البحرُ الأسود

105 7 4
                                    

حينما كنا على متن العبارة
قال لي ذلك الرجل ؛-

" كن گالبحر الأسود..
متمرد مثله ،  عنيد ومتين مثله تمامًا..!!
فإن عرفته لقدرتَ على تحمل أمواجه العاتية.."

->~>~>~>~>

كان ينتظر على بوابةِ  مدرستها بحماس..
أخذت الفتيات يخرجن واحدةً تلو الاخرى..
اما هو..
ثنى ركبته وذراعه قرب صندوق بريدٍ أحمر اللون..
لا يعلم مافي جعبته من رسائل..
قد تغير مجرى حياته..
تقدم ساعي البريد محضرًا رسالة أخرى للعنوان ذاته..

" عذرًا ايها الشاب.."

ليزيح جمال ذراعه  فور رؤيته لها..
اما هي فارتسمت على وجهها ضحكة جميلة لتهم بالركض فاردةً يديها نحوه..

" فعلتها يا جمااال ..!!!
نجحت ..!! "

حملها ودار بها لوهلةٍ صارخًا

" هذه هي آسيا خاصتيي..!! "

- انا فعلت ما يجب علي فعله ..!!
حان دورك !

هتف جمال بحماس ..

" أشتريت التذاكر بالفعل ..!!
ماذا ننتظر..؟!  هيا..!! "

-ولكن..!!
- ماذا..؟!
- لا شيء ! هيا لنذهب ..!!

لم افكر في اي شيء آخر..
أبليتُ بلاءً حسنًا في الدراسة!
والاسئلة جاءت سهلة كذلك لذا..!!
لا نية لي في العودة للمنزل..
اريد التنفس لا ان اختنق..
حاطت يدي خلف ظهره مسندةً رأسيّ على كتفه..
واتجهنا معًا لموقف حافلات البلدة..
و بدأ  يروي لي ما حدث في إسطنبول بالفعل..

- اييه ؟! بعدها؟!

اخذتُ نفسًا عميقًا لوهلة ونظرتُ لها ضاحكًا..

" بعدها..!!  حين شَهِدَ خوفي..
فرّ مغادرًا بقوله : لا يمكنك ان تصبح رجلًا

' ضحكت آسيا بخفة عاقدة حاجبيها ببراءة..'

أعني..
لم يقل هكذا بالضبط ..!!
ولكنني فهمتُ من نظراته..!!
وربما لهذا السبب بالغتُ في التصرف قليلًا..!!"

- لماذا..؟! ماذا فعلت؟!

وضعت رأسي على كتفها محاولًا مجاراة الموقف والاتجاه  لموضوع آخر..

" دعكِ من هذا الآن..
انظري لتلك الحقول هناك..
ذاك غزال ! وتلك نعجة ! وهذا حمل ..!
وهذا..!! "

لعبة قدري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن