الفصل السابع و العشرين

42 3 8
                                    

و اخيرا انتهى الامتحان ، خرج أسر من المدرج خلفه سلمى التي اوقفته فور خروجهم من المدرج
ظلت تنظر حولها حتى انتهى الذحام الذي سببه الطلاب عند خروجهم من المدرج .. ثم نظرت لأسر ثواني و كانت تعانقه بقوة و فجأة انفجرت في البكاء ، بادلها العناق بقوة  و هو يربط على ظهرها بحنان - انتي كويسة ؟
لم تجب فقط ظلت هكذا لبضع دقائق ثم ابتعدت عنه ببطء و نظرت له - ايه الحصل ؟ انتوا ليه كنتوا في المستشفى ؟
امسك وجهها بين كفيه و هو يقوم بإزالة الدموع المتواجدة على وجنتيها ثم ابتسم بحنان -  مفيش حاجة حصلت كل شئ تمام
نظرت له بهدوء قبل ان تعيد سؤالها مرة أخرى
و كان هو على وشق اخبارها مجددا انه لم يحدث شئ و لكن قطع كل هذا صوت ساندي الذي يظهر عليه الاستغراب - أسر؟! هو ايه الحصل و سارة فين ؟ و يوسف كمان ؟!!
حول نظره بين الاثنتين قبل أن يتنهد في قلة حيلة - تعالوا نروح المستشفى و هقول كل حجة في السكة
اتجهوا جميعا نحو سيارة ساندي ، لتجلس ساندي في مقعد السائق و سلمى بجانبها و أسر في الخلف و بدأت السيارة في الحركة و الهدوء يملأها حتى قطع هذا الهدوء صوت سلمى المتسائل و هي تنظر لأسر
- ها ايه الحصل ؟
نظر لها أسر لثواني قبل أن يأخذ نفس عميق و يبدأ في سرد ما حدث - امبارح و احنا بنذاكر يوسف باعتلي رسالة بعنوان و قالي اني اتصل بالشرطة انا قلقت و مكنتش فاهم حاجة عشان كدة خرجت كلمته في البلكونة و هو قالي هو ناوي على ايه باختصار و كان منبه عليا اني معرفش حد خصوصا سارة و بردو كان منبه عليا مجيش مع الشرطة بس انا طبعا مسمعتش كلامه و روحت .. رحت و لقيته مصاب في كتفه برصاصة
عند تلك الكلمة توقفت السيارة بقوة و نظرت كلا منهما له بصدمة
- ده بجد ؟ طب هو كويس دلوقتي
كان هذا سؤال ساندي التي أوقفت السيارة من صدمتها ، اومأ لها ثم نظر لسلمى التي كانت تنظر له بغضب ثم أبعدت نظراتها عنه و نظرت أمامها بغضب
بدأت ساندي في التحرك من جديد
و أسر كان يراقب تعبير سلمى التي لم تكن تبشر بالخير ابدا
تحدث بتردد شديد - سلمى انتي ..
قاطعت كلماته و هي تستدير نحوه بغضب - انت تسكت خالص و احسنلك متكلمش معايا تاني ابدا
قالت تلك الكلمات ثم أعادت نظرها للأمام مرة أخرى
نظرت ساندي لأسر في مرآة العربية و هي تخبره بعنيها ان لا يحاول معها الآن
تنهد هو بقلة حيلة  و ارجع ظهره للخلف و هو ينظر لها من خلال مرآة
انتبه على صوت ساندي المتسائل- يعني دلوقتي انكل عمر اتمسك ؟
نظرت لها سلمى بغضب - انكل في عينك ده حيوان ده ده ... مش لاقية حاجة اقولها عنه
نظر أسر لساندي - ايوة اتمسك و اتمسك في كذا تهمة كمان ، اول حاجة يوسف قدم تسجيل انه بعت ناس عشان تعتدي على سارة و ان هو المتسبب في قتل مامت يوسف طبعا ده غير المخدرات الاتمسك بيها اصلا
تحدثت ساندي بصدمة و هي تنظر لسلمى ثم لأسر بعد أن وقفت في أحدى إشارات المرور - كل ده ؟!! بس تعرف انا عمري ما ارتحت له ، بس بردو متوقعتش كل ده
تنهد أسر بهدوء - ولا يوسف كان يتوقع كل ده ، الصراحة انا خايف اوي على يوسف الراجل اتصاب في دراعه و باباه عمل كل ده مش متخيل هو حاسس بايه دلوقتي
نظرت له سلمى بغضب قبل أن تصرخ في وجهه - و مدام انت خايف عليه محولتش تمنعه ليه ها ؟ مقلتش لحد فينا ليه ؟ ده غير انك اخده المستشفى و دخل عمليات و كل ده و احنا ولا هنا ، هو احنا مش أهل و صحاب ؟
نظر لها بغضب هو الاخر قبل أن يصرخ بها - و مين قال اني محولتش امنعه او اني اقولكم ، بس انتي عارفة ان هو دماغه نشفة و لو كنت قلت لحد فيكم تفتكري سارة مكنتش هتعرف و تفتكري سارة لو عرفت كانت هتعمل ايه ها ؟ مش بعيد كانت هي الخدت الرصاصة مكانه بعد ما تجبرنا نقولها هو فين
ظلت نظرتهم موجها لبعضهم البعض بهدوء حتى قطع هذا الهدوء صوت ساندي - احم احنا وصلنا انا هدخل و انتوا اتكلموا و حاولوا تهدو تمام
لم يجيبها أحد لذا تركت السيارة و خرجت بهدوء
نظرت سلمى داخل اعين أسر التي كانت بالفعل تنظر دخل عينيها
مرت ثواني قبل أن تنفجر سلمى في البكاء و هي تصرخ فيه بحدة - انت رخم و حيوان انا بكرهك و مش عايزة اعرفك تاني
قالت تلك الكلمات قبل أن تفتح باب السيارة و تخرج منها
نظر لها بصدمةثم خرج خلفها بسرعة و اوقفها ، لكن قبل أن يقل اي شئ وجدها تعانقه بقوة - انا مش قصدي انا مش بكرهك و عايزة اعرفك تاني عادي بس انت رخم و حيوان عشان روحت من غير ما تقولي أفرد كان حصلك حاجة ها ، عارف اني افتكرتك بتخوني و كنت ناوية اتخانق معاك لما ترجع
بادلها العناق و هو يضحك بقة حيلة على تلك المجنونة - يعني انتي ايه مشكلتك دلوقتي اني روحت من غير ما اقولك ولا انك مش هتعرفي تتخانقي معايا لاني مش بخونك؟
ابتعدت عنه و هي تمسح دموعها قبل أن ترفع نظرها له - الاتنين
ازدادت ضحكاته و هو يقول - طيب يا ستي انا اسف اني روحت من غير ما اقول ، اما بقى حوار بخونك و كدة ف انا ممكن اخونك عشان تتخانقي معايا انا اهم حاجة عندي راحتك
في ثواني كانت تلك التي تبكي تحولت لوحش و هي تقول بغضب شديد - فكر تعملها و انا هخليك تنزل في المستشفى بالشهرين انت و السنيورة
قالت كلماتها ثم رمقته بنظرة غاضبة قبل أن تتركه متجها نحو باب المشفى
اما هو ظل في مكانه ينظر في اتجاها بصدمة من ذلك التحول السريع ثواني ثم انفجر في الضحك و هو يقوم بالالحاق بها

__________

نظر يوسف لسارة التي تجلس بجانبه على الفراش و هي تنظر أمامها بهدوء - هو انتي ليه محضرتيش الامتحان؟
نظرت له بسخرية - و انت تفتكر اني لما اعرف ان انت في المستشفى هقدر اروح الامتحان عادي
ابتسم بتسلية و هو ينظر لها- ممكن يعني هو انا اكون ايه بالنسبة لكي مثلا
رفعت حاجبيها بسخرية - انت فقدت الذاكرة كمان ولا ايه .. فوق يا بابا انا ابقى مراتك يا حبيبي
اقترب منها أكثر و هو ينظر لها بخبث - انا مراتك يا ايه ؟
و قبل أن تجيب انفتح باب الغرفة و دخل منه اسر و خلفه سلمى و ساندي
- احنا جينا
توقف الثلاثة و هم ينظرون ليوسف و سارة بخبث
اما يوسف كان ينظر لهم بملل و لامبالاة على عكس سارة التي كانت تتمنى و من كل قلبها ان تنشق الأرض و تبتلع لها
قطعت سلمى تلك اللحظة و هي تقترب من سارة بخبث و هي تغمز بعينيها - هو احنا جينا في وقت مش مناسب ولا ايه
لم تجيبها سارة بل ازداد وجهها في الاحمرار من شدة الخجل
و اقترب أسر من يوسف - انتوا كنتوا بتعملوا ايه ها ؟
اجابه يوسف ببرود - و انت مالك .. و بعدين في حد يدخل كدة يا جحش انت قطعت لحظة مهمة اوي
نظرت سارة له بصدمة فهو الآن أكد كل شئ يدور في رؤوسهم
لذا أعادت نظرها لجميع و هي تقول بسرعة - ولا حاجة يا جماعة في ايه
ضحكت سلمى بشدة على توتر صديقتها ثم اتجهت لأحد المقاعد تجلس عليها و هي مازالت تضحك - في ايه بس يا سوسو حد قال حاجة
نهضت سارة من مقعدها متجهة نحوها بغضب - انتي ايه الجابك ؟
لم تجيبها و نظرت ليوسف الذي كان يتحدث هو أسر- عامل ايه يا جو ؟
ابتسم لها ابتسامة صغيرة - انا تمام اوي الحمد لله
اقتربت ساندي من سلمى و هي تجلس على ذراع المقعد الذي تجلس عليه - قلقتنا عليك يا عم؟
ضحك يوسف بهدوء - معلش يا ستي بشوف غلاوتي عندكم قد ايه
قفز أسر بجانبه على الفراش و هو ينظر له و يبتسم ابتسامة مستفزة بعض الشئ - و اتمنت يا خويا
نظر له يوسف شزرا - انت تخرس خالص عشان انا مش ناسي انك جيت رغم اني قايلك و منبه عليك متجيش
لم يأتيه اي كلمة من اسر بل اتت من سلمى التي تحدثت بغضب - انت التخرس خالص انت تفوق بس و مش هنعدي الانت عملته
رفع يوسف حاجبه بسخرية - والله و انا عملت ايه ؟
اتاه الإجابة من ساندي التي تحدثت بسخرية كأن ما تقوله شئ عادي و طبيعي - لا ابدا انت بس روحت مخزن و في صفقة مخدرات بتم من غير متعمل احطياطات و أصابت برصاصة في كتفك بس كدة عملت ايه يعني
نظر يوسف إلى الثلاث فتيات بسخرية - يا سلام ده انتوا اتفقتوا عليا بقى
ثم نظر لسارة - و انتي يا سارة مش عايزة تقولي حاجة ؟
تنهدت سارة - اقول ايه ولا ايه بس
تحدث يوسف بسخرية - لا قولي يا اختي قولي ما هي ناقصة اصلها
اشاح بنظره عنهما ثم رمق أسر بغضب - و بعدين حضرتك روحت قولتلهم كل حاجة
نظر له أسر بعدم اهتمام و هو يقول - و انت تفتكر اني اقدر اهرب من العصابة دي ده كان زماني في الأوضة الجمبك يا بابا
رمقه يوسف يغضب من أعلى لاسفل و كان أسر غير مهتم بالمرة
حتى قطع كل تلك النظرات صوت هاتف ساندي
- طب يا جماعة ده بابا هطلع اكلمه برة

خرجت من الغرفة و هي تجيب على الهاتف
- الوو يا بابا
تحدث مدحت والد ساندي بهدوء - انتي فين يا ساندي ؟
نظرت ساندي للغرفة المتواجد بها الجميع و هي تقول - انا مع صحابي يا بابا يوسف أصاب و احنا في المستشفى دلوقتي
- يعني يوسف موجود طب قوليله البقاء لله و اني لسة عارف دلوقتي الخبر و ان شاء الله هعدي عليه بكرة اعزيه بنفسي
سألته ساندي باستغراب شديد - لا ثواني هو مين المات ؟
أتاها رد والدها الحزين - عمر والد يوسف ...

يتبع ....

Mariam 💜💚

عيونك الزرقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن