39

78 3 0
                                    

_"لماذا لا تشيعون طريقةَ محاربته؟ أو حتّى أسرارَ ما يفعل.. ألن يبعدَ الجميعُ عنه لو فعلتم؟ سيصدّقُ الجميعُ بأنَّه خطيرٌ و لن يجرؤ أحدٌ على الاقترابِ منه"

_"التّدخين ، الكحول ، المُخدّرات ، و ألفُ شيءٍ قاتلٍ آخر ، ألا تُشاعُ تفاصيلُ أضرارِهم في كلِّ مكانٍ أيضاً؟"

_"هذا شيءٌ آخر.."

_"لا أبداً ، لتحقّقَ أمنيةً واحدةً تحتاجُ أعواماً من العملِ و التّعبِ و قَدْ لا تنجح ، و فجأةً يأتيكَ من يدّعي أنَّه سيحقُّها في غمضةِ عينٍ و يثبتُ لكَ بطرقٍ عديدة ، هل ستنظرُ إلى التّحذيراتِ أيّاً كانت؟ ستقولُ أنَّها محضُ كلامِ جرائد ، لا أعنيكَ طبعاً يا بومغيو ، أعني كثيراً من النّاس"

_"و هل آلُ مين مُحصّنون منه مثلاً؟"

_"الفكرةُ ليسَتْ في جيناتِ آلِ مين ، بل في الثّقة ، أنتَ تعرفُ أولادكَ جيّداً و تعرفُ أيُّهم الأكفأ في استلامِ هذه المسؤوليّة ، مسؤوليّةِ كاملِ المعلوماتِ و طرقِ استخدامِها ، الثّقةُ هي العاملُ الأهمُّ في أيِّ نهجٍ كان ، و إذا لم توجد بين كلِّ أفرادِ الفريق ، سيفشلُ هذا الفريق ، و لن يحقّقَ شيئاً يُذكَر"

.
.
.

'الثّقة'
هبَّ بومغيو من مجلسِه في لحظةِ لمعَتْ هذه الكلمةُ في رأسِه ، كانَ يجلسُ في غرفتِه و يستعيدُ بعضاً من أحاديثِه كثيرةِ المعلوماتِ طويلةِ الأمدِ مع يونغي في موعدٍ سابقٍ من اليوم ، الأحاديثِ التّي يُفترَضُ أن ترسمَ و تخطَّ لهم كاملَ تحرّكاتِهم منذُ اليوم ، و يُفترَضُ بها ألّا تكونَ مجرّدَ كلماتٍ عابرة ، بل يُفترَضُ أن تُطبّقَ و في كثيرٍ من المجالات ، خاصّةً فيما بينهم.
ركضَ في اتّجاهِ غرفةِ الاحتجازِ أمام كارين و السّيّدةِ مين الجائلتين في الصّالة ، وجدَ المفتاحَ ما يزالُ معلّقاً في الباب ، أدركَ في هذه اللّحظةِ أنَّ عنصرَ الثّقةِ مهتزٌّ بينهم ، و يصعبُ إصلاحُه أيضاً

_"بومغيو.."

وصلَتْ كارين إلى حيّزِه و نادَتْ عليه مرتبكة ، كانَتْ تخشى منذُ البدايةِ أن يكشفَ مخالفتَها البسيطةَ هذه ، و الآنَ و من بعدِ ما قالَه عن يونغي و عن الكذب ، باتَتْ تخشاه شخصيّاً..

_"لا أحبُّ أن أكونَ آمِراً ، كلُّ رغبتي أن يسيرَ كلُّ شيءٍ على خير ، أعتذرُ لو أزعجتُكِ في شيءٍ سيّدة كارين"

رفعَ وجهَه إليها ببطءٍ مخذول ، أظهرَ ابتسامةً بسيطة ، ثمَّ دلفَ إلى الغرفةِ دون أن يضيفَ حرفاً.
عضَّتْ كارين على شفتِها مُذْ غابَ ظلُّه ، أحسَّتْ في بعضٍ منها بالنّدم ، فقَدْ أظهرَ كونَه رقيقاً و حلواً ، في حينِ حسبتْه لئيماً مغترّاً شبيهاً بزوجِها ، لو أنَّها ما بالغَتْ في مزاعمِها لما حدثَ كلُّ ما حدث ، تردّدُ هذا الكلامَ على نفسِها في كلِّ مرّةً و لا تقتدي ، تعودُ و تتسرّع ، و تعودُ فتندم

مُحِقُّ الأمنيات ~ TXTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن