الفصل السادس و العشرون...
استمرت مواجهة سارة مع عاصم بشكل عنيف و لكنها لم تنتهي و لن تنتهي إلا عندما تقرر سارة ذلك.. فإما أن نيتي و نتركه لحاله أو تحصل على مرادها و تعلم سبب تغير عاصم المفاجئ..
فلحقت به نحو الأسفل و خلفهما الحاج عبد الرحمن و الحاجة هنية في محاولات فاشلة منها في تهدي الوضع و لكن بلا فائدة.. و بالفعل كاد ان يهرب منها و لكنه أمسكت بذراعه بقوة و لم تدعه يرحل..
سارة: بقولك استنى هنا و كلمني زي مابكلمك.
و على صعيد أخر لفت صوت سارة العالي نظر آسر و هدى ثم إنتبها لها و تسائل آسر في قلق...
آسر: ايه دة فيه ايه.. ايه الصوت دة..
هدى: مش عارفة تعالى نشوف..تحركت معه نحو الدرج ليجدا سارة تمسك بذراع عاصم تمنعه من الخروج و لكنها ليست نداً له و هو يقف امامها كحائط منيع يمنع نفسه عن آذاها...
عاصم: يوووه يا سارة قولتلك سيبيني في حالي بقى..
آسر: ايه يا سارة في ايه بتزعقي ليه.. في ايه يا عاصم صوتك عالي ليه انت كمان.
عاصم: مافيش.
سارة(بغضب شديد و صوت عال): لا في.. انا عايزة اعرف انت ايه اللي غيرك معايا.. انا قبل ما اقع من على السلم دى بساعة واحدة بس احنا كنا بنتكلم في جوازنا..
كنت بتقولي انك هاتكلم بابا و نتجوز مع أسر و هدى... و لما فوقت في المستشفى لقيتك واحد تاني.. واحد مش طايق حتى يبص في وشي .
ليه؟؟ انا من حقي اعرف ليه..
عاصم: لا مش من حقك.. مش من حقك اي حاجة زي ما انا كمان مش من حقي اني اكون معاكي..
سارة: ليه..
عاصم(تلعثم بكذب لا يخفى على الكفيف): عشان.. عشان ابن خالتي كان عايزك.. و انا مش ممكن ابص لواحدة كانت مخطوبة لابن خالتي .
سارة: لو ماكنتش اعرفك كويس جايز كنت صدقتك.. لكن مش عاصم اللي يفكر كدة خصوصا بعد اللي عرفته عن ابن خالتك...
ابن خالتك دة واحد كداب و خاين.. خاني حتى من قبل ما نتخطب رسمي.. خاني قبل ما يفاتح أهله في موضوع خطوبتنا دة لو كان ناوي يفاتحهم أصلا مش بيضحك عليا .
خاني و انا كل اللي كان في دماغي اني كنت خايفة عليه احسن يكون تعبان و البيه في سريره مع واحدة تانية غيري..
اكيد مش دة الانسان اللي انت هاتسيبني عشانه.. دة غير اني بحبك انت مش هو.
عاصم(صرخ بصوته كله): و انا مابحبكيش.. فاهمة مابحبكيش..كاد ان يتحرك و يتركها و لكنها تداركت هربه سريعاً و اوقفته مرة أخرى و قالت بتصميم...
سارة: تعالى هنا.. انت مش هاتمشي قبل ما اعرف انت ايه اللي غيرك.. ليه قبل ما اقع من على السلم كنت معايا في منتهى الحب.. بتقولي انك بتحبني و مش متخيل حياتك من غيري لكن بعد ما فوقت و بقيت كويسة من تاني اتغيرت معايا و عايز تسيبني.
مش ممكن تكون هاتسيبني عشان ابن خالتك.. مش معقول يكون هو دة السبب.. طيب ليه.. ليه..ثم صارت لكرامتها و رفعت سبابتها بوجهه و قالت بقوة لم تكن غريبة عليها...
سارة: و اوعى تكون فاكر ان اللي انا بعمله دة ضعف مني او اني مدلوقة عليك زي ما طليقتك بتقول.. لا يا استاذ فوق لنفسك..
كل الحكاية انك وعدتني بوعد و انت راجل كبير مقام و عارف يعني إيه كلمة تخرج من بق راجل.
و انا على أساس الوعد دة اديتك مشاعر و قلب نضيف جديد و لازم افهم.. على الاقل اعرف فين المشكلة.. انا غلطت في ايه.. عملت إيه او إيه اللي حصل حولك 180 درجة بالشكل دة..
ارجوك قول.. قول اي حاجة تريحيني.. قولي لي اي حاجة تخليني متأكدة ان المشكلة مش فيا و ان العيب مش عندي و انا اوعدك اني هاخرج من حياتك للأبد بس و انا فاهمة و عارفة كل حاجة.
لكن مش هاسمحلك تسيبني في الحيرة اللي بتاكل قلبي دي ابدا.. ابدا يا عاصم.. ابدا.