- أنتِ قفلتي الإمتحان دة إزاي يا تاليا؟
- زي الناس يا مستر عادي يعني
- تاليا؟
ضحكت وأنا باصة لملامحه وبحط ورقة الإمتحان في الشنطة:
- والله حليته عادي ومتوقعتش إني هقفله أصلا
- طول عمري بقول عليكي ذكية زيادة عن اللزوم
- ودي حاجة حلوة ولا وحشة؟
- حلوة طبعاً
راقبته وهو بيطلع علبة صغيرة من درج المكتب وبيمدها ناحيتي:
- خدي
- ايه دة؟
- دي هدية بمناسبة إنك قفلتي الإمتحان
فتحتها لقيت جواها سلسلة عليها أول حرف من إسمي.. بصتلها بإنبهار وأنا بسأله:
- دي تحفة يا مستر حضرتك جبتها منين؟
- ملكيش فيه المهم إنها عجبتك
- عجبتني جداً.. أنا مش هقلعها من رقبتي أصلا
- طب حيث كدة بقى تعالي أساعدك تلبسيها
قرب مني وأخد السلسلة من إيدي وأول من حطها على رقبتي وحسيت بملمس إيده عليا جسمي ارتعش بشكل لا إرادي وبدأت ضربات قلبي تزيد تدريجياً.
- شكلها حلو أوي عليكي
- حقيقي يا مستر شكراً لحضرتك أوي
- إياكي أشوفك جاية يوم من غيرها
- لأ متقلقش
ابتسم بخفة وهو بيتناقش معايا في كذا حاجة خاصة بالمنهج لغاية ما معاد الحصة بدأ ودخلنا القاعة.
علاقتي أنا ومستر عز صداقة من نوع خاص نتكلم سوا ونهزر مع بعض وأحياناً نخرج.. بينا صفات مشتركة كتير وبنعرف نتفاهم بالكلام إلى حد ما.
- تاليا
- ايوا يا ماما
- هو أن... ايه السلسلة اللي في رقبتك دي؟!
- ماشاء الله عليكي يا ماما بتلاحظي كل حاجة
- اخلصي
- أبداً ياستي عشان أنا الوحيدة اللي قفلت الإمتحان فمستر عز جبهالي هدية
لقيت ماما قعدت جمبي وفضلت ساكتة شوية وبعدين بدأت تتكلم:
- مش ملاحظة إن علاقتك بمستر عز دة بدأت تستهبل شوية؟
- ماما حضرتك عارفة إن مستر عز أخويا الكبير عادي
- مش هيفضل أخوكي الكبير دايماً يا تاليا
- بمعنى؟
- أنتِ فهماني كويس
حسيت إني مهما لفيت ودورت مش هعرف أهرب منها.. نمت على رجليها عشان تلعبلي في شعري زي زمان وبدأت اتناقش معاها:
- قولي اللي في قلبك يا ماما
- هتحبيه يا تاليا ودة شيء أنا واثقة منه
- وايه المانع؟
- إنه مش هيحبك
- وأنا كمان مش بحبه
- العلاقة كلها غلط يا تاليا.. الهزار والضحك واللمس والهدايا كل دة غلط
- ماما أنا عيزاكي تطمني كويس أنا ومستر عز مجرد أصدقاء مش أكتر
بصتلي بلوم وبعدين طلعت برا ولقيت نفسي فجأة بمسك السلسلة بتاعته وبحسس عليها.. هزيت راسي بعنف وأنا بقنع نفسي إني أكيد مش هحبه.
- هو مستر عز فين يا بنات؟
- مجاش النهاردة وقالوا إن الحصة هتتلغي
- غريبة يعني مجاش ليه؟
- تعبان شوية
