ماء ساخن

179 22 36
                                        

يوم الخميس...

16:46 مساءا...

منزل INTP...

____________________________________

"أشعر بالتعب حقا... نهاية الأسبوع تأخذ وقتا طويلا لتصل.." تذمر البنفسجي ليرمي حقيبته على مكتب غرفته...

"أجل... بالكاد أشعر بأنني حي.." تذمر النعناعي أيضا ليضع حقيبته على الأرض... ثم إتجه ليستطح على سرير حبيبه المبعثر....

هو مبعثر منذ الصباح...

"سأغسل وجهي و أعود لك" تحدث الأقصر ليتجه للحمام...

"أعرف أنك لن تغسل وجهك فقط.." سخر النعناعي فهو يعرف أن الآخر لن يغسل وجهه فحسب...

و نعم... ذلك القصير غسل يديه و رجليه و وجهه و يكاد يغسل أسنانه لولا إنتباهه أنه أسرف الكثير من الماء....

بالنهاية يجب أن يغسل أطرافه بحجة أنه لن يتحمل البقاء بها هكذا... يجب أن يشعر بنعومة و نظافة أطرافه في المنزل...

قوانين والدته تسري في دمائه منذ أن ربّته عليها و هو صغير...

خرج البنفسجي من الحمام بينما يمسح وجهه بمنشفته البيضاء الخاصة...

"تعرف شيئا... لما لا ننقع أرجلنا في المياه الساخنة... سيكون هذا مريحا" إقترح ذو الهالات السوداء ليضع المنشفة مكانها...

"هممم.. فكرة جيدة..." وافق الأطول ليقف من السرير و يقترب من حبيبه...

طبع قبلة صغيرة على خد الصغير ليدخل للحمام و لحقه الآخر بحماس...

هو يعشق نقع أقدامه في المياه...

"إجلس هناك حبيبي... سأحضر المياه و الأغراض اللازمة" أخرج البنفسجي مقاعد صغيرة مصنوعة من الخشب ليضعها على الأرضية...

و النعناعي جلس على إحداها تاركا المقعد الثاني لحبيبه....

بعد دقائق عاد البنفسجي للحمام مع علبة الملح و دلوين صغيرين...

كانا خاصين لغسل الأقدام...

وضع كمية كبيرة من الملح في كلاهما ليملأهما بالمياه الساخنة حتى ذاب الملح...

وضع الدلو الأول أمام حبيبه و الآخر أمامه ليجلس على مقعده الصغير...

"ألا يبدو ساخنا جدا؟" تساءل النعناعي بينما ينظر للبخار المتصاعد من الماء...

"أنت فقط تتخيل... ضع أقدامك و لن تشعر بشيء" ضحك الأقصر بينما يرفع سرواله قليلا كي لا تتبلل أطرافه... و الآخر فعل مثله...

قرب النعناعي قدماه من الماء و هو يضع كامل ثقته في كلام حبيبه... حول عدم شعوره بشيء...

وضع قدميه أخيرا ليصرخ بقوة و يبتعد بعنف لدرجة أنه وقع من مقعده... شعر لوهلة أنه بيضة مسلوقة...

"اللعنة إنه ساخن كالجحيم!" قال بصراخ و ألم بينما يمسح على قدميه و هو يكاد يبكي...

"بحقك... كدت تسكب المياه علي.." تذمر البنفسجي ليصفع كتف حبيبه بعتاب...

ثم وضع أقدامه بهدوء في المياه ليتنهد براحة و يغمض عيناه...

النعناعي يكاد يقسم أنه يرى فقاعات غليان الماء تحيط بأقدام حبيبه... أقدامه تحترق و هو يغمض عيناه و كأن أحدا يدلك ظهره...

"لديك قدرة تحمل رهيبة... كيف تشعر؟" تمتم الأطول بينما ينظر لعشيقه بإندهاش..

"أشعر أن أقدامي تحترق لكن... لا أهتم.. و أفكر بالراحة لاحقا.."تحدث الأقصر ليفتح عيناه و يبتسم بجانبية...

"أنا سأضيف بعض المياه الباردة... لا أستطيع تحمل الألم.. شعرت أنه يتم سلقي في مياه مغلية" وقف و أحضر بعض المياه الباردة ليسكبها في دلوه حتى أصبح الماء دافئا...

أو ساخنا بدرجة يستطيع تحملها...

وضع أقدامه مجددا ليبتسم بلطف... هو مرتاح الآن... لكنه لا يزال مستغربا من قدرة تحمل الآخر...

تحولت أقدامه الشاحبة الى حمراء و هو يغني دون إهتمام... غريب...

حتى أنه يتعرق بسبب حرارة المياه و البخار المتصاعد منها...

عادة هو يغضب سريعا عندما يشعر بالحر... هو يغضب أيضا عندما يشعر بالبرد كثيرا...

بالنهاية أكملا ربع ساعة من نقع أقدامهما في المياه المالحة...

إستخدما المناشف الصغيرة للتجفيف ثم أحضر البنفسجي جوارب شتوية دافئة ليرتيها كلاهما... و بعدها عادا للغرفة معا...

"الآن وقت الترطيب.." أخرج الأقصر علبة فازلين زجاجية ليفتحها و يضعها وسطهما...

نزعا الجوارب ليبدأ كل واحد في تدليك أقدامه الدافئة و ترطيبها جيدا...

"شعور جميل حقا.." إبتسم النعناعي بينما يعيد إرتداء جواربه حتى لا تبرد أقدامه...

"جدا... نادرا ما أقوم بهذا لكنني أردته اليوم فجأة.." تحدث البنفسجي بينما يرتدي جواربه أيضا... كان عليها وجه الكلب جيك من كرتون وقت المغامرة...

و خاصة النعناعي كان عليها صورة بطريق لطيف..

"هذه آخر مرة أستمع فيها لنصائحك و تجاربك الشخصية..." تذمر النعناعي متذكرا كيف أحرق أقدامه و سقط من المقعد...

كاد يؤذي نفسه و حبيبه...

"أنت قلت هذا من قبل نعناعتي"

"لا لم أفعل"

"بلى فعلت"

"لا لم أفعل"

"حسنا لم تفعل.. تعال لننام"

INTP & INFPحيث تعيش القصص. اكتشف الآن