حياة من سراب

46 3 1
                                    

"ولو أن طيفاً زار طرفي ساهداً
لكنت رجوت القرب بعد فراق
بلى قد أرى تلك المغاني تعلةً
فأحسب أني زائر وملاقي
أرى الدهر يأبى في تألف شملنا
كأني أعاديه فرام شقاقي"
- للشاعر محمد سعيد الحبوبي..
~~~~~~~

گ بشرى طال انتظارها منذ زمن بعيد..
عزمت البقاء على صعيد الأمواج التي تجابهنا من اي طرف..
نحن الآن تحت سقف واحد..
أقرب جنبًا الى جنب..
لا تفصلنا سوى بضعة أمتار..
وبعض المشاكل ان صح التعبير..!
لكن أما الآوان لحل تلك المشكلة..؟!
حاولت الحديث مع هيلين في الصباح لعلي أجد مفرًا ..
لكن مداهمة احمد للباب على غفلة قاطعت الحديث..

" ابيي!! اميي !! افيقا !!
- ماذا هناك يا ولدي؟!
- رأيتُ شيئًا عجيبًا في حلمي!!
- مالذي رأيته ؟! "

نظر لوالديه بتلهف..

" حلمتُ أن.. سفينة فضائية أبحرت بي عبر كل الكواكب!
الى الزهرة ! و زحل ! وعطارد ! وحتى..!! امم هاه! المغيخ! "

' نطقها بشكل خاطئ فضحك جمال وهيلين بخفة عليه ليحمله جمال في حضنه نحو السرير وكان مستعدًا للدغدغة ففهم أحمد اللعبة..'

" المغيخ؟! أم المريخ ؟!
- مغيخ ..!
- أأنت واثق؟! "

بدآ باللعب ليستسلم الطفل وينطقها بشكل صائب ليردع والده..
أما هيلين فقد انصرفت لتحضير الفطور..
لمح جمال الدرج مفتوحًا والقلادة ما تزال في مكانها..
شعر أن الوقت يقترب بشدة لتكتشف الحقيقة..
استعد كلاهما ونزل سريعًا لتقصي ما يحدث في الاسفل من ضجة..
هاهي زاهدة تحدث جلبة جديدة ..
اوغور واحمد يلعبان خارجًا ريثما يجهزون المائدة..
اما زاهدة فبدأت بمواجهة نرجس..

" انها اول مرة أرى فيها هذه السكين عندنا ، ترى من أين جاءت هذه؟! لابد انك تعرفين ..!!"

حاول كل من آسيا وماهر صدها لكن لا جدوى..

" زاهدة ! اعطني إياها..!!
- لن افعل ..!!
- كفي عن هذه الترهات..!! هل جننت؟!
- أجل ! رأيتها وأمها يرمونها في القمامة! لم تتستر عليهما؟! "

بدت نرجس وآسيا مذعورتان للغاية ..
حاولت آسيا تهدئة ابنتها ريثما يحل ماهر المسألة لكن قدوم جمال صدم الجميع..

" كفاكِ عبثًا..!! الاطفال يخافون ! "

ليعاود ماهر مخاطبته..

" انت لا تدخل..!!"

لعبة قدري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن