ملعون انترياس

البارت التاسع

(كاثرين / لندن / 2021م)

أحسست بتأنيب الضمير بعـدمـا حـدث مـن اختفاء ستيفن. كنتُ أشعر بحاجـة للبقـاء وحـدي لبعض الوقت، فذهبت لبيتر قبلتـه وعانقتـه، وأوصيت ليونـا وأمـي بشـأنه دون إخبـارهم بغيـابي لبضعة أيام، لكي لا يقطـع أحـد خلـوتي. ذهبت إلى منـزلي

الذي كنتُ أسكن فيه مع مارك. كان أثاثـه جديـداً بعـد إصـلاحاتي والترميم، إذ تحـول القديم إلى رماد بفعل الحريق.

مكثـت فيـه لأيام، وكانـت كارولين فقـط تعلـم بمكـاني. عنـدما عـدث وجـدث ستيفن في القصـر، نتيجـة علمـه بـأمر اختفـائي. استنتجت أن كارولين قـد اسـتخدمت غيـابي كطعـم لإعـادة ستيفن إلينا، لكنني لم أعاتبهـا، بـل حمـدث الـرب عـلى سـلامته.
كنت سعيدة لعودته بخير، وقررت اختيار كل كلمـة سأقولها لـه بعناية.

في مسـاء يـوم عـودتي، كنت جالسة في شرفة غرفتـي أرتشـف مشــروبي المفضل، وهـو الحليب الساخن،بعد انتهائي من حكايـة ما قبل النوم لبيتر.

كنتُ أتأمـل النجـوم في السماء، و افكر في سنواتي الضائعة مـن عقلي،

طرقت كارولين الباب:

- تفضلي.

- ألا زلـت تحبـيـن مشــروب الأطفـال هـذا؟ لقـد كـبرت يا فتاة،انضجي قليلاً...

- نعـم مشـروب أطفـال لكنني أعشـقه، مـا فـهـمـك أنـت بـذوقي الرفيع؟

- أنـت محـقـة جـداً كاثرين، فالعشـق لا يمكن فهمـه أبـدأ. ربّما تجـدين امرأة قوية وناجحة في كل شيء، لكنها في العشـق طفلة غبية... مثلك مثلاً...

- ماذا تقصدين لم أفهم!!

- بـل فـهـمـت! أنت لا تستطيعين فتح قلبـك لستيفن، مهما عظم حبه لك ومهما فعل لأجلك، لأنك لا زلت تحبين سايمون.

لا أعـرف مـا أصابني عندما سمعتُ بالاسـم لأول مرة، كأنني على معرفـة وثيقـة بـه تـسـارعـت صـور غريبـة كلمـح البصـر أمامي، واختفـت تتابعـاً حتـى لم يبق منها شيء في عقلي.
شعرتُ بغضب شديد بينما ازدادت ضربات قلبي قوة وسرعة.

- مـا هـذه الحماقة التي تتفوهين بهـا؟! إياك نطـق هـذا الاسـم أمامي مجدداً...

- دقيقة أنا لم أقصـد... مـن سايمون أصـلاً لقـد قـصـدت مـارك، لكن لم هذا الغضب هل تعرفين أحداً اسمه سايمون؟!