالت آخر كلماتها بنبرة ساخرة تحدث هو بجدية :
-مش ضروري تروحي لحد عندها تقولي لها كده.. اتمسكي بيا أكتر من كده
-أنت شايف اني مش متمسكة بيك؟!
-لاء بدليل انك..
قطعت حديثة بحده وغضب :
-أنت كمان بتجيب لي دليل..
حاولت تحرير نفسها من بين ذراعيه بكل ما فيها من قوة متابعة بغضب ممزوج بنبرة البكاء :
-أنا كل اللي عملته أخدت منك جمب عشان المشكلة ماتكبرش بينا أكتر وأنت جاي تشكك في تمسكي بيك
حررها من قبضته فضربته على صدره بقبضتي يديها وهمت بتركه لكنه مسك بمعصم يدها كي يوقفها عن السير قائلا :
-مستحيل المشكلة كانت تكبر بينا وبدل ما تسبيني وتقفلي على نفسك قبل ما تسمعيني كنتِ خليكِ معايا واسمعيني
-أنت ماتعرفش البنت دي آذتني نفسيا ازاي
اقترب منها ووقف أمامها احتضن وجنتيها براحتي يديها بعد أن مسح دموعها قائلا :
-وبعد كلام أهبل كتير سمعتيه منها كنت قد وعدي ليكِ وتجوزنا..
ثم ابتسم وتابع مازحا :
-ولا بردو لسه خايفة اكون بتسلى بيكِ
لاحت شبه ابتسامة على ثغرها تومئ بالنفي وتحدث بنبرة مؤلمة :
-بعد السنين دي كلها راجعة ليه؟!.. أنا بحبك وبغير عليك ومش هطيق حد يشاركني فيك
تنحنح بخفة وتحدث مازحا :
-ماتقلقيش يا روحي مش دي اللي اخليها تشاركك فيا..
حملقت به بحده واضحة من رده المستفز هذا لكن سرعان ما تحدث بجدية بعد نظراتها تلك :
-ايه البصة دي؟!.. أنا مستحيل أبص لغيرك أصلا.. بحبك
ضمها إلى صدره وبادلته بالعناق لقد شعرت بالاطمئنان الشديد الآن وقالت بصوت منخفض :
-بحبك أكتر
***
عقب وصولها إلى الشركة دخلت مباشرة إلى غرفة مكتب دكتور أحمد وجلست على المقعد المجاور إلى المكتب وبعد تبادل السلام بينهم تساءل برسمية :
-مايا اشتغلتي قبل كده؟!
-الحقيقة لاء أنا أول مره اشتغل بعد التخرج
أومأ بتفهم ثم تحدث بجدية :
-تمام لكن قبل الشغل لازم يكون عندك خبره وتتعلمي الشغل الأول.. عندي هنا ورشة لتعليم شغل الحسابات بتتخرجي منها أقل مده خمس شهور.. موافقة؟!
لم تكترث إلى التعليم أم العمل كل ما تكترث إليه هو سيف وأن تبقى قريبة منها كل هذا ما يشغل بالها لهذا وافقت على التعليم أولا قبل العمل :
-موافقة يا انكل
-أنتِ اتخرجتي من كلية التجارة بتقدير ايه؟!
-جيد
-تعالي من بكره أحضري
نهضت عن المقعد تطلع إليه بابتسامة باهته وتحدثت بنبرة امتنان :
-شكرا جدا.. عن اذنك
خرجت تبحث عن غرفة مكتب سيف وأوقفت أحد العاملين تسأله وارشدها بمكانه وبخطوات واسعة اتجهت إليه ودخلت إلى غرفة دون باب متوسطة الحجم ونظرت حولها في غرابة.. تساءلت هيام :
-خير يا فندم؟!
نظرت إليها بلهفة متسائلة :
-هو فين مكتب باش مهندس سيف؟!
أشارت إلى الباب المجاور قائلة :
-هنا اتفضلي
لم تنتبه إلى ذلك الباب فور دخولها لهذا تعجبت من أمرها وقبل أن تدخل دقت الباب.. نظر إليها متعجبا من وجودها لكن سرعان ما تحولت نظراته إلى الحده والغضب وبصوت رجولي حاد تساءل :
-ايه الل جابك هنا؟!.. مش قولت لك مش عايز اشوف وشك؟!..
بكل برود جلست على المقعد المجاور إلى المكتب تحت أنظاره الحاده :
-أنا قولت لك أقعدي؟!
بذات البرود تحدثت :
-أنا قولت لنفسي
لم يستطيع أن يتمالك أعصابه أكثر ومسك بأحد الأقلام وقذف بها بعنف على الأرض وهو ينهض عن المقعد قابضا قبضته بقوة.. حملقت به في رهبة شديدة منه فهي دائماً تخشى غضبة الحاد هذا وتحدثت بصوت مبحوح واضح من فرط رهبتها :
-جايه اقولك ان باش مهندس أحمد وافق على تعيني هنا
التفت إليها بلهفة بذات النظرات الحاده لتشعر بالخوف أكثر مستنده بظهرها إلى ظهر المقعد بقوة حيث اقترب منها بخطوتين يتحدث بنبرة حادة :
-أنتِ مصممة تدخلي حياتي عافية.. أبعدي عني أنتِ لعنة
ابتلعت لعابها بصوت مسموع وتحدثت باضطراب :
-أنا مش لعنة يا سيف أنا عشقاك
مسك ببيدي المقعد الذي تحتله يهزه بقوة متحدثا بفحيح مرعب :
-وانا بكرهك يا مايا ومش هتلوي دراعي بحملك ده.. اتمنى أرجع ألاقيكِ خرجتي من هنا وياريت من حياتي كمان
تركها واتجه إلى الخارج تاركا إياها تلتقط أنفاسها بصوت مسموع كأنها تستعيد روحها إلى بدنها من جديد وبعد أن هدأت من نفسها فعلت الصواب وغادرت.. بينما اتجه مباشرة إلى حيث والده ودخل بعد أن أستأذن وواضح عليه الحده والغضب لكن تساءل بهدوء :
-بابا ليه توافق مايا تشتغل هنا؟!
تحدث بأسف شديد :
-هي لحقت تقولك
تحدث وهو يلهث من شدة غضبه :
-آه جت مخصوص تقولي عشان تفقدني أعصابي
نهض عن المقعد متجه إليه وهو يقول في توجس :
-بلاش تعصب نفسك كده العصبية غلط عليك أنت عارف..
جعله يجلس على المقعد المجاور إلى المقعد وجلس مقابلا له قائلا :
-أنا رافض شغلها هنا لكن والدها كلمني وأنت عارف انه معرفة قديمة وكان بينا شغل ماحبتش ازعله كمان متأكد ان هي مش هتقعد معانا كتير
-حضرتك عارف قد ايه أنا بكرهها؟!
-عارف يا سيف وأنا اللي بقولك لو عملت أي حاجة ضايقتك اطردها بنفسك
-وجودها نفسه مضايقني
***يتبع

أنت تقرأ
عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..
Romanceممنوع النقل أو الاقتباس ..الرواية حقوق النشر محفوظة ✋✋ .. الحب الحقيقي والصادق لن يؤثر عليه الفراق ..بل يزداد الحب أكثر بفضل الاشتياق ويبقى في القلب حتى موعد اللقاء .. اخر لقاء بينهم ليس وداع بل بداية عشقهم .. كبريائه منعه أن يعترف بعشقه لها وعندما...