الفصل السادس و عشرين

29 3 3
                                    

- يا بنتي قعدي بقى تعبتيني
كانت تلك كلمات سلمى الموجهة لسارة التي كانت تتحرك في المنزل بشدة و توتر ملحوظ
نظرت لها سارة بغضب قبل أن تصرخ بها - انتي ايه يا بنتي فاضل ساعة و نص على الامتحان و يوسف و أسر مختفيين محدش عارف هما فين و مفيش حد فيهم عايز يرد على الموبيل بتاعه
نظرت لها سلمى بهدوء على عكس التوتر الذي يملء قلبها الآن - هما مش صغيرين اكيد في حاجة حصلت مثلا
تنهدت سارة بقوة - ايوة ايه هي بقى الحاجة دي
هزت سلمى كتفيها بعدم معرفة قبل أن تبدأ سارة في المحاولة الاتصال بهم مجددا

_______________

اما في المشفى فكان يوسف قد خرج من غرفة العمليات منذ سعات بعد أن تم اخرج الرصاصة من كتفه
و تم نقله إلي غرفة عادية لكنه مازال تحت تأثير المخدر

نظر أسر لهاتف يوسف الذي لم يكف عن الرن برقم سارة مثل هاتفه تماما فسلمى أيضا لم تكف عن الاتصال به ، حتى انه فكر في غلق الهواتف لكنه تراجع عن هذا القرار في اللحظة الأخيرة خوفا من أن يزداد قلقهم عليهما

نظر أمامه إلى الفراش الذي يحمل جسد يوسف ثم أعاد نظره إلى الهاتف مجددا يتردد و بشدة في اخبار سارة بما حدث فهي سوف تقتلهم ان علمت بما فعلوه و الخطر الذي عرضوا أنفسهم إليه ... ولكن لا مفر في ففي النهاية ستعلم لذا لما لا نخبرها الآن حتى كي يقل قلقها قليلا

اخذ قراره بالرد عليها و اخبارها كل شئ
اخذ نفس عميق قبل أن يمسك هاتف يوسف و اجاب عليها - ايوة يا سارة
أتاها صوتها العالي - انت فين ها ؟ و يوسف فين؟؟
اخذ نفس عميق - احنا في المستشفى
إجابته بصدمة كانت ظاهرة و بوضوح في صوتها - مستشفى ؟!!! ليه ايه الحصل ها انتوا كويسين ؟ يوسف ها يوسف كويس ؟؟
حاول جعل صوته هادي بعض الشئ كي يستطيع تمأنتها - يوسف كويس يا سارة
علمت انه يكذب و بكل سهولة حتى - انتوا في مستشفى ايه ؟
- مفيش داعي تيجي كدة الامتحان ...
قاطعته مكررة سؤالها مجددا ليجيب عليها تلك المرة باسم المشفى المتواجد بها قبل أن يغلق معها الهاتف

_________________

- هو في ايه هما في المستشفى ليه ؟
كان هذا سؤال سلمى القلقة بشدة بعد سماعها انهم في المشفى
إجابتها سارة بعجلة و هي ترتدي حذاءها - معرفش انا رايحة اشوفهم اهو
اتجهت سلمى هي الأخرى نحو حذاها كي ترتديه هي الأخرى و هي تقول - انا هاجي معاكي
لكن اوقفتها سارة - لا انتي هتلبسي الجزمة و على الجامعة عشان فاضل ساعة على الامتحان تمام
كانت سلمى على وشك الاعتراض لاكن قاطعتها سارة عندما وجهت حديثها لساندي التي كانت تجلس معهم منذ سعات - ساندي خديها و على الجامعة تمام ؟
- حاضر
تركتهم سارة و خرجت من المنزل متجها نحو المشفى

_____________

مر ما يقارب الربع ساعة و كانت سارة قد وصلت المشفى فهي كانت قريبة من منزلها
أخرجت هاتفها تتصل باسر
- ايوة يا أسر انا وصلت انتوا فين ؟
إجابها بهدوء - الدور الرابع هستناكي عند الأسانسير
- تمام
اتجهت نحو المصعد بسرعة ثواني و كانت قد وصلت الطابق الرابع كما أخبرها أسر
خرجت من المصعد وجددت أسر ينتظرها
ذهبت إليه بسرعة - يوسف فين ؟؟
نظر لها لثواني قبل أن يقل - بصي اول حاجة اهدي و اعرفي انها حاجة بسيطة و خلصت تمام
نظرت له بنفاذ صبر - انجز يا أسر من غير مقدمات
اخذ نفس عميق ثم نظر لها - يوسف .. يوسف أصاب برصاصة في كتفه .... بس بس الدكاترة طلعوها و هو دلوقتي في الأوضة بس لسة مافقش
ظلت تنظر له لدقائق دون حركة او كلمة حتى قاطع هو هذا السكون - سارة انتي كويسة ؟ يوسف كويس بجد الدكاترة قالوا انه كويس
نظرت له بهدوء و دون تعبير و قالت بهدوء - عايزة اروح عند يوسف
نظر لها و لحالتها لثواني قبل أن يأخذها للغرفة

عيونك الزرقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن