الفصل الحادي عشر

5K 168 2
                                    

الفصل الحادي عشر..

ظلت محادثات الهاتف بين سارة و آسر مستمرة كعادتها بشكل يومي.. و لكن حديث آسر بدأ أن يتمحور حول هدى.. التي أصبح اطمئنانه عليها بشكل يومي من أساسيات يومه.
خاصة بعد أن بحث عن صفحتها على موقع الـ Facebook و ظل يتابعها بشكل يومي.. ما تشاركه أو الخواطر التي تكتبها.. فرحتها بالمسلسل التركي التي تتابعه و تشارك أحداثه على صفحتها..
كل ذلك و أكثر جعل آسر يعرفها أكثر و صرح لسارة برغبته في الارتباط بها.. و لكن سارة منعته من محادثتها و من التصريح لها بمشاعره هذه الفترة لأنه من الممكن أن يعطل علاجها.. فهي قد اقنعتها أخيراً بالعلاج فقط من أجل نفسها.. فلا يمكن أن يظهر الان عشقا من الممكن أن يعطل شفاؤها.

و في صباح أحد الأيام....
و بعد مدة من استمرار وجود سارة في منزل الحاج عبد الرحمن كان مزاج عاصم قد أصبح معتدلاً جداً.. فقد زادت محادثاته الهاتفية مع سارة ليلاً بعد إنتهاء اليوم و التي كان يبدأها بالاطمئنان على هدى و علاجها و صحتها و سريعاً ما تتحول إلى اي شيئا اخر يقربه من سارة اكثر مما ساهم في تحسين حالته المزاجية كثيراً و قرب المسافة بينهما أكثر و أكثر..

خاصة تلك الليلة الماضية.. فقد تأكد منها أنه لا يوجد بحياتها شخصاً ينافسه بحبها مما زاد سعادته صباحاً..

اجتمع الجميع على طاولة الإفطار كعادتهم كل صباح.. نزل عاصم متأخراً عن موعده.. فهو لم يستطع النوم من شدة فرحته فظل مستيقظاً لساعة متأخرة من الليل يفكر بها فاستيقظ متأخرا.. وجد أبيه و أمه و شقيقته في انتظاره على الطاولة.
نعم شقيقته.. فهدى قد تركت الكرسي المدولب بشكل نهائي و بدأت في استعمال عكازين يساعداها على الحركة بعد التزامها بجلسات العلاج الطبيعي.. فأصبحت تتحرك بحرية أكثر دون انتظار عاصم ليساعدها أو يحملها..

عاصم: إصباح الخير يابوي..
عبد الرحمن: إصباح الخير يا ولدي.
هنية: اصباح الخير يا ولدي.. ايه يا عاصم كل ده نعسان.. نموسيتك كانت كحلي اياك.
هدى(بمكر اخوي غير خبيث فهي كانت تلاحظ نظراته لسارة طوال الوقت): ما تسيبيه يا ماما.. يمكن كان سهران بيفكر في حاجة كدة ولا حاجة كدهون..
عاصم: ايه يا چماعة.. دة هي الحكاية كلها نص ساعة عاد.. ايه ماعينفعش ارتاح نص ساعة زيادة ولا ايه؟؟
هنية: لا يا ضي عيني.. ينفع.. ربنا يريح جلبك و بالك و بدنك يارب.
عاصم(مقبلاً يدها بحب و احترام): و يخليكي ليا و يخليلي دعواتك يارب.
عاصم(و هو يجلس على كرسيه و قال بتردد حتى لا يلاحظ أحد اهتمامه بها): امال.. امال فين سارة.. لسة نعسانة ولا ايه؟
هنية: ايوة صُح.. دي اول مرة تتأخر إكده(ثم رفعت صوتها) فاطنة.. انتي يا بت يا فاطنة..
فاطمة(و هي تركض نحوهم): ايوة.. ايوة يا ست چيت اها.
هنية: همي يا بت روحي لستك سارة شوفيها ماچاتش ليه لحد دلوج... همي جبل الفطور ما يبرد.
فاطمة: حاضر اها..

ركضت فاطمة مسرعة نحو مقصورة سارة... ظلت تطرق الباب و هي تنادي باسمها لمدة طويلة.. بعد لحظات قررت فتح الباب و الدخول..
فعندما لم تجد فاطمة رد سحبت الباب و صعدت إليها و هي تهتف باسمها...

دوائي الضريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن