الفصل الواحد و العشرون

4.7K 138 0
                                    

الفصل الواحد و العشرون...

و في تلك الليلة الاخيرة لسارة بالمشفى إستطاع جميل أخيراً أن ينفرد بآسر حتى يفهم منه سبب تصرف عاصم العفوي مع سارة عندما إنهارت..
فاستغل جميل فرصة ان زوجته تبيت عند ابنته بالمشفى و دخل إلي آسر في غرفته بعد أن قال كذباً انه سينام و لكن جميل يعلم انه يسهر ليلاً يتحدث هاتفياً مع هدى.. فقرر أن يقتحم عليه خلوته و لن يتركه إلا عندما يفصح له عن كل ما يخفيه...
طرق الباب و لم ينتظر رد آسر عليه و دخل إلى الغرفة مباشرة.. وجده في الشرفة يهمس لخطيبته بكلام الحب الجميل...

آسر: لا والنبي ما انا قافل ولا هانام الا أما اسمعها.
هدى: هي إيه دي... ما تبطل جنان بقى.. هو دة وقته.
آسر: وقته و نص.. مش وقته ليه ان شاء الله يعني.. دة انا و انت و القمر تالتنا يا قمر... ياللا بقى بطلي بواخة.
هدى(شهقت و تصنعت الصدمة): كدة يا آسر؟!! بقى انا بايخة.. طيب مخصماك و مش هاكلمك تاني ابدا.. بس.
آسر: اخس عليكي.. و تقدري ماتكلمنيش تاني..
هدى: ماهو انت اللي بتقول كلام يضايق اهو.
آسر: خلاص يا قلبي.. بلاش كلام يضايق.. خلينا في الكلام الحلو.. قوليلي بحبك بقى.. و ماتقوليش مش وقته.
جميل(متدخلاً): طيب والله البت طلعت زوق و بتفهم في الاصول و عارفة ان دة مش وقت مرقعة..
آسر(إلتفت متفاجئاً): بابا..
جميل(بتهكم): لا ماما يا حنين.
آسر(تنحنح بحرج): احممم.. طيب هدى معلش هاكلمك تاني عشان عندي كبسة.. و مش ام لحمة و رز لا.. ادعيلي.. سلام.

أغلق الهاتف و نظر نحو والده الذي يقف أمامه و ينظر له بنصف عين متفحصة عاقداً ذراعيه أمام صدره.. إبتسم آسر إبتسامة صفراء متوترة و سأل والده...

آسر: خير يا بابا.. كنت عايز حاجة.. حضرتك.. يعني؟
جميل: ليه يعني؟ هو انا لازم يكون عندي سبب يخليني ادخل اوضة ابني... ماينفعش ادخل كدة و خلاص من غير سبب.
آسر: لا يا بابا العفو.. مش قصدي طبعا.. بس اصلي كنت هانام يعني.
جميل: و مانمتش.. فقلت اجي اقعد ادردش معاك شوية.. في مانع؟
آسر: لا يا بابا طبعا.. حضرتك براحتك يعني.. طيب مش ممكن نأجل الدردشة دي لبكرة او لما نسافر حتى.. اصل الوقت متأخر يعني وووو..
جميل(قاطعه بحزم): لا مش ممكن.. و اتفضل اترزع بقى عشان انا مش هاسيبك الا لما نتكلم.

ازدرد آسر لعابه بقلق.. و لكنه تماسك بحرفية و جلس على الفراش أمام أبيه الذي جلس إلى الكرسي الوحيد بالغرفة...

آسر: خير يا بابا... حضرتك كنت عايز تتكلم معايا في إيه؟

لم يتحدث جميل بل ظل ينظر لأسر بتفحص أب يلعب دور الضابط الشرير على إبنه حتى يفصح عما بداخله مما زاد من توتر آسر..

آسر: مالك يا بابا.. حضرتك بتبصلي كدة ليه؟
جميل: يعني مانتش عارف ببصلك كدة ليه؟؟
آسر(و قد علم أن ساعة الصراحة قد حانت): لا يا بابا عارف حضرتك بتبصلي كدة ليه؟
جميل: طيب اتفضل.. انا سامعك.
آسر: حضرتك عايز تعرف إيه بالظبط؟
جميل: كل حاجة.. و من الأول.. و اهم حاجة اعرف إيه اللي يخلي عاصم يتصرف التصرف دة مع اختك... و إيه اللي يخلي العشم بينهم يوصله انه يحضنها كدة قدامنا من غير ما يخاف مني انا حتى.
آسر: مين قال انه ماكنش خايف.. عاصم كان مرعوب.
جميل: لا ماهو باين... دة ماعملش حساب لأبوه ولا ليا انا شخصياً و هو بيحضن بنتي قدامي بدون وجه حق.
آسر: هو ماكنش خايف منك يا بابا و بس.. هو كمان كان خايف عليها اكتر.
جميل: و خايف عليه اوي كدة ليه و بأي حق.. و بأي حق انت كمان بتدافع عن واحد غريب خطف أختك من حضنك و زقك بعيد عنها.. إزاي تقبلها على نفسك و على كرامتك كراجل..
ولا عشان يبقى اخو خطيبتك فمش قادر تتكلم..
آسر(بعتاب): بقى كدة يا بابا هي دي نظرتك ليا.. بعد كل اللي مريت بيه مع سارة في أمريكا و هنا يبقى هو دة رأيك فيا؟
جميل(إنفعل بغيرة على إبنته): طيب فهمني.. فهمني إيه اللي يخليه هو يعمل كدة و انت نفسك ازاي ماعندكش مشكلة في دة؟
آسر: عشان اللي شوفته بعد كدة.
جميل(إستفسر بنفاذ صبر): اللي هو؟!!
آسر: ان دي كانت اول مرة سارة تكون منهارة كدة و تهدى من غير مهدئ.. ولا حضرتك نسيت كانت حالتها إيه في أمريكا اول ما فاقت.
جميل: لا مانسيتش.. بس اشمعنى عاصم اللي عمل كدة... و اشمعنى هي هديت كدة معاه هو بالذات.
آسر: بابا.. من غير لف و دوران.. أكيد اللي حصل دة خلاك تعرف ان عاصم بيحب سارة.
جميل: يا سلام؟؟ و دة مبرر يعني؟

دوائي الضريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن