الفصل الخامس و الثلاثون
مرت الأيام التالية جميلة سعيدة على الجميع.. فقد كانت حياة آسر و هدى تسير في نغم هادئ يملؤه الحب و السعادة.. خاصة بعد ان عادت هدى لجامعتها لتنهي أخر عام لها بكليتها و الذي قد تأخر كثيراً بسبب ما مرت به..
حتى أن آسر قد طلب نقله من موقع عمله في وسط البحر المتوسط إلى مقر الشركة بالقاهرة لمدة عام حتى يظل بجانبها في اول زواجهما و في أخر عام لها بالجامعة..أما عاصم و سارة فقد كانت حياتهما في سعادة لا متناهية.. فقد كان عاصم يقضي معظم وقته في عمله كالمعتاد و لكنه كان يسرق بعض دقائق ليتحدث مع زوجته عن طريق الـ face time.. و هو تطبيق يدعم مكالمات الڤيديو..
و هي كانت منشغلة بدورها في رسالة الدكتوراة التي قد أهملتها منذ فترة.. فعادت مرة أخرى لها حتى تنتهي منها و تحصل على درجة الدكتوراة في مجال علم النفس..و في أحد الأيام كانت تتابع إحدى المحاضرات المتأخرة عليها على جهازها اللوحي عندما قاطعها رنين هاتفها برقم عاصم و لكنها رفضت مكالمة الڤيديو و اتصلت به بمكالمة عادية.. فرد هو بتعجب...
عاصم: الو.. إيه يا حبيبي ماردتيش ليه على face time؟
سارة: معلش خلينا كدة احسن.
عاصم: ليه طيب.. وحشتيني و عايز اشوفك.
سارة: لا معلش ابقى شوفني لما ترجع دلوقتي لا.
عاصم: هو إيه اللي لما ارجع دة.. بقولك افتحي الكاميرا دلوقتي عايز اشوفك.. تقوليلي لما ترجع..
(و قد لانه نبرته بإستعطاف) ولا انا ماوحشتكيش زي ما انتي وحشتيني ولا ايه؟
سارة(سريعاً): لا طبعا يا قلبي وحشتني والله.. بس معلش عشان خاطري خليها لما ترجع.
عاصم: طيب ممكن اعرف ليه؟
سارة(متزمرة كالأطفال): بصراحة بقى قاعدة على آلأرض و فرشاها كلها بورق الرسالة و شعري منكوش و لبسي مبهدل.. و أصلا نعسانة موت و عايزة انام و ماعنديش وقت للنوم.. خلاص.. عرفت ليه؟؟ اسكت بقى.
عاصم(ضاحكاً لتزمرها و طفولتها): هههههههه... كل دة؟؟ و لما انتي نعسانة ما تنامي يا قلبي شوية و قومي كملي.
سارة: مش هاينفع.. ورايا حاجات كتير اوي اوي.
عاصم: ماليش فيه.. برضو عايز اشوفك.. و بعدين أنا بحبك في كل وقت و بأي شكل.. ياللا بقى ولا انا هافضل اتحايل عليكي كتير كدة؟
سارة(بتوجس): و لو اتريقت عليا.. هاضربك على فكرة.
عاصم(ضاحكاً): ههههههههه.. و انا اقدر اتريق برضه على روح قلبي و بعدين أنا اخاف احسن تضربيني.. و لو اني ممكن اتريق شوية عشان اشوف هاتضربيني ازاي يعني.
سارة(بغيظ): بقى كدة؟ طيب مش فاتحة بقى و وريني هاتعمل ايه؟
عاصم: لا من ناحية اعمل فانا ممكن اعمل كتير اوي..
سارة: يا سلام.. هاتعمل إيه بقى إن شاء الله؟
عاصم: هاقوم دلوقتي اخد عربيتي و اجي اشوف انا المنظر اللي مش عاجبك دة بنفسي.
سارة: عبال ما تيجي هاكون لميته.
عاصم(بحسم): طيب بصي بقى انتي تفتحي الكاميرا دي حالا و الا قسما بالله...
سارة(مقاطعة): انت مش هاتبطل طريقتك دي و تبطل تحلف عليا؟
عاصم: لا.. افتحي بقى.
سارة: حاضر.. بس من غير تريقة.
عاصم(إبتسم بحب): ماقدرش اصلا.