مرَّ بومغيو على متجرِ ألعابِ الفيديو و ابتاعَ لعبتين ، لعبةً للفتياتِ و أُخرى قتاليّة ، يريدُ أن يهديَ تيا الألعابَ التّي قضى الأسبوعَ بأكملِه يجمعُ المالَ لأجلِها ، أن يهديَها اللّعبةَ محدودةُ الإصدارِ بكاملِ الشّخصيّاتِ الذّهبيّة ، و التّي يُعتبَرُ ثمنُها باهظاً بالنّسبةِ لمحدودي الدّخلِ من مثلهم.
ابتسمَ بفخرٍ و أخذَ يردّدُ على نفسِه الكلماتِ المكتوبةَ على غلافِ قرصِ اللّعبة ، و في وقتٍ لا يدركُ حلولَه ، باتَ عقلُه ينسجُ تخيّلاتٍ لردِّ فعلِ تيا آن ترى هذه الهديّة ، أتراها ستحِبُّه أكثرَ إذا علمَتْ بأنَّها هديّتُه؟
تساءلَ بفضول ، ثمَّ دثرَ خيالاتِه إذ لمحَ سوبين يخرجُ من بابِ مكتبةٍ تقابلُ موقفَه ، و خبّأ القرصَ في حقيبتِه من قبلِ ما ركضَ نحوه_"سوبين!"
جُزِعَ سوبين بسماعِ صوتِ أخيه الأصغر ، و جعلَ يفكّرُ في طريقةٍ سليمةٍ لتهريبِ نفسِه من مأزقٍ يحذو حذوَ بومغيو إليه.
أخفى الاضطرابَ في ملامحِه و حركاتِه ببراعةٍ من قبلِ أن يفتحَ أيَّ حديث ، لكنَّ شكَّ بومغيو كانَ قَدْ وقع ، و دحضُه باتَ صعباً إلى حدٍّ ما_"أين كُنْتَ طوال فترةِ الصّباح؟ ألم تقل أنَّكَ ستمرُّ على المتجرِ و تعودُ بسرعة؟"
_"نسيتُ أنَّني ما دفعْتُ الاشتراكَ الشّهريَّ للمكتبة ، لذا جئتُ أفعلُ قبل انتهاءِ الموعد"
_"منذُ الصّباحِ و أنتَ تدفع؟"
_"لا ، لكنَّني قرأتُ كتاباً بما أنَّني جئت"
همهمَ بومغيو قانعاً ، فزفرَ سوبين في سرِّه مرتاحاً ، و أخذَ مستغرباً يشاهدُ أخاه يتنقّلُ أمامَ عينيه على نحوٍ غريبٍ و حماسيّ ، بدا له و كأنَّه طفلٌ ينتظرُ أن يحلَّ ما هو مميّزٌ و لا يطيقُ صبراً
_"و أنت ، أين كُنْتَ؟"
_"أنا؟"
سألَ بومغيو متفاجئاً و أخذَ يرتّبُ شعرَه في انتظارِ أن يبتدعَ عقلُه كذبةً مقنعةً ما ، ثمَّ توجَّهَ نحو واجهةِ المكتبةِ يصطنعُ انصبابَ اهتمامِه عليها و على معرفةِ ما قَدْ يتواجدُ فيها من كتب
_"أليس لديكَ دروس بومغيو؟"
_"سوبين.. هل تُحِبُّ تيا الكتب؟"
اقتربَ سوبين منه يستفهمُ عمّا في بالِه ، و إذ به ينظرُ في عينيه و كأنَّ شيئاً ما حدث ، يبدو بريئاً و ضامراً للشّرِّ في الوقتِ عينِه
_"لمَ تسأل؟"
_"لا شيء ، لكنّنا متخاصمان و أريدُ أن أرضيها بهديّةٍ ما.."
أنت تقرأ
مُحِقُّ الأمنيات ~ TXT
أدب الهواةفي وقتٍ ما ، باتَ التّراجُعُ عن أيِّ خطأ شبه مستحيل ، من بعدِ ما كانَ الإقدامُ عليه مستحيلاً يقولون أنَّ الدّربَ إلى الخطيئةِ مُعبَّدٌ بالورود ، و أن الطّريقَ يومَ العودةِ عنها مُعبَّدٌ بالأشواك ، أمّا طريقُ المتابعةِ فيها ، فمرصوفٌ بالجمرِ لا يقودُ...