الفصل التاسع و العشرون....
وصل الجميع إلى منزل الاستاذ جميل و صعدوا معاّ و استقروا بغرفة الصالون.. جلس الجميع و حرص جميل أن تجلس سارة بجانبه.. ظل محتضناً يدها بكفه و ذراعه الأخرة يحيطها بدعم و حب و بادلته هي ذلك بأن أخفت يدها بين يديه.. و إختفت هي نفسها بأحضانه طلباً لملجأ آمن..
جميل: إيه يا ام آسر.. مافيش عشا النهاردة ولا ايه؟؟
سعاد: بس كدة.. دة احلى عشا يجهز حالا حلاوة رجوع سارة بس و انها مش هاتسافر..قررت سارة إتباع خطوات الخطة التي أعطاها لها كمال دون حديث و بشكل غير مباشر فقالت بغيظ و كبرياء أنثى مجروحة...
سارة: مين قال يا ماما ان انا مش هاسافر.
سعاد: ازاي دة.. و لما انتي هاتسافري كنتي رجعتي ليه من على باب الطيارة.
سارة: زي ما الأستاذ كمال قال.. مشكلة في الڤيزا ماكنش ينفع أسافر بسببها و هاروح الصبح السفارة و هاخلصها بكرة و اسافر على طول.
سعاد: مشكلة إيه دي بقى إن شاء الله.
سارة: بعدين يا ماما مش وقته.. عندنا ضيف.
هنية(بعتاب لطيف): اكده يا سارة بجى دي اخرتها.. يعني أحنا ضيوف برضيك؟
سارة: لا طبعا يا ماما هنية.. انتو اصحاب بيت.. و بعدين انا قولت ضيف.. ضيف واحد مش ضيوف.
عاصم: و جصدك مين بجى بالضيف دة.
سارة(نظرت له بتحدي): ماقصدش.. و اللي على راسه بطحة بقى.إبتسم عاصم بفرحة لم يعلم مصدرها.. فها هي قطته الرقيقة قد اشهرت مخالبها في وجهه مرة أخرى كعادتها و سيكون هو أكثر من سعيد في محاولة إسترضائها أو حتى تقبل غضبها... و لكن جميل قال بإصرار...
جميل: سارة عيب كدة.. دول خلاص بقو أهلنا و مافيش بينا حد غريب..
سارة: طبعا يا بابا.. و مش قصدي على ماما هنية ولا الحاج عبده ولا هدى طبعا اللي بقت مراة اخويا..
عاصم: قصد عليا يعني يا سارة؟
سارة(رفعت حاجبها بعناد): والله زي ما قولت من شوية.. اللي على راسه بطحة بقى يا أستاذ عاصم.ذُهل بشكل مبالغ فيه.. فهو قد أصبح بـ"بطحة" الأن.. و نادته بـ "أستاذ" حتى ترد له جزء مما فعل بها.. فهي تعامله برسمية كما فعل هو من قبل.. و لكن جميل تدارك الأمر مرة أخرى...
جميل: ما ياللا يا سعاد جهزيلنا عشان بقى..
سعاد: حاضر.. حالا..و لكن عاصم لم يطيق صبراً لمدة أكثر.. فقال بحرج من جميل بسبب ما فعله مع سارة من قبل..
عاصم(تنحنح مقاطعاً): احمم.. بعد اذنك يا عم جميل.. كنت عايز اقول كلمتين بس الاول قبل ما اي حد يقوم عشان يبقو قدام الكل.
جميل: كلمتين إيه دول يا عاصم؟؟ و مايستنوش لبعد العشا يعني.
عاصم: لا يا عمي للأسف مايستنوش.. ممكن؟؟نظر جميل لإبنته بتساؤل فبادلته هي بنظرة استعلاء و تجاهل متعمد.. و لكن الحقيقة التي كانت بداخلها هي انها ارادت و بشدة ان تصرخ و تطالب أبيها ان يوافق و بل و ان ترجوه أيضاً ان يسمعه و يعطيه فرصة أخرى كي يصلح ما بدر منه.. فتنهد جميل بحيرة و قلق على وحيدته...