بداية الحكاية

1.5K 22 48
                                    

حكاية شبه مستحيلة لو عرفتها لأغفلت عنها وتذرعت منها
كونها تخفي طابعًا واقعيًا لمجابهة الحياة..
تلك الدائرة التي يخلقها الكون للمرء من حوله..
گ سائر البشر..
تتقاطع طرقهم لتتيح عدة خيارات..
قسمتها لنصفين..
إما مصير واحد..
او طريق واحد يكمله كليهما بطريقته الخاصة..
لكن هذه  التجارب..
خلقت للتعلم منها او التذمر بشأنها
فتعكس مفهومًا مشابهًا لما نسميه..
" القدر "
اي قدرة الإنسان على رؤية مصيره بالهيئة المناسبة..
لعلها تسفر سعادته..
او تجاري همومه..
فبعضهم يسخر منه..
والآخر يمقته..
وبعضهم يؤمن به..
كلُ حسب طريقته في تفسير حياته ومحاولة التحكم بها للوصول إلى هدفه..
لربما خلقوا تصورًا مشابهًا كوننا ندرك مرارة الواقع وحسرة الحقيقة وقسوة الحياة.. وما آن للمرء الا ان يقسو على نفسه ومن حوله نتيجة لما مروا به واضطر بعضهم لتحمل العواقب..
لكن هل تسائلنا جميعًا..؟! ماهو الهدف بالتحديد؟!
أهي السعادة..؟!
فما هي سوى أمنية يمكنك صنعها بيديك إثر تخطي العديد من العقبات او التماشي معها لعلك تبلغ أشدك
او تبقى عاجزًا منهمكًا في الركض باحثًا عنها رغم انها ليست ببعيدة عنك..
حتى وإن كانت بعيدة..
يمكنك دومًا إيجاد حل مناسب لحالك..
وإن أغرقتك الهموم لتصبح عاجزًا عن تحقيق ما ترمي إليه..
فلا تغدو غارقًا في أعماق عقلك فتتخذ قرارتٍ متهورة قد تكون صحيحة لكنها صيغت بطريقة خاطئة..
وقد تكون خاطئة فتحدث جرحًا عميقًا في قلبك يدفعك أشد الندم..
وربما تكون صحيحة ..!
لكن الوقت لم يكن مسعفًا لك في تلك اللحظة..
وفي كل الاحتمالات تجد نفسك تائهًا..
او عالقًا في دوامةٍ بالكاد تستطيع الخروج منها..
گجسد بلا روح..
او هيئة دون قلب..
او گشبح لا هيئة ولا قلب له..
لذا علينا  تعلم اتخاذ قرارتنا في الوقت المناسب جيدًا كي تستطيع أن تحيا بسلام ولو قليلًا مع ذاتك..
وإن أفلحت فمع أحبائك..
وإن أحسنت فلحياتك..
فكل من حولك هم جزء منها..
وأنت جزء لا يتجزأ من حياتهم..
والأهم أن نترك بصمة جميلة لنا في قلوبهم..
لعلها تشفع ولو بعد حين..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ليلةُ عصيبة مرت على أهالي أماسيا..
في أحد الأحياء الجالية..
يسمع أصوات صخب زوجان يتشاجران إستمرار..
وطفل رضيع أجهش بالبكاء حتى تخالطت أنفاسه..
لينسحب الزوج مشهرًا كلمته الأخيرة في وجه زوجته وغادر المنزل..
اما الأخيرة فظلت تحاول تهدئة طفلها باكية بصمت كي لا تفضحها دموعها..
وأهالي الحي ليس منهم ساعٍ ولا باغ يمد يد العون لهما..
مرت الأيام والليالي..
ساعات طويلة قضتها الأم وطفلها وحيدان..
فلا جار مؤنس ولا صديق قريب ولا عائلة تحتويها وطفلها..
زوج بائس لا ضير له غير المتاعب
ولا ضرير لها يشعرها بقيمتها ويرشدها للنور..
ظلت تنظر لطفلها بألم مفطورة الفؤاد لحاله..
فلا تستطيع إطعامه ولا إعطائه كسوةً تحميه من برد الشتاء القارس..
كل آل المدينة ينظرون إليهم بإستحقار تام..
وكأنهم غير مرغوبين بتاتًا لا في هذه المدينة ولا بين اهلها..
ظل الزوج يحدق بزوجته ببرود تام طالبًا منها المشي امامه دون التفوه بحرف..

لعبة قدري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن