الفصل الثالث و الأربعون...
وصل الجميع إلى ڤيلا عاصم أولا حتى يوصلوهما و يطمئنون عليهما و بالأخص على سارة.. فوالدتها كانت تشعر بالخوف و القلق عليها و بالغضب من عاصم.. قابلهما على باب المنزل الخارجي رجلاً في بداية الخمسين من عمره.. يرتدي زي حارس الأمن.. يُدعى عبده و تظهر عليه معالم الطيبة.
فركض نحو سيارة عاصم مرحباً بالجميع...عبده: عاصم باشا.. حمد الله على السلامة... مصر كلها نورت.
عاصم: منورة بيك يا عم عبده.و كانت بصحبتهم فاطمة التي أصر عاصم على إصطحابها معه حتى لا تشعر سارة بالوحدة في منزل جديد.. و لأنه يعلم ان سارة تحبها و ان فاطمة سوف تخفف عنها حدة وحدتها...
عاصم(لفاطمة): دخلي يا فاطمة الشنط مع عم عبده.
آسر(بمزاحه المعتاد): إيه دة يا عاصم دة انتو طلعتو اغنيا بجد اهو و عندكم عم عبده البواب كمان.
عاصم(مجارياً له): آه يا خفيف.. بس هو اسمه عبد العزيز... بس عبده اسهل و أسرع في الكلام.. فكلنا بنقوله يا عم عبده.. صح يا راجل يا طيب.
عبده: صح يا عاصم بيه.
عاصم: طيب اتفضلو.دخل الجميع إلى تلك الڤيلا و التي يدخلونها لأول مرة.. كانت ذات أثاث حديث يبدو عليه الرقي و الجمال..
و لم لا.. فقد قامت هدى بإختيار كل جزء فيها أثناء إقامتها فيها أثناء فترة دراستها.. و كان عاصم قد إتصل بالخدم حتى يقوموا بتنظيفها قبل وصولهم و قد حدث.
دخلت سارة مستندة إلى والدتها خلف عاصم و خلفهم الباقين.. فتحدث عاصم..عاصم: اتفضلو يا جماعة.. البيت بيتكم طبعا مش محتاجين عزومة..
جميل: طبعا يا عاصم يابني.
آسر: بس ايه يابني الشياكة دي.. الفيلا تحفة بجد.
عاصم(محتضناً شقيقته): كلها زوق هدى.. هي اللي مختارة كل حاجة فيها من وقت ما كانت في الكلية.
آسر: طول عمرها زوقها حلو.. دة كفاية انها اختارتني.
عاصم(بمزاح): يا سلام على الثقة... بس دي بقى جلت منها اوي.
سعاد(نهرته بغضب واضح): ليه بقى إن شاء الله.. هو ابني قليل ولا مش قد المقام.. و هي أصلا كانت تطول تتجوز جوازة زي دي.. ياكش بس هو النصيب.
جميل(بحدة و عنف): لاااا بقى.. دة انتي اتجننتي رسمي يا سعاد.. انتي زودتيها اوي.. إيه الكلام دة.
سارة: ماما.. ليه كدة تزعلي هدى؟
آسر: ماما لو سمحتي بقى.. لحد هنا و كفاية اوي.. انا مراتي مش قليلة عشان تقولي عليها الكلام دة.. دة انا اللي المفروض أحمد ربنا كل يوم انه رزقني بزوجة زي هدى.. فأرجوكي ماتتكلميش عنها كدة تاني.. لو سمحتي.
سعاد(نظرت لعاصم بغيظ و تحدي): و انت يا سي عاصم مالكش نفس تقول كلمتين انت كمان.
عاصم: و اقول ليه.. ما جوزها و حماها ردوا عني و عنها.. و هي دلوقتي مسؤولة من راجل يقدر يجيب حقها و يرد عنها و يحميها.
سعاد: آه.. يحميها زي ما انت حميت مراتك كدة.
سارة: ماما.. ليه بتقولي كدة.. هو عاصم عمل ايه عشان تقولي كدة؟لم ترد على إبنتها.. فهي لوهلة قد نسيت وجودها معهم.. و لكن نظرت لعاصم و كأنها تتهمه بأنه قد كان على وشك ان يجعلها تبوح بالسر الذي قد يودي بحياة إبنتها.. و نظر لها هو بتحدي بأن تقول الحقيقة و ما حدث بحق معهم.. و تتحمل نتيجة ما قد يحدث لإبنتها و لكن باغتتهما بسؤالها الصريح و لكن جميل رد عنهما بغضب مكبوت من جنون زوجته..