البارت السادس عشر

17 4 0
                                    

أدارت وجههـا فـوجـدتني مستلقية عـلى سريري احمـل جـهـاز التحكم لأشغل التلفاز.

- ما هذا يا بنـت هـل أتيت للنـوم أم لتشاهدي التلفـاز! لماذا فعلت ذلك إذن؟

- لأنني ببساطة أردتُ إنهاء اللقاء بثلاث ساعات كحد أقصى.

- لكن لماذا؟!

نهضت لأعتدل في جلستي على السرير.

- لأننـي لا أعـرف مـاذا يحـدث يـا لـيـنـدا. فلقـاءاتي بهـذا الرجـل معـدودة، ويغمـرني شـعور غريـب، وكأننـا ارتبطنـا بـبعض في اللاوعـي.
افكـر فيـه فيظهـر امـامي او يتصـل بي او يحـدث شيء يخصـه اتضايق فأجـده اول الناس,

تصـوري أننـي عنـدما رأيتـه في الجامعـة أول يـوم رحـت أوبخـه دون سبب مقنـع كـأنني أعرفه منذ سنين.

حضـوره يربكنـي، فـأتلعثم وأخـاف، أخـاف جـدا مـما يعترينـي عندما أراه!

- لكنني لم ألاحظ ارتباطك به بقدر ما لاحظت اهتمامه بك .

- وهذا أكثر ما يخيفني... لم يعاملني هكذا أصلاً؟!

- مـا بـك يـا بنـت أأنت فعلا غبية لهذه الدرجـة! ألم تسمعي بشـيء يدعى الحـب؟ الحـب هـو مـا يـحـدث بينكما، أما مسألة الصداقة فانسيها تمامـاً. إن مـا رأيــه لا يمكن أن يكـون صـداقة فقط.

- لا هنالك شيء عميق وغامض, عندما انظر الى عينيه تعترينـي رجفـة وكـأنني دخلـت بئراً مظلمـة ليس لهـا قـاع وأسحب الى اعماقها, كأن جذورنا متصلة ببعضها كيـف لا اعرف ولكـن هـذا الشعور يقلقنـي ومـا يرعبنـي اكـثـر انـه يسعدني جـداً, كيـف لأنسان ان يشعر بسعادة جراء شيء كهذا ؟

- أجـل، لاحظـتُ كيـف شـحب وجهـك عنـدما اختفـى لأسبوعين. لكـن لمـاذا ترفضـيـن مشـاعرك نحـوه؟ دعيهـا تأخـذ مجراهـا الطبيعي، عسـى أن تكوني سعيدة, ربمـا تـعقـدين الامـور بـسـبب ما حزث مع والدتك في طفولتك.

- وان يكن لا يمكنني ذلك، لأنني لن أتحمل صدمة أخرى...

- وماذا إن كانت فرصة للسعادة الحقيقية؟

عدتُ لأستلقي على الفراش ببيجامـة النـوم الزهرية, احـدق في السقف الذي تتدلى منه ثرية بسيطة التصميم.

- هيـا نــام يـا ليـنـدا. أنـا الآن بحاجـة للأصـدقاء والعائلـة أكـثر مـن حاجتي لحبيب.

-أها، إذن هو صديقك؟

-قلت لك إنني بحاجة للأصدقاء.

-كونا صديقين... هاها كثير من قصص الحب تبدأ كصداقة.

أغمضت عيني وأدرتُ وجهي عنها لأنام.

- ليندا، نامي.

- حسناً. تُصبحين على خير.

ملعون انترياسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن