12

69 8 8
                                    

استيقظَ بومغيو في تمامِ الرّابعةِ فجراً على صوتِ دويٍّ ما أحاطَ بما يخصُّه استيعابُه ، فَقَدْ تلاشى بالكاملِ ما إن فتحَ عينيه و أقامَ رأسَه من على الوسادة ، كما لو كانَ كابوساً زائلاً أتمَّ مهامه و غادر.
مسحَ وجهَه مرتعداً ، ثمَّ نهضَ يتقفّى آثارَ الوهمِ في بيتهم ، بدأَ بغرفتِه ، من أسفلِ سريرِه و حتّى داخلِ الخزانة ، ثمَّ توجّهَ على استعجالٍ نحو غرفةِ سوبين.
ولجَ إلى الغرفةِ دون استئذانٍ و شرعَ يبحثُ فيها ، لم يكن قد لحظَ استيقاظَ أخيه ، كما لم يلحظ أنَّهما يبحثان معاً حتّى ارتطما ببعضهما البعضِ في وسطِ الغرفة

_"من أنت!؟"

صرخَ سوبين بفزع ، في حين ركضَ بومغيو يشغّلُ ضوءَ الغرفةِ الكهربائيّ ، لم يكن أحدُهما قادراً على رؤيةِ الآخرِ من قبل ما فعل ، فالنّورُ ما كانَ قَدْ توضّحَ في الأفقِ بعد.
تنفّسَ كلُّ واحدٍ الصّعداءَ ما إن تعرّفَ إلى الآخر ، ثمَّ و بغيرِ كلام ، وجدا أنّهما يبحثان في ذاتِ الأمر ، فاستمرّا ، و تابعا عمليّاتِ البحثِ وصولاً إلى غرفةِ تيا.
اقتحمَ سوبين الغرفةَ بكاملِ السّرّيّة ، و تبعَه بومغيو كظلِّه أو أخفّ ، و لحظةَ شغّلا الضّوءَ و ما وجدا تيا في سريرِها ، تجمّدا رعباً ، و ظلّا يحملقان في سريرِها كما لو كانَ تابوتَ ملكٍ حديثِ الوفاة ، تابوتَ ميّتٍ سيقلبُ كافّةَ الموازين ، و لا يعرفُ أحدٌ بعدُ حقيقةَ الخسائرِ أو توجّهاتِ الأفرادِ من بعده

_"تيا.."

_"أين هي؟"

_"ما بكما؟"

التفتَ الاثنان مذعورين نحو الخلف ، في الحقيقةِ كانَتِ المناديةُ تيا و مصباحُها اليدويُّ عند الباب ، أمّا في رؤيةِ الاثنين ، فَقَدْ كانَتْ فرجاً مُعجّلاً لمصيبةٍ ما حلَّتْ بعد.
ركضَ الاثنان نحوَها و أخذا يتفحّصانها ، يجهلان دافعَهما وراءَ ذلك ، كما يجهلان كلَّ متعلّقٍ باعتقادِهما ، اعتقادِ أنَّ صوتَ الدّويِّ الذّي أفاقَهما ، ما صدرَ إلّا عن غرفةِ تيا

_"ما الأمر؟ أنتما بخير؟ خالي بخير؟"

هزّا برأسيهما مرّاتٍ متتابعة ، حركةٌ أثارَتْ ريبةَ تيا أكثرَ فأكثر ، و دفعَتْها لأن تهرولَ إلى غرفةِ خالِها بأقصى سرعتِها.
أمسكَ بومغيو بطرفِ كنزتِها قبلَما بلغَتْ مغادرةَ غرفتِها ، و شدَّها بقوّةٍ نحوه كي تعودَ عن فضحِ أمرِهم أمام أبيه ، لكنَّها ما توقَّفَتْ قبلَما أغلقَ سوبين البابَ عليهم جميعاً

_"ماذا حدث؟"

_"سمعتُ صوتَ انفجارٍ أفاقَني منذُ قليل"

_"و أنا أيضاً!"

قالَ بومغيو و وافقَه سوبين على نحوٍ أقربَ إلى الجزع ، كانا يعلمان أنَّ ما أيقظَهما واحدٌ و حتّى دون طرحِ تلك المعلومة ، لكنَّهما ما استيقظا بعدُ من حالِ الرُّعبِ التّي أصابتهما.
أمّا تيا ، فَقَدْ وقفَتْ تحدّقُ فيهما ، كأنَّها ما سمعَتْ شيئاً ممّا قالا ، لا ، بل هي ما سمعَتْ شيئاً حقّاً ، فعقلُها مشغولٌ بخشيةِ أن يكشفَ قريباها شيئاً ممّا تخفي

مُحِقُّ الأمنيات ~ TXTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن