وردتي

152 14 73
                                    

التخبط والحزن وعدم الارتياح..
‏كل ما شعرت به من ألم
‏ وأنت دافنُ في قلبكَ من أحببتَ حيًا ..
‏كل هذا يعود لعدم التفاهم..
‏گبقعة قرمزية طغى عمقها بياض القلوب
‏ لتصبح جرحًا صعب شفاؤه..
‏حين تعتقد أنك عالم بكل شيء
‏والحال أنك جاهلُ..
‏ لكل ما يحدث حولك..
تلك مسألة تتكرر جيلًا بعد جيل..
لا يجدون لها حلًا غير الصمود والصمت..
حاملين جراحهم على اكتافهم تجنبًا للضرر..
فحتى وإن أخترت القتال سينتهي بك المطاف بغرس جرح جديد..
فإن تكلمت فلن تسلم ، وإن لم تتكلم فلن تسلم أيضًا..
لذا يقولون أحيانًا ؛- " قل خيرًا أو أصمت .."
لكن هل سألنا أنفسنا.. ما إن كان هذا هو الحل حقًا..؟!
أما من دواء لهذا الداء الفتاك..؟!
يقبض روحك قبل جسدك..
أنفاسك ، عقلك ، قلبك ، طاقتك
حق من قال ؛- " تفكيرك هو قاتلك.."
تكبد كل هذا العناء  في سيره نحو العدم..
دون إحداث اي تقدم يذكر..
دون أي تفسير..
لحالتك هذه..
حتى وإن قطعت سبل الرشد..
تهل ظلال الغمام ملاحقة عينيك..
فتبقى عاميًا عن رؤية الحقيقة..
ولا احد منا يستطيع لوم الغيوم..
فبالرغم من جمالها الا انها تخفي حزنًا عميقًا..
گقصة حب جميلة لم يشأ لها أن تكتمل..
ففي بعض الأحيان..
لا يتمكن الانسان ذاته من رؤية نفسه..
افعاله وأقواله ، طباعه وتصرفاته ، تقلباته وأحيانًا..
حماقاته..
فيحاول تجنبها ، اخفائها أو تلافيها تحت مسميات الندم
او إتخاذ قرار يغير مجرى حياته بالكامل..
نجد أنفسنا عاجزين عن ايجاد علاج لما يدور حولنا من كوارث..
او لسنا قادرين على التمسك بخيط صغير يوصلنا نحو الأمام..
حتى نجبر على التماشي معها قدر الإمكان بأقل الخسائر..
لكن هذا ليس حلًا أيضًا..!!
فأين عساها تكمن الإجابة..؟!
سألت نفسي مرارًا وتكرارًا حول هذه المسألة وأنا انظر لعينيها لعلي أجد الإجابة.. لكن لا جدوى.. هجرتها وقد منعت نفسي من المحاولة.. خشية ان اغرق مجددًا في بحر عينيها..
أتوق لسماع صوتها.. أحترق شوقًا إليها..
كي أخمد ناري ونارها..
جرحتها و قلبي ممزق  لجرحها..
اتذكر عينيها المحمرتان حين تشاجرنا آخر مرة..
فتعاود خاطري أول مرة رأيتها حزينة فيها..
حين وبخها أبيها بسببي..
الرجل محق..
كيف لك أن تكون فاشلًا بهذا القدر يا هذا..؟!
كيف لك ألا تتمكن من إسعادها..؟؟
كيف لك الا تمنحها حياة مريحة..
ربما أفضل من الحياة التي عشتها لسنوات في ذلك الميتم..
غرقت في دوامة دون أن ادرك قيمتي في عينيها..
وكيف هذا وانا لا اعرف قيمة نفسي حتى..؟!
في بادئ الأمر أردت ضمها بين ذراعي وإحراق السفن لنكون معًا فحسب..
حاولت مجابهة كل شيئ..
كي تقر عينها ولا تحزن..
خلت أني نجحت..!
حتى صفعت مجددًا محنيًا رقبتي..
ثم نظرت للسماء تضرعًا..
لعلها ترشدني نحو الطريق..
فهل آن الأوان حقًا.. لتحريرها من هذا العذاب..؟!
حمقاء.. كيف لا تفرطين بي..
كيف تحاولين منع ذهابي وأنت من سيتضرر لو بقيت معك..
نبرتها البريئة تلك.. دفنتني حيًا..
أي نور ذلك الذي رأيتيه فيّ وأنا فتى ضال تملكني الظلام..؟!
كيف لصفحات كُتبي.. أن تكون واضحة بالنسبة إليكِ..
حين لقياك رأيت النور..
وحيال بعدك عدت لظلامي..
كما لو أنني لم أكن قط ما كنت عليه قبلًا..
فكيف يمكنني إجابتك على هذا السؤال وانا نفسي لا اعرف الإجابة..

لعبة قدري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن