الفصل الثاني عشر

5.7K 163 6
                                    

الفصل الثاني عشر...

لم يقبل عاصم بأن تترك سارة المشفى قبل أن يتم شفاؤها بالكامل.. فلم يكن ليغامر بإحتمالية انتكاستها و مرضها مرة أخرى.. فقد تأكد من شفائها تماماً من طبيبها المتابع لحالتها قبل أن تخرج من المشفى الذي ظلت به خمسة أيام صعاب طوال
وصل الجميع إلى السرايا و دخلوا معاً و كانت سارة مستندة على ذراع آسر و خلفهما عاصم و معه والدته وسط فرحة عارمة بعودة سارة إليهم بسلام و وسط الزغاريد التي أطلقتها فاطمة دون انقطاع فرحة بعودتها...

فاطمة(و هي تطلق زغاريد الفرح): ألف حمد الله على سلامتك يا ست سارة.
سارة(و هي تستند إلى ذراع شقيقها): الله يسلمك يا فطوم.. بس ايه كل الزغاريد دي.. هو فرح؟؟
فاطمة(بسعادة): ده احسن من 100 فرح.. هي دخلتك علينا تاني بالسلامة دي جليلة ولا ايه.
عبد الرحمن: خلاص بجى يا بت يا فاطنة.. روحي ياللا حضرولنا العشا انتي و البنات بسرعة..
فاطمة: من عنيا يابا الحاچ.. احلى وكل النهاردة عشان رچوع الست سارة.. و النبي يا ست سارة من يوم ما تعبتي ما حد داج الزاد.. اه والله.
سارة: ربنا يخليكو ليا يا فطوم يا قمر انتي.

اتجه الجميع بعد وقت يسير إلى غرفة الطعام ليتناولون وجبة العشاء في جو مرح قد عاد إليهم بعد غياب لمدة خمسة ايام قضتهم سارة في المشفى.
و بعد قليل كان قد اجتمع الجميع في غرفة الصالون يتناولون المشروبات و الفاكهة.. فوضع آسر كوبه على المنضدة الصغيرة ثم سأل شقيقته..

آسر: يعني برضه مش هاترجعي معايا يا سارة؟
سارة: يا حبيبي انا بجد مش عارفة انت قلقان اوي كدة ليه؟
آسر(بغضب مكبوت): لا ماهو ماليش حق أقلق الحقيقة.. دول يادوب 5 ايام في المستشفى و خضة و رعب وقفو قلبي عليكي بس.. بسيطة يعني.
سارة(و هي تضحك): ههههههههه.. حبيبي خلاص بقى انسى.. حصل خير.. و بعدين يعني ايه احتمالية أن تعبان يقرصني تاني.. مستحيل طبعاً..
عاصم(سريعاً و كأن الكلمة خرجت دون إرادته أو رغبته): بعد الشر عنيكي..
(ثم تدارك نفسه بعد أن نظر له الجميع بنظرات استفهام أو شك)جصدي يعني.. أن شاء الله دة مش هيحصل تاني..
عبد الرحمن: اكيد ماحدش فينا هايسمح للي حُصل ده أنه يتكرر تاني.
آسر: انا مش بشكك فيكم يا حاج عبد الرحمن لا سمح الله.. اللي حصل دة اصلا كان قضاء و قدر و كمان كان غصب عننا كلنا.. انا بس قلقان على سارة.
سارة: ماتبطل قلقك اللي مالوش لازمة دة بقى يا أخي.
آسر(بإصرار و شبه غضب): قلقي دلوقتي مابقاش له لازمة يا سارة.. امال امتى هيبقى ليه لازمة.. ها... استنى يحصل ايه اكتر من كدة عشان أقلق..

استشعرت سارة جدية قلقه و خوفه عليها من نبرة صوته العنيفة.. فأمسكت بكف يده رغماً عنه و قالت بنبرة حانية مقدرة لمشاعره..

سارة: آسر.. انت بتزعق ليه كدة.. خلاص حقك عليا ماكنتش اقصد اضايقك أو اقلقك عليا.. انا بس.. مش عايزاك تشغل بالك عليا...
آسر: و هو انا عندي اغلى منك اشغل بالي بيه.
هنية: خلاص بجى ربنا ما يجيب جلج.. و عموماً خلاص سارة اصلا ماهتسيبش السرايا واصل..
آسر: قصد حضرتك ايه؟
هنية: جصدي أن احنا نضفنا لسارة اوضة فوج اهنه في السرايا عشان تجعد فيها.. و بعد أكده مافيش نوم في العربية تاني.
سارة: لا يا ماما هنية مش للدرجة دي.
هنية: عاجولك ايه دة كلام ابوكي الحاچ عبده و كلام عاصم.. اتحدتي معاهم انتي لو تعرفي.. اني مالياش صالح عاد.
سارة: يا حاج عبده احنا مش متفقين و اتكلمنا في الموضوع دة لما جيت هنا اول مرة...
عبد الرحمن: ايوة حُصل.. بس الحديت دة كان جبل ما يُحصل اللي حُصل.
سارة: بس انتو عارفين أن السرايا هنا ما شاء الله كبيرة... و هيبقى صعب عليا اني احفظها.. كمان حاجتي كلها في الكراڤان هيبقى صعب انقلها.
عاصم: اولا بالنسبة لحاچتك اني خليت البنات ينجلوها للأوضة فعلا و رصوهالك في الدولاب كمان..
ثانياً بجى لو على وسع السرايا أنى هاخلي اي بت من اللي شغالين أهنه في السرايا ولا حتى البت فاطمة ترافجك زي ضلك لحد ما تتعودي ع السرايا..
ها جولتي ايه.. عنديكي حچچ تاني احب اعرفها يعني.
سارة(بحرج): انا مش عارفة اقولكم ايه يا جماعة.. بس انا كدة هاتعبكم اوي.
عاصم: تعبك راحة.. و بعدين مايچيش حاچة چنب تعبك انتي معانا و مع هدى.
هدى: خلاص بقى يا سارة وافقي عشان خاطري انا.. و بعدين انا اخترت لك الاوضة اللي جنبي بالظبط.
سارة: اممممم.. كدة ضمنت ان عيني مش هاتغمض لحظة.
هدى: اخس عليكي يا سارة يعني انا رغاية؟
سارة(بضحك): ههههههههه و انا أقدر اقول كدة برضه..
آسر: لو وافقتي يا سارة انا هاسافر و اسيبك و انا مطمن عليك.. ها قولتي ايه؟؟
سارة(تنهدت بامتنان لكل ذلك الحب من الجميع): اعتقد اني ماقدرش اقف قدام جبهة الأغلبية القوية دي خصوصا ان ماليش حجة فعلا.. خلاص اللي تشوفوه.
عبد الرحمن: ايوة أكده.. شاطرة و بتسمعي الكلام.
آسر(و هو يقف ممسكاً بيد سارة): طيب خلاص انا هاسافر انا بقى دلوقتي طالما اطمنت عليكي.
سارة: ليه يا آسر ماتخليك معايا يومين كمان.
آسر: معلش يا حبيبتي مش هاقدر صدقيني.. انا اصلاً لما جيت ماكنتش واخد إجازة.. دة انا سيبت البريمة الجديدة بتتدق و جريت على الهليكوبتر.. و المدير بتاعي لما عرف الظروف سمحلي بكام يوم كدة بس لحد ما اطمن عليكي.. و أصلا عاصم عرف يلاقيلي تذكرة على طيارة النهاردة بالعافية.
سارة(و هي تحتضنه): ماشي يا حبيبي.. توصل بالسلامة.

دوائي الضريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن