الفصل الثاني...
و بعد قرابة الساعتين في سراي الحاج عبد الرحمن...
كانت هنية تتحدث علي الهاتف مع أخيها الدكتور صبري الذي اتصل بها ليبشرها بقدومه و معه الطبيبة"حلالة العقد" كما يطلق عليها..هنية: كيفك يا صبري يا خوي.. و كيف احوالك؟؟
صبري: الحمد لله يا ام عاصم.. انتي اللي عاملة ايه و الحاج عبد الرحمن عامل ايه و عاصم اخباره ايه؟؟
هنية: كلنا بخير و الله.
صبري: و هدى عاملة ايه؟؟
هنية(تنهدت بحرقة علي حال ابنتها): ايييييه.. هاتكون عاملة ايه بس يا خوي.. اهي جاعدة.. لا بتتكلم ولا بتتحدت مع حد.. بتاكل بالعافية و دواها ماتاخدوش غير من يد عاصم و بعد محايلة ياحبة عيني..
صبري: معلش يا ام عاصم ان شاء الله خير.. بقولك ايه انا عرفت اقنع الدكتورة اللي كنت قولتلك عليها..
هنية(بفرحة): صُح ياخوي؟؟ يعني وافجت تاچي هنه و تعالج هدى..
صبرى: وافقت يا ستي اخيراً..
هنية: انا بس ماعرفاش كانت بتتأنعر علي ايه.. لو علي الفلوس تاخد اللي هي عايزاه..
صبري: لا.. لا يا هنية.. الموضوع مش موضوع فلوس خالص.. سارة من اشطر الدكاترة عندي.. بس هي اول مرة تروح لمريض.. دايما شغلها هنا جوة المستشفى.. و بعدين بلد غريبة عنها و كانت مترددة..
اوعي لما نيجي تقوليلها كدة... او تكلميها في فلوس.. موضوع الفلوس ده بيني و بينها.. يعني ماحدش يتكلم معاها فيه خالص.
هنية: ماشي ياخوي.. اللي تشوفه.. انتو هاتيچو ميته اكده..
صبري: بكرة ان شاء الله.. هانكون عندكم علي العصر بالكتير..
هنية: هانستناكم.. ربنا يجعل الشفا علي يدها..
صبري: يارب.. سلام بقي.. و ابقي سلميلي على اللي عندك كلهم.
هنية: يوصل ياخوي.=================================
اما عند سارة...
كانت في منزلها تُعد وجبة خفيفة لنفسها حين رن هاتفها باسم آسر.. تشكلت علي وجهها ابتسامة بشكل تلقائي و فتحت الخط...سارة: آسر حبيبي..
آسر(بسماجة): امتي بقي اسمع حبيبي دي من واحدة غيرك..
سارة: بقي كدة؟؟ و يعني هي الواحدة التانية دي.. هاتحبك قدي.. ولا انت هاتحبها قدي..
آسر: لا طبعاً يا قلبي.. ده انتي الحب الاول يا بت..
سارة: بتة اما تبتك..
آسر(ضحك بشدة): إلعب.. هي وصلت لكدة..؟؟ ده انتي بقيتي ولا اللي متربين في حواري المحروسة يا بتاعة امريكا..
سارة: اخرس.. انا مصرية حتي النخاع يا وغد يا عميل.. المهم سيبك من الكلام دة... انت واحشني اوي.. مش هاتنزل بقي اجازة قريب.
آسر: كان علي عيني يا شابة والله.. اول اجازة بعد اسبوعين لسة..
سارة(بحزن): خسارة.. كنت عايزة اشوفك قبل ما اسافر..
آسر(بفزع): تسافري.. تسافري فين وليه و مع مين.. سارة فيه ايه؟؟
سارة(و هي تحاول تهدئته): ايه يابني.. مالك كدة.. اهدي شوية..
انا بس الدكتور صبري جايبلي شغل في مكان بعيد.. مريضة قريبته.. تبقي بنت اخته و حالتها صعبة اوي.. و محتاجة رعاية خاصة.. و هي رافضة تماما اي مستشفي.. و طبعا انا ماينفعش اسافرلها كل شوية..
فدكتور صبري اقترح ان انا اسافر اقعد معاها فترة كدة لحد ما تتحسن شوية او علي الاقل لحد ما اقدر اقيم حالتها..
آسر: و انتي يا سارة هاتقدري تعيشي في مكان جديد لوحدك خالص كدة..؟؟
سارة: ماتخافش عليا يا حبيبي.. و بعدين انا بفكر اخد الكرافان بتاعك معايا.. طالما انت مش محتاجه دلوقتي و ده أكيد هايسهل عليا حاجات كتير..
ها قلت ايه..
آسر: حبيبتي.. انتي عارفة ان انا مش هاعرضك في حاجة تخص شغلك.. بابا و ماما مربينا صح و متعودين علي اننا ناخد قرارتنا لوحدنا.. انا بس خايف عليكي..
سارة: حبيبي قولتلك ماتخافش.. و بعدين التليفونات هاتفضل مفتوحة بيننا.. و لو حسيت اني تعبت او اتضايقت هاقولك تيجي تاخدني فورا.. او علي الاقل هارجع انا.. ها اطمنت؟؟
آسر: لاء طبعا.. اذا كان و انتي في البيت عندك ببقي قلقان عليكي.. عايزاني اطمن و انتي هاتبعدي اكتر و في مكان انا ماعرفوش.. طب ازاي..
بس عموما ربنا يوفقك يا حبيبتي..
سارة: ايوة كدة شجعني و خليني متفائلة.. ياللا روح بقي دلوقتي خليني اوضب شنطتي.. و انت معلش تكلملي عم فوزي السواق عشان يجيب لي الكرافان علي اللوكيشن اللي هابعتهولك.. اتفقنا؟؟؟
آسر: حاضر.. هاكلمه و اديكي تمام.. سلام يا قمر..
سارة: سلام يا قلب القمر.