البارت السابع عشر

22 4 0
                                    

(كاثرين / 2022م)

فتحـتُ عينـي عـلـى صـوت حـركـة في الأشجار المجـاورة، بعـد فقداني للوعي بسبب النزيف.

شعرت بالقلق والخـوف وتأهبـتُ للهروب، قبـل أن يظهـر مـن خـلـف تلـك الأشجار كائن زاحـف ضئيل الحجـم. كـان غريـب الشـكل، لكننـي بـدأت أتعـود عـلى الأشكال المخيفـة في ذلك المكـان.

مـن الغريـب أيضـاً أن جـذوع الأشجار خضـــراء، وحتـى الكائنـات والحشــــرات حـولي كانـت خضـــراء الـلـون.
الثمار التـي لاحظتهـا كـانـت كـذلك غريبـة، ولم أفكر بتجربة أي منهـا حـتـى لـو مـت جوعاً، فقـد تـكـون سـامة لأن شكلها مريب.

لكننـي حقـاً صرت أتضور جوعـاً، والجـو بـارد مـع إننـي داخـل الغابـة، ومـن المفترض أن يكـون الجـو أكـثر دفئاً. انتبهـتُ إلى ذراعـي التـي توقف نزيفهـا، كانـت ملفوفة بورقـة شجر خضـــراء،

بينما كنـت نائمـة تحـت شـجـرة جـذعها كبـير وأغصانها أكبر، من الممكن أن يحتمي الشخص تحتهـا مـن الـبـرد والحيوانات المتوحشة.

"لكـن كيـف جـئـت هـنـا؟! "

فجأة سمعتُ صـوت تـحـرك الأشجار مجـدداً، فحاولـت حـمـل جـسـدي للاختباء، لكنني الإرهـاق غلبنـي ولم أتمكـن

خـرج كـائن أفزعنـي لدرجـة أن قلبـي كـاد يتوقف. لا أعرف كيـف أصـف شـكله، فهو خليط بين النمر والقطة لكنه دون وبر، بل غطى جسده جلد صـدفي أسـود اللون، مـع شـعـر أبيض على جانبي رأسـه ورقبتـه.

كانـت عينـاه واسعتين ورقبتـه طويلـة بعـض الـشـيء وأذنـاه طويلتان، أمـا ذيلـه فنصـفـه مثـل ذيل الحصان، وبرز مـن وسـطه ما يشبه الشوط، وبدا إنه يستطيع التحكم به.

بدأ يقترب مني ببطء، كأنه يتفحصني، ثم تكلـم فجأة : بصـوت خفيض غريب اللهجة:

-إنهـا بشـر فـعـلاً... إنهـم مـوجـودون كـما توقعـت! لكـن كيـف استطاعوا الوصول إلى هنا؟!

لأجيبه بخوف:

- لا أعـرف! صدقني لا أعرف كيـف وصلت إلى هنا. فجأة وجدتُ نفسي هنا ولا أعرف كيف أخرج.

- كيف فعلت ذلك؟!

- فعلت ماذا؟

كيـف اسـتطعت فهـم كـلامـي؟! لغتـي لا يفهمهـا إلا أبنـاء
جنسي،كيف تمكنت من سماعها وفهمها وأنت مجرد بشرية؟!

- لا أعرف. أنـا أصـلاً لا أعـرف مـن أنتم ولا هـذا المكان الذي نحـن فيـه. أعتقـد إنـي في كابوس، وإلا مـا هـذا! كـل المخلوقـات عجيبة...
والآن أصبحتُ أتكلم حتى مع الحيوانات!

-أنت في أوزوريس...

قبـل أن يكمـل كلامـة نظـر إلى عنقـي فاتسعت عينـاه بطريقـة أخافتني.

ملعون انترياسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن