اسكريبت 18

671 44 0
                                    

بصيت في الأرض وأنا بدور في دماغي على سبب يخليني اوقف اللي هعمله بس للأسف مفيش سبب، مفيش حد مُهتم إذا كُنت موجود أو لأ على الحياة، حسمت قراري ورفعت راسي وبصيت للبحر ورفعت رِجلي ولسه هرفع التانية لقيت اللي بينادي ويقول:
_أنتَ مُتأكد من قرارك دا؟

بصيتله وأنا بحاول أتعرف على شخصيته بس قاطع نظراتي ليه وهو بيقول:
_هتقتل نفسك عشان دُنيا فانية، هتقابل ربنا عاصي له عشان دُنيا، هسألك سؤال واحد أنتَ قد النار، قد إنك تدخل النار وتتعذب، قد عذاب النار، عارف أنت هتريح نفسك جدًا من الدُنيا ومشاكلها بس مفكرتش في الآخرة، مسمعتش الآيات القرآنية اللي بتقول:
يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً}(29ـ30)
سوف نصليه نارًا، إيه اللي في الدُنيا يخليك تنتحر و..
زعقت:قول إيه اللي في الدُنيا يخليك مش تنتحر، أنا كُل حياتي هموم، أنا أتولدت من غير أب، وأمي ماتت بعد ما جابتني بشهر، عِشت من غير أب ولا أم، عارف يعني إيه من غير أب ولا أم؟، جيت على الدُنيا وياريتني ما جيت،
ضحكت بسُخرية:عمي الله يباركله رباني لحد 16 سنة وبعدها طردني من بيته أو بمعنى أصح بيت أبويا، عارف يعني إيه تكون لوحدك من غير ملجأ ولا أم ولا أب ولا حتى قريب وأنت لسه عيل؟
ضحكت بصوت عالي:لأ وخد الكبيرة بقى، النهاردة اتطردت من الأوضة اللي كُنت متأجرها عشان اتأخرت في دفع الإيجار، و البنت اللي بحبها قالت عليا هدومي مقطعة وشحات وكلام كتير جرّح فيا، قُلي بقى يا باشمهندس أعيش ليه؟.....
لأ ومش كده وبس، النهاردة اتطردت من شغلي عشان اتأخرت عشر دقايق، اتأخرت عشان مش معايا فلوس أركب مواصلات، أعيش لميــن وليــه ومــن فيـــن ؟

_ابتسم:أنت في نعمة والله احِمد ربنا عليها، أنتَ ربنا إبتلاك إبتلاء عظيم ووراه جبر عظيم، ربنا عشان بيحبك عمل فيك كده، ربنا ابتلاك عشان بيحبك يا بني، الصحابة زمان كانوا بيفرحوا بالإبتلاء، متقتلش نفسك، ربنا ابتلاك وهيشوفك هتصبر وتتخطى الصعاب ولا الصعاب هتتغلب عليك، ربنا بيحبك والله، افتكر الآيات....
مد لي إيده وقال:
_هات إيدك يا بني ومتقتلش نفسك عشان دُنيا فانية، واللَّه فانية، هات إيدك

السما بدأت تمطر أكتر صوت الرعد عالي ويخَوف مش عارف أعمل إيه سِنّه وهقع أقع وأريح نفسي ولا أرجع وأشقى أكتر..؟

وفي وسط ما أنا في صراع مع نفسي لقيت الراجل دا بيشدني لورا بصيت للبحر بخوف، لوهلة فكرت إني وقعت في البحر.... قُمت من المية ولأن هدومي مقطعة، كنت حاسس بالبرد بيضرب في عضمي...مديت إيدي للراجل اللي في الأرض عشان يقوم، مسك إيدي وقام، قلع الچاكت بتاعه ولبسهوني، ورحنا عند أقرب مظلة تحمينا من المطر.
_اسمك إيه؟
=عُدى
ابتسم بحُزن:زي اسم ابني
_كام سَنة يا عُدى؟
=17
_عُدى ابني مات في حادثة، كنا أنا وهو وأمه بنتمشى قلتلهم يقعدوا هجبلهم دُرة وهرجع، رحت جبتلهم دُرة وأنا وراجع شوفت عُدى وهو جاي جري عليا، ولأن أمه كانت بتتكلم في التليفون مأخدتش بالها منه، كان عند عُدى خمس سنين مكانش فاهم حاجة لسه طفل واعي ع الدُنيا بيحب يجرب..
بدأ يدمع: ولما كان جاي نحيتي لسه هناديه عشان يقف مكانه العربية جات بسُرعة وخبطته .... ومات
وأمه من حُزنها عليه ماتت هيا كمان
=ربنا يرحمها
_يا رب، يلا نروح بقا المطر وقِف
=تمام مع السلامة
ضِحك:أنت شكلك مسمعتنيش، بقولك نروح مش أروح
اتنهدت بصوت عالي وسكت
طبطب على ضهري وقال:
_أنا مش هاخدك شفقة زي ما أنت مفكر، ربنا يعلم إني من أول ما شوفتك انجذبتلك وحسيتك ابني وأهو شوف الصُدفة اسمك على نفس اسم ابني، تعالى يا بني واعتبرني زي أبوك الله يرحمه.

رُحت مع عم محمد وعرفته واحنا ماشيين في الطريق، وصلنا لحد بيته وكان صُغير مش كبير بس مليان دفى، فَرجني على بيته وقال:
_يلا يا عُدى نصلي
بصيت للأرض بكسُوف ولما لاحظ قال:
_ أنتَ مش بتصلي يا عُدى؟
هزيت راسي بـ لأ فقال:
_مش بتصلي ليه؟
=معنديش وقت ومعرفش أصلي إزاي؟
ابتسم وقال:
_لو أنت مفكر إن الصلاة هتاخد من وقتك تُبقى غلطان، الصلاة هيا اللي بتجبلك الوقت، الصلاة هي اللي بتبارك لك في وقتك، الصلاة هي الحاجه الوحيدة الوصل بينك وبين ربنا عز وجل في الأرض، الصلاة راحة ومحسش بيها إلا اللي جربها، وإن كان حد محسش بيها وهو بيصلي، فهو مأتمهاش على أكمل وجه، يلا بقا يا عُدى نتوضى مع بعض ونصلي بعدها ندردش سوا

يتبع ....

اسكريبتات❤️✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن