عندما كنت طفلة..
والدي روى لي قصة جميلة..
قصة طائر النورس..
وحين كبرت فهمتها وأدركت معناها بشكل أعمق..
مهما كان منزعجا وغاضبًا منها..
الا انه ممتن في الوقت ذاته..
لأنها جعلته سعيدًا في نهاية المطاف..
هل تريد سماعها..؟!أومأت برأسي برفق..
وتعجلت المكوث على ركبتيها مغلقًا عيناي بأريحية..
همست إلي آمرة بالنهوض..
لكنني لم اكترث..
كي ترى مدى عناديّ أيضًا..!!
ضحكت بخفةٍ واضعة يدها على وجهها..
ثم بدأت تمررها حول وجهي.. حاجبيّ و شعري..
ولم اكن اسمع سوى صوتها الذي يرن في أذاني برفقة أوراق الأشجار التي تهزها الرياح من حولنا لتبعث الطمأنينة..
ايتها الرياح.. هل انتِ شاهدة على ذلك..؟!كان ياما كان..
نورس تغلب على حدود طبيعته، وعلى مجتمعه، ليصل إلى المراتب العليا من المعرفة، وليعود بها إلى أقرانه فينشر ما عرفه، حكاية خرافية يصدقها الضعفاء لأنهم عاجزون عن النهوض ومواجهة العالم كما هو..
ونوقن بعد الانتهاء من قراءتها بأننا نتخيل عالمنا التالي عبر ما نتعمله فى عالمنا هذا..
فمن لا يتعلم شيئًا فسيكون عالمه التالي هو نفسه عالمه الحالي بالحدود والقيود نفسها والأحمال الثقيلة نفسها التي عليه أن يغلبها..
ولكن هذا النورس..
بالرغم من كل شيئ..
لم يستسلم حتى نال مراده..!
كان من أقوى الطيور في الدنيا..
أحيانًا تعجب عليه لجرأته..
وأحيانًا تخاف منه..
ولكنه الأكثر طيبة وتحفظًا عن بقية رفاقه من الطيور..
إن ترمي له لقمة في البحر..
يجوب حوله باحثًا عن قوت يومه..
فأتخذ منه ألوانه..
وطأت قدماه أطراف الأمواج..
ليعاود مرفرفًا بجناحيه بحثًا عن مخرج..
لأنه يشعر نفسه غريبًا عن كل الناس..
بالرغم من وجود احبائه بجانبه..
لذا .. كلما سنحت الفرصة يجوب البحر بحثًا عن وطنه..
حتى سمي ' طائر الغربة '
وفي الوقت ذاته.. يبعث الطمأنينة لكل من يراه..
وهذا الطير .. مثلك تمامًا يا جمال ..عقدت حاجبيّ ونظرت إليها بتعجب..
" حقًا..؟! كيف ذلك..؟! "
- اجل ، إنه أنت..!!
يكاد قلبي ينفجر بتعبيرها الدقيق هذا..
أيعقل حقًا أن أكون هذا الطير..؟!
حر ، عاطفي ، لكنه لا يسمع ما يقول..
اي لا يصغي لكلام أحد..
عنيد ، مخلص ، ويعرف كيف يحمي أحبائه..
هل حقًا.. أنا كذلك في عينيكِ..؟!
ربما تكونين مخطئة..
قلتُ بين وبين خاطري وانا أنظر لعينيها..
يالك من محظوظ يا هذا..!!
أنت تقرأ
لعبة قدري
General Fictionقصة شابين يافعين حلما معًا بريعان الشباب بحثًا عن السعادة المرجوة حتى افترقت طرقهما إثر ظروف صعبة ليجمعهما القدر من جديد وسط عاصفة مدوية.