2

155 17 4
                                    

الدّرسُ الثّاني ما بدأ بعد ، كاي ابنُ خالةِ تيا يجلسُ في أوّلِ مقعدٍ إلى قربِ تايهيون ، و تجلسُ تيا مع زميلتِها الجديدةِ ريوجين خلفهما تماماً ، ليستا صديقتين قريبتين إلى هذا الحدّ ، فَقَدْ طلبَتِ المُعلِّمةُ أن يجلسوا على هذا الشّكلِ حديثاً ، و من قبلِ ما فعلَتْ ما كانَتْ إحداهما قَدْ لاحظَتْ وجودَ الأخرى.
كانَتْ تيا مشغولةً بحديثِها مع كاي ، و تايهيون كانَ نائماً ، أمّا ريوجين ، فَقَدْ كانَتْ تشاهدُ ما يحدثُ حولَها بتضجّر

_"سنمرُّ عليه في عودتِنا"

_"أنتَ من سيدفعُ كاي"

_"و لماذا؟"

_"لا أحملُ مالاً اليوم ، لم أستطع أن أطلبَ من خالي"

_"لأجلِ الصّالة؟"

همهمَتْ تيا و راحَتْ تراقبُ منامةَ تايهيون ، لا تعرفُ ما إن كانَتْ ستسطيعُ إخبارَه بأنَّها تخلَّتْ عن كلِّ الخططِ التّي رسموها لأجلِ أن تحافظَ على علاقتِها بعائلتِها ، لكنَّها عالمةٌ باضطرارِها لهذا الأمرِ عاجلاً

_"سأدفعُ أنا إذاً ، لا بأس"

تبسَّمَتْ تيا تشكرُ كاي ، ثمَّ مدَّتْ يدَها تلمسُ ظهرَ تايهيون ، و وقتَما ما استجابَ لها ، نهضَتْ و ذهبَتْ تقفُ بجانبه.
أخذَتْ تلامسُ شعرَه ببطءٍ و تنادي عليه بصوتٍ خافت ، فرفعَ رأسَه بهدوءٍ شديدٍ و نظرَ إليها ، ما بدا ناعساً ، و تخشى أنَّه سمعَ بدايةَ حديثِها مع كاي عن بومغيو

_"هل أنتَ بخير؟"

_"لا أعلمُ بعد"

_"ماذا تقصد؟"

رفعَ رأسَه عن المنضدةِ أخيراً و عدَّلَ من جلستِه ، ثمَّ نظرَ إلى كاي ، الذّي كانَ يحملُ في وجهِه ذاتَ استغرابِ تيا و لكن بغيرِ قلقِها

_"لا تنتظراني ، لن أذهبَ معكما"

_"لماذا؟"

نظرَ في وجهِ تيا من بعدِ ما سألَتْه ، ثمَّ أشاحَ بوجهِه و قَدْ توضَّحَتِ الملامةُ في حركاتِه.
أمسكَتْ بوجهِه من بعدِ ما طالَ صمتُه ، و وجَّهَتْ ناظريه إليها ، تعرفُ أنَّ ما كانَتْ تخشاه قَدْ تحقَّق ، و ما عادَ أمامَها الآن غيرُ إصلاحِه

_"اختاري طريقاً لتمشي فيه تيا"

_"لا أفهمُ ما تقول!"

_"اختاري واحداً من اثنين ، إمّا أن تحقّقي أحلامَكِ ، أو أن تبقي حبيسةَ أحلامِ الآخرين"

مُحِقُّ الأمنيات ~ TXTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن