اسكريبت 22

581 60 1
                                    

-إنتِ حامل يا فريدة؟!
-أيوه يا مس.
كنت مركزة على كتبي اللي على رجلي، متّبتة فيهم بإيديا وأنا بحركهم بتوتر، صوتي بيرتعش وعيوني مدمعة، شاورتلي أتحرك وراها، فمشيت وراها..
-تعالي يا فريدة.
قفلت باب الأوضة المنفصلة عن المكان اللي بتشرح فيه.
-أهلك عارفين؟
اتخضيت من سؤالها اللي بيحمل بين طياته إتهام، فرفعت راسي بسرعة..
-أنا متجوزة يا مس..
تعابير وشها رجعت للطبيعي بالتدريج وهي بتخبط دماغها بإيديها..
-نفس حال كل البنات اللي في بلدك، طب إنتِ كويسة؟
-كويسة.
كنت في درس الأحياء واللي بتدرسلنا "مس صفاء" مش من بلدنا وعشان كده دايمًا عاداتنا غريبة عليها، وقتها سمعت هزار صحابي معايا وعرفت إني "حامل" وعشان هي دايمًا بتنسى طباع بلدنا فمجاش في بالها إني متجوزة!
خلصت درسي وركبت الميكروباص اللي هيوصلني عند البيت واللي بياخد  نص ساعة تقريبًا في الطريق وغصب عني غفيت أو نمت..
-صَحي الآنسة يا أستاذ خلينا نمشي.
-يا آنسة..اصحي يا آنسة السواق عايز يمشي.
حركت دماغي بتُقل وتعب وأنا ببص لكُتبي وشنطتي اللي على رجلي، قمت من مكاني بإرهاق ونزلت من العربية وأنا بلبس الشنطة، مسحت دموعي لما افتكرت إني بقيت كبيرة دلوقتي ومسؤولة عن شخصين غيري!
دخلت البيت اللي ماتعودتش عليه ولا مرة من ساعة جوازي لحد دلوقتي، رميت حاجتي على السرير ورميت نفسي جنبهم وأنا بعيط..
-بس دي ماكانتش أحلامي يارب، ماكنتش عايزه كده!
-بتعيطي ليه؟
بصيت للباب اللي كان واقف عنده ومسحت دموعي.
-ملكش دعوة بيا.
-مالك يا فريدة؟
وقفت جنب السرير ومسكت دماغي بتعب وأنا بعيط بشنهفة.
-ماتقوليش مالك! إنت عارف مالي كلكو عارفين مالي، إنت اتجوزتني ليه؟
قرب خطوتين ومازال بعيد عني.
-عشان بحبك.
-بتحب طفلة؟ يعني هو ده الحب!
-أنا مش كبير يا فريدة ولا إنتِ طفلة، إنتِ ١٨سنة وأنا ٢٦ الفرق بينا ٨ سنين بس.
حركت إيدي بعنف وأنا بزعق..
-بس!! تمانية بس!! إنت شايف إن الفرق مش كبير؟
-أيوة يا فريدة مش كبير، مالك في إيه؟
-مش عايزاك في حياتي، عايزه أعيش حياة طبيعية، إنت دخلت حياتي ليه؟
قرب أكتر وهو مش عارف يهديني إزاي.
-أنا عملت كده عشانك.
-عشاني؟ والله!
جه وقف على بُعد خطوتين مني، فبعدت أكتر وأنا رافعة إيدي الإتنين ودموعي مُستمرة في النزول..
-خليك بعيد، أنا مش طايقاك، مابحبكش..
-طب ممكن ماتعيطيش؟ عشان خاطري، أنا والله ما فاهم في إيه..
قعدت على رُكبي جنب السرير وعيوني للأرض وأنا بعيط.
-في إني تعبت، واحدة في سني المفروض تبقي لسه طفلة، مش مسؤولة عن طفل وأسرة! أنا ماعشتش حياتي بشكل صح، وإنت كنت الدخيل على حياتي، بوظتلي حياتي يا سُفيان.
اتشنهفت فحطيت إيدي على وشي وعياطي بدأ يزيد، حسيت بلمسة إيديه على كتفي فبعدت بسرعة.
-قلتلك ملكش دعوة بيا.
-ممكن تهدي طيب؟
-اطلع بره.
-نتـ..
قاطعته قبل ما يكمل.
-قلتلك اطلع بره، سيبني لوحدي..
خرج بهدوء وقفل الباب وراه، جريت على الباب وقفلته بالمفتاح ورجعت على سريري وبدأت أعيط من تاني، معرفش فات قد إيه وأنا بعيط...بس أنا مش كويسة وقلبي مش بخير.

اسكريبتات❤️✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن