البارت الخامس عشر

17 3 0
                                    

قبل 12 عام

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

قبل 12 عام...

(كاثرين / 2010م)

بعـد ليلة العاصفة الثلجية، عانيـت مـن انتكاسة شديدة، ولم أغـادر غرفتـي في سكن الطالبات لبضعة أيام،

اضطررت بعـدها للعودة إلى الكلية، لكني كنتُ في معزل عن الجميع.
لم أتحدث مع احد ولم ألـق التحيـة أو أرد عليهـا حـتـى كـل شيء بـدا باهتـاً بالنسبة لي،

وعنـدما يسـرح ذهنـي لم تخطر في مخيلتـي غـيـر صـورة ذلـك الشـاب،
بحضـوره المهيـب وقوامـه المفتول وملامحه الجذابة،
ثم أعود إلى الواقع مفكرة:

"ما بك يا حمقاء، شخص غريـب سـاعدك مرتين فقط، لماذا تتذكرينـه كـلـما سرحت!".

كنت أتمشى ذات يوم في حديقـة الجامعـة، وأنـا أكـلـم نـفـسي وأتساءل عن السبب الذي يجعـل سايمون عالقاً في رأسي، عنـدما اخترق عطـره الأجـواء فجأة.

التفـتُ لأجـده جالساً بمفرده عـلى أحـد مقاعـد الحديقة وبيـده كتـاب، ثـم نـهـض ووضع يده على حفنـة مـن زهـور الياسمين، لمسها واحـدة تلو الأخـرى في أثناء سيره،
وكأنه لم يرغـب بتفويـت عـطـر إحـداها.

تفاجـات مـن وجوده واندفعت نحوه بعصبية:

- لا، لقد تأكدت الآن أنك تلاحقني. لا تقل إنهـا صـدفة... إيـاك أن تقول هذا!

- عفواً... هل تتكلمين معي؟

التفـت سـايمون لي،

كنـتُ أضـع يـدي عـلى خصـري وأرفـع أحـد حاجبي.
لم أعرف ما الذي أغضبني منه إلى تلك الدرجة.

- كفاك ألعاباً صبيانية بالله عليـك. ماذا تريد؟ مـا الـذي تفعله في جامعتي؟

- أعلـم أنها جامعتك، لكنني أستاذ فيها، وسأدرسـكم مـادة الرسم الهندسي اعتباراً من اليوم.

صدمني كلامه وشعرت بخجل عظيم مما قلتُه.

-ماذا؟! حقاً؟

التفت ثانية إلى الورود وأخذ يلمسها ويتحسّسها بيده مجدداً.

- لا أحـب أبـداً قطـف الـورود، فقطفهـا يعنـي قتلهـا، وهـي تعطينا الجمال، الذي يعطي معنى لحياتنا.

ملعون انترياسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن