إنفصال

266 31 55
                                        

يوم الأربعاء...

18:33 مساءا...

الحديقة العمومية...

______________________________________

"كان موقفا محرجا حقا... و خاصة عندما دخلت إبنة خالتي للغرفة و أمي تقوم بتعديل البوكسر خاصتي" تحدث البنفسجي بينما يكاد يصرخ لشدة إحراجه و خجله...

"هل رأتك عاريا؟" صرخ النعناعي بينما يشعر بنوع من الغضب و الغيرة...

فقط لأنه فكر أن شخصا آخر رأى جسد حبيبه الذي لم يره حتى هو...

"لا... لم أكن عاريا... شبه عاري فقط" قال الأقصر ببساطة بينما يضحك لأنه يتذكر أنه كان دون قميص... و إبنة خالته معجبة به أساسا...

"ماذاااا!!؟؟" توسعت أعين النعناعي لتلمع بغيرة أكبر... هو يشعر برغبة في قتل نفسه الآن...

كيف يمكن لفتاة أن ترى حبيبه و هو لا...

هذا ليس عدلا...

"ااششش لا تصرخ... بالنهاية كانت بطني فقط" قال البنفسجي بينما يبتسم بحب كون حبيبه الطويل يغار عليه و لا يريد أن يراه أحد...

"أ.. أنا لا يمكنني... لا أستطيع إكمال هذه العلاقة أبدا... هذه ليست المرة الأولى الذي يحصل فيها هذا الأمر... لننفصل" قال النعناعي بملامح جادة و صلبة كجبل لا يهزه الريح...

ضحك البنفسجي أكثر... يظن أن الآخر يمزح... لكن ملامحه لا تدل على أي نوع من المزاح...

"توقف عن هذا الكلام حبيبي-.."

"لا تناديني حبيبي بعد الآن!" تحدث النعناعي بجدية أكبر... أسنانه تضغط على بعضها و أصابعه ترتعش...

توقف intp عن الإبتسام لتظلم عيناه فجأة و يتحول لشخص آخر تماما...

كلنا نعاني من الإنفصام أليس كذلك؟...

لا تشعروني أنني الوحيد الذي يعاني منه...

"لا تصرخ علي... هذه أولا... و ثانيا لما تتحدث هكذا؟" أردف البنفسجي بينما بقي جالسا فهو لا يقدر على الوقوف...

و خاصة بعد شربه لستة كؤوس من الشاي و كأسين من الصودا... أفخاذه ترتعش كالجيلي بسبب فقر الدم الذي يعاني منه... و أصابعه كذلك بسبب إكثاره لشرب القهوة السادة الباردة...

"ا... أنا فقط... أرغب بالإنفصال... أشعر أنني لا أريد أن أكون حبيبك بعد الآن" همس النعناعي بخفة ليقشعر جسده لكلماته التي خرجت من فمه حاليا...

لم يحلم أبدا أنه سيقول شيئا كهذا في يوم ما لخليل عمره...

"أنت تريد أخذ راحة؟.. لا بأس يمكنك ذلك... لكن لا تحلم بالإنفصال نعناعتي... أنت تخصني الآن و لن تهرب مني.. حتى لو دخلت جحر الفأر سأخرجك" رمش البنفسجي بينما يتحكم في نفسه...

هو يشعر بالكثير من المشاعر حاليا...

التوتر... الغضب... الحزن... الإكتئاب... حتى أنه يرغب بقتل أحدهم لعل روحه تهدأ قليلا...

هو لا يرغب بالإنفصال عن حبه بهذه السهولة... لن يقبل بذلك إلا بشرط...

أن يكون هناك مبرر أو سبب مقنع...

"لا أريد أخذ راحة... أريد الإنفصال.. و الآن" تمتم الأطول و شعره الأخضر اللامع يغطي أعينه الزمردية المرتجفة...

"تريد الإنفصال؟... لك ذلك.. وداعا" قال الأقصر بهدوء ليحمل حقيبته التي إحتوت حاسوبه المحمول و هاتفه ليخرج من الحديقة و يعود لمنزله...

حتى النعناعي أمسك حقيبته ليعود لمنزله و هو يراسل أحدهم بهاتفه بينما يمسك دموعه بشدة...

كلاهما عاد للمنزل بحزن... دون أن يتوصلا و يحاولا حل الأمر معا...

INTP & INFPحيث تعيش القصص. اكتشف الآن