آمالي و حُطامي

110 9 18
                                    

في لحظة ما..
أعتقدتُ أن كل شيءٍ كان يسري على ما يرام..
حظينا بمحادثةٍ جميلة..
لكنها لم تكن كافية..
بل كانت..!
بدايات للوداع المحتوم..
التي مرت من بين يديّ دون أن أدرك..
قسوتُ عليها..
لم استطع النظر إليها بتلك الجرأة..
كوني أعلم أنني أستسلم فورًا لو فعلت..
فما كان لنا في السيل من سُبلٍ للنجاة..
سوى آمالنا المحطمة .

~>~>~>~>~>

لم تكن عائلتها كتلك العائلات المترفعة للغاية..
إبنة مدللة كونها وحيدة والدها..!
جميلة لكنها مسكينة..
خاضت العديد من التحديات..
عاشت تجارب مريرة فترة شبابها..
عانت ومرت بحالة من اليأس ليخمد نورها..
وأختلط بحر عينيها بسيل من الدموع..
لتحاول حمايته من التحول لصحراء جافة..
قد تغمرها العواصف في أي لحظة..
بالرغم من صغرها الا انها كانت قوية لا تهاب الصعاب..
تهوى المغامرات و التحفظ على محتواها كي لا تفقد بريقها..
فأيُ من الناس من يرحم حال امرئٍ في هذا الزمان..؟!

~>~>~>~>

حملتني قدماي نحو المتنزه دون القيام بأي خطوة..
خبأت تلك الصورة والزهرة في جيبي لعلي أجد الفرصة المناسبة لأعطيها إياها..
اختبأت خلف الشجرة..
كان المكان مزدحمًا والأطفال يلعبون في الارجاء
لم تمر لحظاتُ قصيرة حتى مجيئها..
راقبتها خلسةً لوهلة..
لم تكن تحمل شيئًا في يديها..
وشاحها الملون يزين رقبتها..
وخصلات شعرها البني تدنو من كتفيها بحرية..
استجمعتُ شجاعتي و عانقتها من الخلف بقوةٍ لمفأجأتها..
صدقًا..!! لم اكن انوي إفلاتها من يديّ بعد أن خشيتُ خسارتها..

" ايعقل أن تجعليني أنتظر طويلًا..؟!
إشتقتُ إليكِ كثيرًا.."

قبل رقبتها بقوة حتى حاولت الافلات من قبضته..
ضربته بخفة وهي تنظر من حولها..
فكلُ ترك مافي يده وأخذ ينظر إليهما..

" جمال ! جمال ! توقف ! الأطفال ينظرون..!! "

توقفت كما ارادت وعاودت مخاطبتهم بحماس ريثما كانوا يضحكون..

لعبة قدري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن