الفصل الرابع و الثلاثون

4.8K 137 5
                                    

الفصل الرابع و الثلاثون

انقضت أيام شهر العسل و عاد الجميع إلى منزله و عمله..
كان آسر قد استقر مع هدى في غرفته في منزل والده حتى يتم الانتهاء من عش زوجيتهما و الذي انتهى بالفعل في غضون شهر فقط كما كان مخطط له.. و تم انتقالهما اليه و بدأ حياته في منزله الجديد مع شريكته..
بينما كان عاصم و سارة يعيشان حياة مملوءة حب و شغف... و لكن بعد مرور شهرين تقريباً حدث ما كاد ان يعكر صفو حياتهما معا.. بل و كاد ان ينهيها أيضاً...
فقد كانت سارة تنتظر عاصم في غرفتهما  على غير عادتها.. حيث انها كانت دوما تنتظره على باب المنزل من شوقها له.. و لكنه لم يجدها تلك المرة...
دخل عاصم إلى المنزل ليجد والدته تجلس تشاهد إحدى حلقات مسلسلها المفضل فجلس بجوارها و قبل يدها بإحترام..

عاصم: سا الخير يا ام عاصم.
هنية: سا النور يا ولدي... كيفك؟
عاصم(بتعب): هلكان ياما.. كان يوم متعب جوي.
هنية: ربنا يعينك و يجويك يا ولدي.
عاصم: اومال سارة فينها عاد؟
هنية: فوج في اوضتكم.
عاصم(بتعجب): غريبة دي.. اول مرة من يوم چوازنا ما تكونش مستنياني هنا.
هنية: ماخبراش عاد.. هي طول النهار فوج أصلا مانزلتش النهاردة واصل.
عاصم: غريبة دي.
هنية: حتى الوكل ماكلتش معانا على الغدا ولا رضيت تنزل حتى و جالت هاتاكل معاك لما تاچي.

طرق القلق بابا قلبه بكل عنف و ذهب عقله لحبيبته حتى يفكر في تفسير لتلك الحالة التي تصفها والدته.. فقال سريعاً و هو يقوم من مكانه...

عاصم: طيب اني هاطلع اغير خلجاتي و اچيبها و ننزلو تكون حضرتولنا العشا.
هنية: ماشي يا ولدي.. و ابجى جولها تاخد بالها من روحها و من وكلها اكتر من اكده.. الا تكون حبلة يا ولدي ولا حاچة و هي ضعفانة وحديها.
عاصم(ابتسم و قبل يد والدته بحب): حاضر ياما.. بالإذن.

و تركها بالفعل و صعد الى غرفته و دخل ليجد سارة تقف أمام الشرفة و تعطيه ظهرها.. فقال ليلفت انتباهها...

عاصم: إيه يا حبيبي واقفة عند الشباك كدة ليه؟

و لكنه لم يتلقى أي رد منها.. فاقترب منها و لمس كتفها لينتفض كامل جسدها بفزع تعجب هو له خاصة عندما أخفت هاتفها خلف ظهرها...

عاصم: إيه يا حبيبي.. مالك اتنفضتي كدة ليه؟
سارة(بتلعثم): ما... مافيش.. انا بس كنت.. كنت سرحانة و.. و ماحستش بيك لما دخلت فاتخضيت مش اكتر.. انت.. انت جيت امتى؟
عاصم(بتعجب من حالتها): لسة حالا.. مالك يا سارة.. انتي كويسة؟
سارة(بتهرب): آه.. آه.. هاحضرلك الحمام.

تركته و لم تمنحه فرصة الرد و توجهت للمرحاض و تركته في حيرته فيها.
لم يخفى عليه توترها و قلقها و حتى دمعتها التي تحاول حبسها في محجريها.. فجلس على الأريكة ينتظرها و قد قرر معرفة السبب.. فعندما خرجت من المرحاض بعد ان اخذت وقتاً اطول من العادة في تجهيزه..

دوائي الضريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن