فتحَ بومغيو عينيه بعدَ غفوةٍ مُختصَرة ، و غرقَ بغيرِ أن يُحِسَّ في دوّامةِ أفكارٍ دون بدايةٍ واضحة ، استذكرَ في خضمِّها حوارَ أبيه و زوجِ عمّتِه جونغكوك حولَ آلِ مين ، و الذّي كثيراً ما تجاهلَه حتّى يومَ قابلَ يونغي ، حسبَه لن يهتمَّ حقّاً بحقيقةِ ما حدث ، فيومَ أخبرَه باسمِ تيا لم يعلّق ، و يومَ تناقشَ مع هوسوك كذلك لم يتراجع عن مساعدتها.
كما غفلَ عن علاقتِه المباشرةِ بجيمين و ضحايا الحرب ، فهو لم يأتِ على ذكرِ جيمين أبداً أمامه ، و لولا ذكرته تيا لظلَّ غافلاً عن وجودِه بين آلِ مين ، و ما أحسَّ بضرورةِ التزامِ الشّفافيّةِ مع أبيه المُفترَض ، أو شريكِه الأهمِّ في الوقتِ الرّاهن.
ماذا لو كانَ فعلاً يقومُ بكلِّ هذا ليوقعَ بتيا؟
طُرِقَ بابُ الغرفةِ فجأةً يقطعُ عليه سلاسلَ أفكارِه و تساؤلاتِه ، فنهضَ مستعجلاً يستقبلُ القادم.
نامَ متأخّراً في اللّيلةِ الماضيةِ كما يونغي ، و ليس في قسمِ الضّيوفِ مع البنات ، بل في قسمِ العائلة ، و في غرفةٍ مستقلّةٍ مُريحة ، كما لو كانَ فعلاً واحداً من العائلة_"صباحُ الخير ، كيف كانَتْ ليلتك؟"
ظهرَتْ كارين أمامَ بابِ الغرفةِ ما إن فتحَه ، بدَتْ له مُشرِقةً إلى حدٍّ ما ، على العكسِ ممّا كانَ يتصوّر أن تكونَ لحظةَ تلتقيه مرّةً أُخرى ، الإهاناتُ التّي تلقّتها في اليومين الأخيرين تدعمُ بقوّةٍ هذا التّصوّر
_"صباحُ الخير ، نمتُ مرتاحاً ، شكراً لكِ"
_"شكراً للّٰه ، سيقتلُنا لو أجبتَ بطريقةٍ أُخرى"
ابتسمَ لها مُحرَجاً ثمَّ سارَ يُحاذي خطواتِها نحو يونغي ، الأخيرُ ظهرَ أمامَ بابِ الغرفةِ على حينِ غرّةٍ يختصرُ على كارين طريقَها إلى إيقاظِه ، أرادَتْ في البدايةِ أن توكلَ هذه المهمّةَ لبومغيو بصفتِه الوحيدَ الذّي يرحّبُ زوجُها بوجودِه ، لذلك أيقظَتْه أوّلاً ، و لم تنبئ يونغي بخططها هذه
_"ماذا تفعلين؟"
_"سأذهبُ لرؤيةِ خالتي ، ثمَّ سنوقظُ الفتيات ، أراكما لاحقاً"
تركَتْ مكانَ الاثنين من بعدِ ما رمقَتْ زوجَها منزعجة ، تنهّدَ يونغي ما إن غابَ ظلُّها ، و قهقهَ بومغيو في إثرِ تلك التّنهيدةِ يستذكرُ مواقفَ مشابهة ، لا يكبرُ داخلُ المرءِ مهما طعنَ في السّنّ
_"تضحكُ منّي أليسَ كذلك؟"
_"لا ، لا أبداً ، تذكّرتُ شيئاً مضحكاً"
_"و أنا هو هذا الشّيء؟"
_"توقّف بربّك ، أحاولُ أن أبدوَ مُحترَماً"
أنت تقرأ
مُحِقُّ الأمنيات ~ TXT
Fanfictionفي وقتٍ ما ، باتَ التّراجُعُ عن أيِّ خطأ شبه مستحيل ، من بعدِ ما كانَ الإقدامُ عليه مستحيلاً يقولون أنَّ الدّربَ إلى الخطيئةِ مُعبَّدٌ بالورود ، و أن الطّريقَ يومَ العودةِ عنها مُعبَّدٌ بالأشواك ، أمّا طريقُ المتابعةِ فيها ، فمرصوفٌ بالجمرِ لا يقودُ...