فلاش باك (الحقيقة المخفية)

57 5 5
                                    

20

الحقيقة

(أوزوريس / 1931م - 3861 ق)

في عهـد المـلـك تورمـانيوس الأول توحـدت الممالـك وعـم السـلام في أرض أوزوريـس بـالرغم مـن قراراتـه الحازمـة والمتهـورة في بعـض الأحيـان، لكنـه كـان مـن أفضـل المـلـوك الـذين حكمـوا الأوماريا،

ووسع مملكته لتضـم كـل الممالك تحت لوائها .لم يثـق الملك تورمـانيوس الأول سـوى بـوزيره أكبرا، الـذي رباه وعلمه منـذ طفولتـه،

حيـث تعلـم القتـال والتحـول وكـل شيء عـلى يديه،وكان أوماريـاً ذكياً وذا بـأس شديد.

في يـوم مـن الأيـام، كـان الملك جالساً على طاولة الطعام، بعباءته الملكية المنسوجة مـن خيوط (الأكسين)¹، على رأسه تاجـه الماسي الـذي يتوسـطـة رمـز مملكـة الأوماريا ،
_____________________________________________
1- (الأكسين) هي مخلوقات متوحشة خطرة جداً، تنفث مادة سامة جداً تحرق وتذيب جسد كل من تقع عليه عندما تشعر بالخطر أو باقتراب أحد منها، لكن بعد جفاف تلك المادة تتحول إلى خيوط لامعة رائعة الجمال، أجمل
من أجود أنواع الحرير الخالص.
_____________________________________________

مـع الأمير الصغير، الناظر إلى والـده بـكـل إعجاب وحـب، وزوجتـه الملكـة أنـدينا، بشعرها الأشقر الطويـل جـداً، الذي كانت تساعدها في تصفيفه ثلاث خادمات.

حاولت كعادتهـا الجـلـوس بوقـار يليـق بملكـة، لكـن مفاتنهـا الظـاهرة بشكل مبالغ بـه أذهبـت بـذلك الوقـار المنشـود.

لم تكـن أنـدينا والدة الأمير بل زوجة أبيه، تزوجهـا عقـب مـرور خمسة وتسعين عامـاً عـلى وفـاة الملكـة آماليـا، بعـد أن فتكت بها (حمـى باراداس)² المميتة.
_____________________________________________
2- (حمى الباراداس) هو مرض معد لا يترك المخلوق حتى يدمر أحشاءه. في البداية ينتقل المرض من عشبة الباراداس التي تقع في غابة أوماروس، وبعد أن يموت المصاب ينتقل إلى شخص آخر وهكذا.
_____________________________________________

خلال احتضـار الملكـة تـم ربـط خادمتهـا بجانبها لكي لا تهرب فتنشـر المـرض في إثـر مـوت الملكة، وأقيمت لهـا مراســم عـزاء في معظـم أرجـاء أوزوريس دامـت لـسـبعة أعوام،

بعدها التقى الملك بتلك الشابة الفاتنة في إحدى حفلاته الخاصـة بسلالة الأوماريا.

كانـت ابنـة أحـد المـدعوين، وفـور أن رآها وقع في شباكها وتزوجها.

جلسـت العائلة المالكة في قاعـة الطعـام، والحـراس واقفـون على بوابتهـا، بينما انشغلت الخادمات الألينـان بتجهيز الطعـام وتقديمه.

بعد انصراف الخدم سأل الأمير أباه بحماس:

- أبي، بقـي لي عـام واحـد لأتـم مئة وخمسين عامـاً مـن عمـري، صحیح؟

ملعون انترياسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن