6

93 10 14
                                    

~الخريطةُ إلى أرضِ الأمنيات~

عنوانٌ كُتِبَ بخطٍّ عريضٍ في إحدى الصّفحاتِ المنفصلةِ عن الكتاب ، شدَّ القارئين تايهيون و سوبين أكثرَ بكثيرٍ من بقيّةِ ما كُتِب ، فهي الأهمُّ تقريباً ، و بدونها تنعدمُ فائدةُ الخطواتِ و الشّروط.
أمّا بالنّسبةِ لما ذُكِرَ آنفاً ، فَقَدْ وجداه تافهاً و سهلاً إلى حدٍّ ما ، إلّا البندَ الأخيرَ الملوَّنَ بالأحمر ، إذ ذُكِرَ فيه أنَّ مُحِقَّ الأمنياتِ يختارُ بحسبِ هواه من ينفّذُ أمنيتَه ، و قَدْ لا تعجبُه مجموعتُهم.
نظرَ الاثنان إلى بعضِهما البعضِ مستغربين ، بدا لهما أنَّ أتعابَهما فجأةً قَدْ تندثرُ و لا تعودُ عليهما بالفائدة ، لكنَّهما و بعدَ دقيقتين اثنتين عادا إلى القراءةِ و كأنَّ شيئاً لم يكن ، لم يسبّب لهما هذا الشّرطُ أيَّ قلق ، فهما يريدان شرفَ المحاولةِ ليس إلّا

_"أرضُ الأمنياتِ في محميّةِ حيوانات؟ أليسَ هذا غريباً؟"

قالَ سوبين فجأةً مستغرباً ، و أخذَ ينظرُ نحو تايهيون في انتظارِ إجابتِه.
تسلّلَ بعضٌ من شكٍّ إلى قلبِ سوبين إذ رأى سهولةَ الأمرِ و قارنَه بقلّةِ المجرّبين و كثرةِ المذعورين ، شكٍّ متعلّقٍ بزيفِ الكتاب ، خاصّةً و أنَّ نامجون صاحبَه ذاتَه ما جرَّبَ تطبيقَه على حدِّ علمِه

_"مكتوبٌ هنا أنَّها الأرضُ التّي أرقدَ نفسَه فيها قبلَ مئاتِ السّنين ، كانَتِ المحميّةُ غابةً عظيمةً في ذلك الوقت"

_"لماذا لم يجرّب أبي استدعاءَه إذاً؟"

رفعَ تايهيون عينيه إلى ابنِ خالِه يحدّقُ في وجهِه ، ثمَّ أشارَ له كي يقتربَ من بعدِ ما قرَّرَ أن يعترفَ بما في بالِه من سرّ

_"تعرفُ أنَّ والدَ تيا ماتَ و قتلَ خالتي لأجلِ تحقيقِ أمنيتِه"

هزَّ سوبين برأسِه موافقاً ، فعادَ تايهيون يشيرُ له و يقتربُ منه لئلّا ينهي الحديثَ عند هذه النّقطة

_"سمعْتُ أيضاً أنَّ الجميعَ شاركوا في هذا الأمر"

رفعَ سوبين حاجبيه مصعوقاً ، و تجمّدَ لوهلةٍ ريثما استوعبَ ما قيل له ، وقعَتِ المعلومةُ ثقيلةً على سمعِه جدّاً ، إذ وجدَ فيها اتّهاماً لأبيه و إخوتِه بإهدارِ دمِ شقيقتِهم

_"كيفَ سندخلُ المحميّة؟"

.
.
.

ما حلَّتْ نهايةُ اليومِ الدّراسيِّ إلّا و أنفدَتْ في طريقِها صبرَ بومغيو و صبرَ كاي ، الأوّلُ كانَ ينتظرُ أمام المدرسةِ رغبةً في اصطحابِ تيا و كاي إلى مقهى الانترنت ، أمّا الآخرُ فكانَ ينتظرُ أن يشاركَ ابنَ خالِه هذا بما في بالِ تايهيون و سوبين ، علَّهما يجدان حلّاً سريعاً للمشكلةِ قبلما تقع.
رأى بومغيو خيالَ تيا يلوحُ في الأفق ، فركضَ نحوها ينادي عليها ، لم تكن مع كاي كما ظنّ ، بل كانَتْ مع صديقتِها ريوجين ، و علمُه هو لا يحيطُ بهويّتِها ، غَيْرَ أنَّه ما أعطى الأمرَ اهتماماً ، و أمسكَ يدَ بنتِ عمّتِه بسرعةٍ يسحبُها من بينِ الطّلبة

مُحِقُّ الأمنيات ~ TXTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن