الفصل الواحد و الأربعون.....
الانتقام..
غفت سارة مرة أخرى بعدما حقنها الطبيب بمهدئ حتى لا تتعرض لإنهيار عصبي مؤكد.. و تجمعت الأسرة خارج غرفتها و علم الجميع ما حدث..
فقد إستطاعت عبير ان تخطف الصغير من المشفى بطريقة او بأخرى و لكنها أيضاً قتلته و ماتت معه..
و عند تلك الحقيقة صرخت سعاد في وجه عاصم..سعاد: يعني إيه؟!! يعني انا بنتي ابنها مات بسببك انت و مراتك.
جحظت عينا عاصم لينظر إلى تلك المرأة و التي يشعر أنه يراها لأول مرة و يرى غضبها و هي مثل الوحش الكاسر الذي تعرض أبنائه للخطر فهب لإنقاذهم و لكنه أجابها و هو تحت تأثير صدمته من طريقة حديثها...
عاصم: مش مراتي.. دي طليقتي.
سعاد: ماتفرقش.. المهم ان انتو الاتنين السبب في قتله و قهرة بنتي.
عاصم(بدهشة و صدمة من حديثها): أنا.. بسببي أنا.. ازاي.. دة ابني؟
سعاد: ايوة انت.. ماقدرتش تحميه ولا تحميها من مراتك الاولانية.. و سيبتهم ليها فريسة سهلة تنفذ فيهم انتقامها منك عشان سيبتها في يوم من الأيام و مارضيتش ترجع لها.. فجات هي تنتقم منك في اعز حاجة ليك.. مراتك و ابنك.
جميل(محاولاً تهدئتها): سعاد.
عاصم: سيبها يا عمي... سيبها تكمل.. كملي يا أمي.. كملي.
سعاد(بقسوة و صراخ): انا مش أمك.. أمك واقفة هناك اهي و هاتموت على حفيدها اللي فضلت مستنياه بقالها سنين و اهو مات قبل حتى ما تشوفه..
و أنا ماليش غير عيلين.. إبني واقف اهو هايموت على اخته اللي مرمية جوة بين الحياة و الموت بسببك.. و على إبن اخته اللي ماكملش يوم في الدنيا دي بسبب إهمالك ليهم و لحمايتها هي و ابنها.. انا عمري ما هاسامحك.. عمري.
جميل: سعاد كفاية كدة.
سعاد(بإصرار): لا مش كفاية..(ثم نظرت لعاصم مرة أخرى) تفتكر يا عاصم بيه سارة لما تعرف ان عبير اللي حاولت تقتلها مرة قبل كدة و حاولت تخليك تشك فيها عشان تطلقها تبقى هي اللي قتلت ابنها النهاردة هاتعمل إيه..
عاصم(بقوة و حزم): لا.. سارة مش لازم تعرف.. مستحيل سارة تعرف بكدة.
سعاد: ليه... خايف تسيبك.
عاصم: سارة عمرها ما هاتسيبني و انا عمري ما هاسمح بكدة.. بس هي مش لازم تعرف ان ابنها اتقتل أصلا.
هي دلوقتي عارفه انه مات.. عارفة ان ربنا ماكانش رايدله الحياة دي.. و مسيرها تتقبل الموضوع و تهدى..
لكن لو عرفت انه اتقتل هاتموت وراه.. سارة مش هاتستحمل خبر زي دة.
جميل: عاصم معاه حق.. لو سارة عرفت الحقيقة هاتتعب و تنهار.. كدة افضل لها.
سعاد: لا.. لازم تعرف عشان تبقى عارفة هي متجوزة مين.
عاصم(بدهشة أكبر): قصدك ايه؟ هاتكون متجوزة مين يعني؟
سعاد: متجوزة واحد ضعيف ماقدرش يحميها من شر مراته التانية ولا حتى طليقته زي ما بتقول.. واحد ماعرفش يوقف طليقته عند حدها.. طليقته اللي حاولت تخرب بيته و تدمر حياته بدل المرة الف و هو واقف يتفرج لا حول ليه ولا قوة.
جميل(بغضب لسعاد): خلاص اتفضلي قوليلها.. اتفضلي ادخلي قولي لبنتك الكلام اللي ممكن يدبحها.. ياللا مستنية إيه..
سعاد: برضه.. لازم تعرف ان جوزها و طليقته هما السبب في اللي حصل و ان هما اللي قتلو ابنها.
عاصم(و قد أعماه غضبه و حزنه): قتلته قتلته.. هو انتي ليه ناسية ان اللي مات دة يبقى ابني انا كمان.
اوعي تكوني متخيلة اني لو كنت شاكك ان في خطر و لو واحد في المليون من عبير او اي مخلوق تاني عليها او على ابني كنت ممكن اسكت.
لكن انا غلطت لما اهلها ادوني كلمة انهم هايحكموها كويس و يكفونا شرها.. و انا صدقتهم.
دي غلطتي.. اني صدقتهم و امنتلهم.. و عشان كدة عقابي ليهم لسة ماخلصش.. و النهاردة هاخد تاري منهم واحد واحد و حالاً.
عبد الرحمن: ناوي على إيه يا عاصم؟
عاصم(بتحدي و إصرار و تحولت لهجته للصعيدي دليلاً على غضبه): ناوي أخد تار ولدي اللي جتلوه... و مرتي اللي مالحجتش تشوفه و راجدة بين الحياة و الموت.. هاچيبلهم حجهم جبل ما تفوج حتى.