الدّرسُ الثّاني ما بدأ بعد ، كاي ابنُ خالةِ تيا يجلسُ في أوّلِ مقعدٍ إلى قربِ تايهيون ، و تجلسُ تيا مع زميلتِها الجديدةِ ريوجين خلفهما تماماً ، ليستا صديقتين قريبتين إلى هذا الحدّ ، فَقَدْ طلبَتِ المُعلِّمةُ أن يجلسوا على هذا الشّكلِ حديثاً ، و من قبلِ ما فعلَتْ ما كانَتْ إحداهما قَدْ لاحظَتْ وجودَ الأخرى.
كانَتْ تيا مشغولةً بحديثِها مع كاي ، و تايهيون كانَ نائماً ، أمّا ريوجين ، فَقَدْ كانَتْ تشاهدُ ما يحدثُ حولَها بتضجّر_"سنمرُّ عليه في عودتِنا"
_"أنتَ من سيدفعُ كاي"
_"و لماذا؟"
_"لا أحملُ مالاً اليوم ، لم أستطع أن أطلبَ من خالي"
_"لأجلِ الصّالة؟"
همهمَتْ تيا و راحَتْ تراقبُ منامةَ تايهيون ، لا تعرفُ ما إن كانَتْ ستسطيعُ إخبارَه بأنَّها تخلَّتْ عن كلِّ الخططِ التّي رسموها لأجلِ أن تحافظَ على علاقتِها بعائلتِها ، لكنَّها عالمةٌ باضطرارِها لهذا الأمرِ عاجلاً
_"سأدفعُ أنا إذاً ، لا بأس"
تبسَّمَتْ تيا تشكرُ كاي ، ثمَّ مدَّتْ يدَها تلمسُ ظهرَ تايهيون ، و وقتَما ما استجابَ لها ، نهضَتْ و ذهبَتْ تقفُ بجانبه.
أخذَتْ تلامسُ شعرَه ببطءٍ و تنادي عليه بصوتٍ خافت ، فرفعَ رأسَه بهدوءٍ شديدٍ و نظرَ إليها ، ما بدا ناعساً ، و تخشى أنَّه سمعَ بدايةَ حديثِها مع كاي عن بومغيو_"هل أنتَ بخير؟"
_"لا أعلمُ بعد"
_"ماذا تقصد؟"
رفعَ رأسَه عن المنضدةِ أخيراً و عدَّلَ من جلستِه ، ثمَّ نظرَ إلى كاي ، الذّي كانَ يحملُ في وجهِه ذاتَ استغرابِ تيا و لكن بغيرِ قلقِها
_"لا تنتظراني ، لن أذهبَ معكما"
_"لماذا؟"
نظرَ في وجهِ تيا من بعدِ ما سألَتْه ، ثمَّ أشاحَ بوجهِه و قَدْ توضَّحَتِ الملامةُ في حركاتِه.
أمسكَتْ بوجهِه من بعدِ ما طالَ صمتُه ، و وجَّهَتْ ناظريه إليها ، تعرفُ أنَّ ما كانَتْ تخشاه قَدْ تحقَّق ، و ما عادَ أمامَها الآن غيرُ إصلاحِه_"اختاري طريقاً لتمشي فيه تيا"
_"لا أفهمُ ما تقول!"
_"اختاري واحداً من اثنين ، إمّا أن تحقّقي أحلامَكِ ، أو أن تبقي حبيسةَ أحلامِ الآخرين"
أنت تقرأ
مُحِقُّ الأمنيات ~ TXT
Fanficفي وقتٍ ما ، باتَ التّراجُعُ عن أيِّ خطأ شبه مستحيل ، من بعدِ ما كانَ الإقدامُ عليه مستحيلاً يقولون أنَّ الدّربَ إلى الخطيئةِ مُعبَّدٌ بالورود ، و أن الطّريقَ يومَ العودةِ عنها مُعبَّدٌ بالأشواك ، أمّا طريقُ المتابعةِ فيها ، فمرصوفٌ بالجمرِ لا يقودُ...