الفصل التاسع عشر

4.2K 148 1
                                    

الفصل التاسع عشر...

التف آسر و الطبيب حول سارة و بمساعدة الممرضتين حاولوا جميعاً تثبيتها حتى يستطيع الطبيب ان يحقنها بالمهديء حتى تنام و لكنهم فشلوا.. فقد كان إنهيارها شديداً للغاية..
إحتضن جميل زوجته الباكية حتى يهدئها قليلاً و لو أنه كان يبكي أيضاً و هما يعيدا نفس المشاعر و الاحزان التي لازمت الاسرة كلها أثناء ازمة سارة السابقة و كأن كل المشاهد تُعاد مرة أخرى و بنفس القسوة.. و قد كان الجميع أيضاً في حالة صدمة شديدة..
أما عاصم فقد كاد قلبه ان يخرج من مكانه و عقله ان يُجن و هو يراهم و هم يأذون حبيبته.. فلم يستطع ان يتحمل ما يحدث.. فقد كانت سارة تتلوى تحت ايديهم صارخة و هم يحاولون تثبيتها قسراً و قد كان هذا هو ما لم يحتمله..
إستطاع عاصم أن يضبط أعصابه لمدة دقيقتين لا أكثر فلم يستطع أن يقف مكتوف اليدين و هم يعذبون حبيبته فصرخ فيهم بصوته كله حتى انتبه له الجميع....

عاصم: كفاية...

نظر له الجميع بصدمة و لكن ظل الحال حول سارة كما هو فأكمل بإصرار...

عاصم: سيبوها..

لم يتغير الوضع كثيراً.. فقد كان الجميع على حاله و لكن ذاد عليهم الدهشة من صوت عاصم و أمره للجميع بارك سارة حتى طبيبها.. فأعاد عاصم طلبه بل كانت صيغته أمرة بقوة...

عاصم: بجولكم سيبوها.
آسر (و هو لا يزال متشبثاً بها): عاصم.. ماينفعش.. هي لازم تهدى..

اقترب عاصم من الطبيب و ازاحه بعنف ثم امسك بذراعها بدلاً منه و دفع آسر و ارغمه ان يترك يدها الأخرى و دفعه بعيداً عنها أيضاً..

عاصم(بغضب): بجول سيبوها.. سيبوها..

ثم اقترب منها هي و كانت على حالها تضع يديها على عينيها تبكي و تصرخ و حتى انها كانت تتلوى ألماً.. و ضع كفيه على خاصتها و كوب وجهها بين يديه... حاول ان يحتضنها و لم يبالي بنظرات الجميع... لكنها صرخت فيه هو أيضاً من خوفها و لم تريد حضنه في البداية.... و لكنه طمئنها بصوته....

سارة(ببكاء هيستيري): لا... لا ابعدوا عني... ااااه.. سيبوني لا... ابعدو عني..
عاصم: اهدي.. اهدي يا سارة دة انا.. عاصم.. انا عاصم يا سارة.. انا جنبك ماتخافيش..
سارة(و هي تبكي و تضع يديها فوق عينيها): اااااه.. عنيا.. عنيا..
عاصم: سلامة عنيكي.. اهدي يا سارة.. اهدي عشان خاطري..
سارة(و مازالت تغطي عينيها): عنيا بتوجعني اوي يا عاصم.. ااااه.
عاصم(إحتضنها بحنان متجاهلاً نظرات الجميع): انا جنبك.. جنبك يا سارة و معاكي و مش هاسيبك.
سارة: انا خايفة.. خايفة اوي.
عاصم(مسد بيده على شعرها بكل حنان و حب): ماتخافيش.. ماتخافيش و انا معاكي.. انا جنبك و عمري ما هاسيبك.. ماتخافيش.

ظل على حاله و ظلت شهقات بكائها تغطي على جميع اصوات النحيب التي كانت تطلقها السيدات الموجودات بالغرفة.. حتى استطاع عاصم اخيراً ان يجعلها تهدأ و تتوقف عن الحراك.. فأشار للطبيب حتى يحقنها بذلك المهديء و قد فعل..
فشعر بها تسترخي بين ذراعيه فأراحها بهدوء على الفراش و وقف ليتأملها لثوانٍ قليلة قبل ان ينطلق خارجاً كالسهم المنطلق بلا رادع و خرج خلفه آسر مباشرة و لحقه في نهاية الممر الذي تقع فيه غرفة سارة..

دوائي الضريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن