توجَّهَ تايهيون بابنِ خالِه يونجون من بعدِ السّلامِ و التّرحيب إلى بيتِ كاي ، أرادَ أن يعرِّفَه إليهم جميعاً قبلَما يأخذَه إلى بيتِ والدِه ، و لحُسنِ الحظّ ، بيتُ كاي الذّي يجتمعُ فيه الرّفاقُ هو الأقربُ إلى بيتِه ، و أوّلُ ما خطرَ في بالِه.
لم يبدُ على يونجون الارتياح ، لذلكَ فضّلَ تايهيون الاحتفاظَ بلسانِه طوالَ الطّريقِ و حتّى وصلا قربَ البيتِ و رأيا كلّاً من سوبين ليا و كاي أمامَه ، يأملُ أن يرتاحَ عندما يرى أقرباءه و يجلسُ بينهم ، و دون أن ينتظرَ كثيراً منه ، فهو عائدٌ من السّفرِ على سائرِ الأحوال_"انظر ، هؤلاءِ أقرباؤنا"
_"ما بهم؟ لا يبدون على ما يُرام"
أمعنَ تايهيون النّظرَ يتحقّقُ ممّا قالَ يونجون ، بدا له أنَّ كاي يبكي أو على شفا البكاء ، و سوبين على العادةِ يهدّئ الأمورَ و يعدلُها ، خشيَ تايهيون لوهلةٍ أن يكونَ موضوعُهم هو ذاتُه ما كانَ يفكّرُ فيه ، خشيَ أن يسمعَ يونجون بالأمرِ فيقلبَ الموازين ، و يضعَهم أمامَ رحمةِ الكبارِ في العائلة.
تنهّدَ يواري بالتّنهيدةِ صلواتِه و خشيتَه ، ثمَّ وجَّه يونجون نحوَهم بقلبٍ مُسلّم.
وقعَ نظرُ ليا عليهما ما إن اقتربا ، فتاهَ ذهنُها عن الحديثِ الذّي كانَتْ تخوضُه إلى محاولاتِ تصديقِ أنَّ الذّي يسيرُ إليها هو شقيقُها الأكبرُ ذاتُه ، أدركَتْ في اللّحظةِ كم اشتاقَتْ إليه ، و مع أنَّها لم تكن متّفقةً معه إلى هذه الدّرجةِ فيما سبق ، لكنَّها الآنَ أصبحَتْ تعرفُ كم تُحِبُّه و تُحِبُّ قربَه ، و ما عادَتْ تريدُ أن تختلفَ معه في شيء.
ركضَتْ إليه إذ أظهرَ لها ابتسامتَه المُستفزّةَ المُعتادة ، و عانقَتْه بكلِّ قوّةٍ بقيَتْ لديها ، استغرقَ فهمُ الأمرِ من تايهيون دقيقتين اثنتين ، إذ كانَ و لتفاجئه بقدومِ يونجون قَدْ غفلَ عن أنَّ ليا شقيقتُه_"يونجون! شكراً يا ربّي! كم اشتقتُ لك!"
'يونجون؟'
تساءلَ سوبين في سرِّه ، راودَتْ خاطرَه شكوكٌ كثيرةٌ متعلِّقةٌ بيونجون هذا ، أهمُّها عائدٌ للفترةِ التّي قيلَ فيها أنَّه سيُسجَنُ خمسَ سنوات ، ثمَّ طُويَ الأمرُ ليسَ و كأنَّه وقع.
تنهّد سوبين ، و نقلَ نظرَه إلى كاي ، وجهُ الأخيرِ بدا متجهّماً و أقربَ في تعابيرِه إلى الخوفِ لا إلى الضّجرِ أو عدمِ الفهم ، فوكزَه ، ثمَّ سألَه بالإيماءاتِ عن خطبِه ، و بعدَ ثوانٍ من التّحديقِ الفارغ ، لم يحصل على إجابةٍ لفظيّة ، بل على تأكيدٍ ساكنٍ لما في بالِه.
أحدُهما ليس مطمئنّاً لعودةِ يونجون السّريعةِ و المفاجئةِ هذه_"على رسلِكِ ليلي ، لستُ مشتاقاً إليكِ إلى هذه الدّرجة"
_"حمداً للّٰه ، أنتَ بخيرٍ إذاً أيُّها البغيض"
أنت تقرأ
مُحِقُّ الأمنيات ~ TXT
Fanfictionفي وقتٍ ما ، باتَ التّراجُعُ عن أيِّ خطأ شبه مستحيل ، من بعدِ ما كانَ الإقدامُ عليه مستحيلاً يقولون أنَّ الدّربَ إلى الخطيئةِ مُعبَّدٌ بالورود ، و أن الطّريقَ يومَ العودةِ عنها مُعبَّدٌ بالأشواك ، أمّا طريقُ المتابعةِ فيها ، فمرصوفٌ بالجمرِ لا يقودُ...