4

134 11 17
                                    

انقسمَ الفريقُ الأكبرُ فريقين متنافسين بحسبِ قرعةٍ عشوائيّةٍ سريعة ، تايهيون و تيا في فريق ، و كاي و سوبين في فريقٍ آخر.
أمّا الفريقُ الفائزُ فكانَ فريقَ الملاكمين _أي فريقَ تايهيون و تيا_ إذ امتلكَ هذا الفريقُ قوّةَ التّسديدِ و حسنَ التّصويب ، و استطاعَ حسمَ النّزالِ في آخرِه و بفرقِ نقاطٍ بسيط.
توجَّهَتْ تيا من بعدِ صرخاتِ و أحضانِ الاحتفالِ نحو الفريقِ الآخرِ تغيظُه ، أمّا تايهيون فوقفَ في مكانِه يتابعُها بعينيه ، كانَ مظهرُها مضحكاً ، خاصّةً عندما ظنَّتْ أنَّ الاثنين سيضربانها فغطَّتْ وجهَها ، و ما حاولَتِ الهربَ مطلقاً

_"هذه شريكتي ، ابتعدا عنها"

اقتربَ تايهيون من المجموعةِ و وضعَ ذراعَه على كتفِ تيا ، لم يرق فعلُه سوبين و كاي كثيراً ، لكنَّهما اكتفيا بأن رمقاه و أشارا له سرّاً كي يتراجع ، ففعلَ يظهرُ ابتسامةً غريبة

_"سنبدّلُ ملابسَنا أوّلاً ، انتظرا أنتما"

توجَّه الفريقُ الفائزُ نحو غرفِ الملابسِ أوّلاً بحسبِ الاتّفاقِ المسبق ، المجموعةُ ما استأجرَتْ إلّا غرفتين ، و هذا يجبرُ الخاسرين على الانتظارِ ريثما ينتهي الفائزان أوّلاً ، و مع أنَّها جائزةٌ فارغة ، لأنَّ الفائزين سينتظران كمثلهما من بعدِ ما يخرجان

.
.
.

ظلَّ بومغيو يراقبُ حركةَ عقاربِ السّاعةِ في غرفتِه ، و حركةَ المشاعرِ المتنوّعةِ التّي تلجُ داخلَه مع كلِّ حركةٍ يخوضُها العقربُ الكبير.
زفرَ أخيراً إذ تمكّنَ منه القلقُ و نهضَ على انفعالٍ ينوي مغادرةَ المنزلِ للبحثِ عن تيا ابنةِ عمّتِه ، فَقَدْ مضى على موعدِ انصرافِها من المدرسةِ ساعتان اثنتان ، و ما بانَ لها أثرٌ بعد.
ارتدى سترتَه في طريقِه و أغلقَ البابَ من بعدِه ، ثمَّ أخذَ آنَ وصلَ سورَ حديقةِ بيتِهم نظرةً ماسحةً على الحيّ ، علَّه يجدُها كما أراد ، و قَدْ فعل.
كانَتْ قريبةً جدّاً ، أمامَ البيتِ المقابلِ تقفُ و سوبين مع جارتِيهما ييجي و يونا يتبادلون الأحاديث و الضّحكات ، و ما لاحظَ أيُّهم تواجُدَ بومغيو و لا اقترابَه ، و إلى حين لمسَ بيدِه كتفَ تيا

_"بومغيو؟ ألسْتَ في الجامعة؟"

سألَه سوبين و ما التفتَ إليه ، إذ كانَ غارقاً في أن يوضحَ لتيا ذنبَها بصمتٍ بالغ ، في حين كانَتْ تيا تنظرُ إليه ساكنةً تحاولُ استنباطَ توقّعٍ من عبوسِ وجهِه

_"كُنْتُ أنتظرُكِ"

_"حسبتُكَ في الجامعة.."

هزَّ برأسِه ثمَّ استدارَ ينصرفُ على نحوٍ دراميٍّ بالضّبطِ كما حضر ، تاركاً وراءَه المجموعةَ بأكملِها متجمّدةً إزاءَ ما فعل ، خاصّةً ييجي و يونا ، اللّتين ما فهمتا بعدُ شيئاً ممّا حدث

مُحِقُّ الأمنيات ~ TXTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن