الفصل التاسع و الاربعون

8.4K 221 29
                                    

الفصل التاسع و الأربعون...

عادت الحياة لطبيعتها مرة أخرى أخيراً.. لم تنسى سارة إبنها ولا حتى عاصم و لكنهما فوضا أمريهما لله الذي سيعوضهما بالتأكيد.
و في أحد الأيام كان عاصم قد خرج لعمله كعادته كل يوم و لكن في وسط أتته مكالمة مفاجئة من فاطمة تخبره أن سارة ليست بخير و عليه الحضور فوراً.. و بالفعل ترك عمله و ركض سريعاً و إستقل سيارته التي قادها بسرعة جنونية حتى يذهب بها ليطمئن على حبيبة قلبه..

وصل إلى المنزل و ركض إلى غرفته ليجد سارة مستلقية على الفراش و تظهر عليها علامات التعب و الاعياء و فاطمة تقف بجوارها و بيدها فنجاناً دافئاً من النعناع المنعش حتى يهدئ معدتها قليلاً..

فتح الباب و ركض نحوها بسرعة و جلس بجوارها و أمسك يدها بلهفة...

عاصم: سارة.. حبيبي مالك.. في ايه؟
سارة(بتعب): برضة كلمتيه يا فاطمة.
فاطمة: يعني كنتي عايزاني اعمل إيه و انتي مسورجة و روحك رايحة؟
عاصم(لسارة): إيه يا سارة الكلام دة؟؟ انتي ماكنتيش عايزاها تكلمني و انتي مغمى عليكي ولا ايه.. ازاي يعني؟
سارة(بضعف): ماكنتش عايزاها تقلقك..
عاصم(قبل يدها بحب): و انا عندي مين اغلى منك اقلق عليه.
سارة: بس برضه يا حبيبي.. انا خلاص بقيت كويسة يا فاطمة.. حرام عليكي تجيبيه على ملا وشه كدة.
فاطمة: خوفت عليكي لما وجعتي من طولك كان لازمن اكلمه يلحجنا.. مش كفاية اللي حوصل امبارح و اني سمعت كلامك و ماجولتلهوش.
عاصم(نظر لفاطمة بإستفسار): هي تعبت امبارح كمان؟ إيه اللي حصل امبارح.
فاطمة: جامت الصبح وشها أصفر كيف اللمونة و جابت اللي في بطنها و فضلت على الحال دة لحديت بعد الضهر.
عاصم: كل دة؟؟ و ماقولتيليش ليه يا فاطمة؟
فاطمة: هي اللي جالتلي.. بس لما تعبت تاني ماكنش ينفع اسكت بجى.
عاصم: ماشي يا فاطمة حسابي معاكي بعدين.. (ثم نظر لسارة بحب) ياللا نروح المستشفى.
سارة: لا يا حبيبي مافيش داعي.. انا هابقى كويسة.
عاصم(و هو يتفحص لهاث انفاسها التي تأخذها بصعوبة): لا انتي تعبانة.. لازم نروح للدكتور.
سارة: صدقني مافيش داعي.
عاصم: لا في.. انا عايز اطمن عليكي.
سارة: طيب خليها شوية كدة بس.
عاصم(لاحظ تعبها): شوية إيه بس.. انتي تعبانة اوي..
سارة: معلش شوية بس لو مابقتش كويسة هاقوم معاك.
عاصم: انتي مش قادرة تقومي أصلا صح... انا هاكلم دكتور يجي احسن؟
سارة: عاصم استنى بس..

و لكنه لم يرد عليها و خرج لكي يطلب الطبيب.. و لم تستطع الرفض لصعوبة حالتها و لانه لن يستمع لها حتى يطمأنه الطبيب بنفسه..
و بعد قليل حضر الطبيب و استقبله عاصم بنفسه...

عاصم: اهلا يا دكتور اتفضل.
الطبيب: اهلا يا عاصم بيه.. متشكر.
عاصم: لو سمحت يا دكتور.. انا كنت عايز اطلب منك طلب.
الطبيب: آه طبعا اتفضل.
عاصم: انا بس ماكنتش عايزك تقول اي حاجة قدام سارة.. لا حلو ولا وحش.. لما نخرج من عندها ابقى قولي اللي انت عايزه.
الطبيب: ليه يافندم.. هو في حاجة؟
عاصم: لا بس مش عايز اخضها لو طلع في حاجة لا قدر الله.. ممكن؟
الطبيب: آه طبعا.. حاضر..

دوائي الضريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن