وقفَتْ تيا بقربِ بابِ صفِّها عاجزةً عن سيرِ خطوةٍ إضافيّة ، لا تعرفُ كيفَ استطاعَتْ جرَّ جسدِها من البيتِ إلى هذه النّقطة ، إذ لم تستطعِ النّومَ تماماً كما لم يفعل سوبين.
قضيا اللّيلَ بطولِه يتنقّلان في البيتِ ، يبحثان مذعورين عن آثارٍ جديدةٍ للشّبحِ الأزرقِ الذّي خالا وجودَه في بدايةِ اللّيلة ، و على الرَّغمِ من البحثِ المُكثّفِ و محاولاتِ إعادةِ الجملةِ التّي جاءَتْ به فيما سبق ، ما استطاعا إيجادَ مستجدّ ، و اضطرّا لأن تخفّيا لحظةَ استيقاظِ من تبقّى في العائلة.
عادَتْ إلى الواقعِ حالما شعرَتْ بيدٍ تلامسُها ، رفعَتْ رأسَها تتحقّقُ من هويّةِ صاحبِها ، و إذ بها تجدُ صديقتَها الجديدةَ ريوجين برفقةِ فتاةٍ أُخرى لا تعرفُها ، أو تعرفُها و لا طاقةَ لها لتتذكّرَ من تكون_"هل أنتِ بخيرٍ تيا؟"
_"لا أعلم.."
_"تعالي نساعدكِ"
أمسكَتِ الفتاتان بها ، و ساعدتاها حتّى جلسَتْ إلى مقعدِها ، و وقتَما وصلَتْ أدركَتْ أنَّ أحدَ تايهيون و كاي ليسَ هنا بعد.
شكرتْ مساعدتيها بوهنٍ ثمَّ أسندَتْ رأسَها إلى الطّاولة ، لم يكن عددُ الطّلّابِ قَدِ اكتملَ بعد ، لذا وجدَتْ نفسَها حرّةً لبضعٍ من الوقت ، غَيْرَ أنَّ هذا الوقتَ ما طال ، إذ أنهاه المُعلِّمُ بحضورِه المُفاجئِ و المبكّر ، لا مُستغرَبَ على عاملي هذه المدرسةِ على أيّةِ حال_"كانغ تيا ، شين ريوجين و لي تشايريونغ"
رفعَتْ رأسَها حالَما سمعَتْ اسمَها ، و إذ بها تقابلُ وجهَ معاونِ المديرِ الممتعض ، لم يكن الأستاذُ على ما حسبَتْ ، غَيْرَ أنَّها ما تأخّرَتْ في مشاركةِ الفتاتين الإجابة
_"نعم!"
_"المديرُ يريدكنّ في وقتِ الفرصة"
.
.بدأَ وقتُ الحصَصِ و انتهى و ما انتبهَتِ الفتياتُ لشيءٍ في خضمِّ مرورِه ، كُنَّ ثلاثتهنّ يفكّرْن في دافعِ استدعاءِ المُديرِ لهنّ ، و تيا كانَتْ تفكّرُ في سببِ غيابِ تايهيون عن الصّفِّ مضافاً لما سبق.
توجَّهَتِ الفتياتُ لحظةَ رنَّ الجرسُ نحو البابِ يتجمّعن أمامَه ، و تبعهنّ كاي قلقاً ، الأخيرُ علمَ في آخرِ لحظةٍ بما يحدث ، و ما راقَه الأمرُ حقّاً_"اسمعن.. فلتعترف كلٌّ منكنّ بما فعلَتْ.. لتعرفن ما يجبُ قولُه أمامَ المدير"
وقفَ كاي بين الفتياتِ يقترحُ عليهنّ ما في بالِه ، فنظرن إلى بعضهنّ البعضِ ثمَّ إليه ، لا يتذكّرن أنّهنّ فعلن ما هو سيّءٌ بعد ، كما أنّهنّ أصبحن على معرفةٍ حديثاً جدّاً ، و هذا يجعلُ من احتمالِ أن يشتركن في خطيئةٍ ما ضعيفاً جدّاً
أنت تقرأ
مُحِقُّ الأمنيات ~ TXT
Fanfictionفي وقتٍ ما ، باتَ التّراجُعُ عن أيِّ خطأ شبه مستحيل ، من بعدِ ما كانَ الإقدامُ عليه مستحيلاً يقولون أنَّ الدّربَ إلى الخطيئةِ مُعبَّدٌ بالورود ، و أن الطّريقَ يومَ العودةِ عنها مُعبَّدٌ بالأشواك ، أمّا طريقُ المتابعةِ فيها ، فمرصوفٌ بالجمرِ لا يقودُ...