مكالمة هاتفية

204 33 55
                                    

يوم الأربعاء...

20:53 ليلا...

منزل INTP...

_______________________________________

"أيتها البومة... تعال و إجلس معي" قالت الأم بينما تجلس في الصالة أسفل المكيف...

"أمي... لما سأخرج من غرفتي مثلا؟.. لأشاهدكي و تشاهديني؟" تذمر البنفسجي بينما يراسل حبيبه بإدمان...

"أجل... تعال لنتحدث معا عن أي شيء" عاندت تلك السيدة بينما تعدل فستانها الأحمر المنزلي...

"ا... حسنا.." تذمر الأقصر مجددا ليقف و يجلس مع والدته منتظرا منها أي كلمة بينما أصابعه تراسل النعناعي..

"إذا.. أي أخبار على الدراسة؟" قالت والدته بينما تنظر له بحماس...

"ا.. أي أخبار؟... لم أفهم" قال ليرفع رأسه و ينظر لها..

"أتكلم عن تلك الأكاديمية التي سجلتك بها.. ألم يتصلوا بك؟"

"اوه... بشأن هذا.. إتصلوا بي أمس لكنني كنت نائما" إبتسم بتوتر لينظر لوالدته التي تغيرت ملامحها 180 درجة...

لقد كانت تبتسم الآن.. ماذا حصل؟..

أين تلك الإبتسامة الحماسية؟..

"هل تمزح معي؟.. لما لم تتصل بهم؟.. لما لم تخبرني؟ ستضيع دروسك هباءا أيها الكسول" عاتبته بينما تنظر في عيناه بحدة...

هو شعر لوهلة أنها تحرقه بأعينها...

مخيف!...

"لما ساتصل بهم مجددا؟.. منذ متى و أنا أتحدث مع الغرباء؟" تذمر مجددا و هو متوتر... لا يريد أن يتصل بهم أبدا...

"أحضر هاتفي و تعال" تحدثت المرأة بصرامة جعلت من إبنها الأكبر يقف بسرعة و يحضر الهاتف لها...

و هي بسرعة إتصلت بالأكاديمية و أعطته الهاتف... هو رأى الهاتف يرن فعلا و دفعه لها بسرعة...

"أنا لن أتحدث أبدا... تحدثي أنتي معها" قال ذو الهالات السوداء بهمس بينما ينظر للهاتف و كأنه يرى شبحا...

هو يكره المكالمات الهاتفية مع الغرباء...

يكرهها حقا...

"قلت لك تحدث معها ولا تزعجني" همست الوالدة بحدة لتعطيه الهاتف مجددا...

"لكني لا... اوه... أ.. أهلا" أجاب على الهاتف بسرعة بعدما سمع صوت الفتاة من الجهة الأخرى...

"أهلا.. كيف حالك؟" تحدثت الفتاة بلباقة و صوت ناعم...

"أنا بخير... ماذا عنكي؟" سألها بدوره بينما يفكر بما سيقوله لاحقا... هو متوتر جدا لدرجة أنه يتعرق فعلا...

"أنا بخير أيضا شكرا لك.. كيف يمكنني مساعدتك؟" قالت الفتاة لتزيد من توتر البنفسجي...

هذا هو السؤال الي جعله يشعر بالتعجيز...

ماذا سيجيبها بحق السماء؟!...

"أنتي من إتصلتي بي.." أجابها بصوته العميق المنزعج من والدته بينما يفكر في كلماته مجددا عدة مرات...

"ا... هههه... هل ملفك جاهز كليا هنا؟.. هل درست من قبل في أكاديميتنا؟"

"أجل.. ملفي جاهز عندكم بالفعل و قد درست من قبل فعلا... لكنكي إتصلتي بي أمسا و أنا نائم" تحدث بنبرة عميقة بسبب إنزعاجه من أمه...

صريح جدا...

لكنه مجبر...

"هل أنت INTP؟" تسائلت الفتاة بهدوء...

"أجل إنه أنا.." قال مستغربا... كيف عرفته بحق الجحيم و هو يتحدث من هاتف والدته؟؟..

"أنظر... غدا سأرى ملفك و أعيد الإتصال بك إن كان هنالك خطأ ما"

"حسنا... ليلة سعيدة" أغلق الفتى الخجول الإتصال بسرعة ليرمي الهاتف لأمه...

"ماذا أخبرتك؟" قالت الأم بينما تحمل هاتفها و ترى شاشته...

"لا أعرف... لم أفهم شيئا" قال بسرعة و توتر محاولا تذكر ما قالته له الفتاة...

عقله فاشل حقا...

هو مستغرب من وصوله لهذا المستوى الدراسي بينما لا يجيد التحدث مع أحد في الهاتف..

"ماذا تعني بأنك لم تفهم شيئا... سأقتلك حقا"

"لقد أخبرتني أنها ستتصل بي غدا.. ربما هي مخطئة أساسا في الإتصال بي أمس" أجاب البنفسجي ليشغل هاتفه و يضع الرمز السري ليرى رسائل حبيبه المليئة بالقلوب...

جعلت قلبه المتوتر بسبب المحادثة يهدأ...

هو يحب هذه القلوب... من حبيبه فقط...

إن أرسلها له شخص آخر سيقوم بحظره مباشرة دون إهتمام...

صلب...

لكن طري من الداخل...

تماما كالحلوى الحامضة...

"أوه... و كيف ستخطئ الفتاة؟" تسائلت الأم لتشغل هاتفها أيضا و تتصل بشقيقتها...

"لا أعلم... ربما-..." توقف عن الحديث ما إن بدأت أمه بمكالمة خالته...

ألم تقل له تعال للصالة كي نتحدث؟...

لما هي تحدث خالته الآن؟...

ماذا يحصل؟...

"اللعنة فقط..." كشر بإنزعاج فهو يكره أن تتم مناداته و إخراجه من جحره الصغير ثم تجاهله و كأنه صنم...

هذا مزعج... مزعج جدا...

هو فقط حمل جسده الشاحب ليعود لغرفته المظلمة... من يهتم حقا...

هو أكمل مراسلة حبيبه بشكل عادي و أخبره عن والدته...

و الآخر ضحك عليه و حاول مواساته قليلا... و قد نجح بالفعل في هذا...

INTP & INFPحيث تعيش القصص. اكتشف الآن