البارت السابع

29 5 0
                                    

(قصر السير سميث / 2019م)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

(قصر السير سميث / 2019م)

اعـتراني التـوتر كنـتُ أتمشى في الغرفـة وأطقطـق أصـابع يدي،
فلم تتبـق سـوى بضع ساعات على حفل تنصيبي کرئیس مجلـس الإدارة لمجموعـة شركـات سـميث القابضـة. اجتاحتني المخاوف مـن تـلـك المسؤولية العظيمـة التـي منحني إياهـا أبي.

كنت دوماً أتحمل مسؤوليات أكبر مـن طـاقتي، وهـو أمـر مـرهـق جـداً، لكنني لم أكـن لأرفـض طـلـب أبي ومساعدته في العمـل.
لملمـت شـتات أفكـاري، وقررت إننـي سـأكـون عـلى قـدر ثقتـه بي ولـن أخذله.

هـدأ بـالي نـوعـاً مـا، لأعـود بعدها، ثانية، إلى معضلة اختيار اللبس المناسب لذلك الحدث! امتلأت خزانـة ثيابي بأنواع الفساتين، وغلبتنـي الحـيرة حتـى اسـتقريتُ أخيراً عـلى ثلاثـة منهـا، الأول مرصـع بالكريستال، والثـاني أسـود، أمـا الأخـيـر فـكـان أحمر، ولم أعرف وقتها أي منهم يليق أكثر للحفل المرتقب.

فتح الباب ودخـل مـلاكي الصغير بيتر. كنت "أمـاً عزباء" بعـد أن توفي زوجـي في حـادث الطائرة. صدمني موتـه فانفصـل دمـاغي عن الواقع وفقـدث الـوعي، وفـق قـول الأطباء، وبعـد أن أفقـتُ مـن الغيبوبة،أصبحت ذكريات تلـك السنوات داخـل مـا يـسـمى بـ(Dark Room)، أي "الغرفة المظلمة" في عقلي.

لذا لم أتذكر شيئاً عن زوجـي، لا اسمه ولا شكله، بالرغم مـن حـبـي الكبير لـه بشكل لا يصدق، حسب ما قيل لي. كـم مـن المـرات كنـت أحـاول تخيل شكله، فأجلس لأرسـم صـورة لوجهـه ثـم أريهـا لليندا، لكنهـا كانت تنفي أي شـبه بين الوجوه التي رسمتها وبين مارك.

كنتُ أحياناً أتأسـف لحـالتي، وأنـا أسـتعين بـ لينـدا وغيرهـا لمعرفـة أموري الشخصية.

الغريـب إنـي لم أملـك ولـو صـورة واحـدة لزوجـي الـراحـل! فجميـع الصـور قد احترقـت مـع منزلنـا أنـا ومـارك، إثر تمـاش كهربائي في أثناء فترة رقودي بالمستشفى. لا صـور، لا أوراق ثبوتيـة، ولا حتـى المنـزل الـذي عشـنـا فيـه معاً... لم يبق لي شيء منه سـوى بيتر، ومـا تحكيـه ليـنـدا عـنـه. لينـدا التـي وقفت بجانبي طـول تلك الأزمة، وساعدتني كثيراً على التماسك من أجل إبني المسكين.

- بیتر، کیف حالك؟ أين كنت؟ -

كنتُ مع جدتي. لقـد أخـذتني إلى مدينـة الملاهـي واشـترت لي الحلـوى،ثم قالت لي اذهب لتساعد والدتك في اختيار فستانها. أعلم أنك ستحتارين كعادتك، وستعتمدين علي في اختياره.

ملعون انترياسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن