الفصل الثالث عشر..
ظلت الايام تمر بمنتهى السعادة بين عاصم و سارة الذي كان حبهما ينير وجهيهما دون أن يشعرا.. حتى أن الحاجة هنية و زوجها الحاج عبد الرحمن قد لاحظا عودة ضحكة ولدهما التي افتقداها كثيرا منذ ما حدث بينهم و بين ابنة عمه..
اما سارة فقد كانت روحها تزهر بشكل أكبر عند وجود عاصم.. الذي لم يكن يطيق وجوده بعيدا عن المنزل كثيراً.. فقد كان يستمع لمحادثاتهما الصوتية التي كان يسجلها دون أن تدري هي..
أو يستمع للمقاطع الصوتية التي ترسلها له على تطبيق الـ wattsapp فهي لا تكتب بالطبع ولا تقرأ.. و لكنه لا يعلم أنها تفعل تقريبا ذات الشئ.. فقد كانت أيضاً تسمع لمحادثاتهما في أوقات فراغها و اشتياقها له و هو بخارج المنزل.و بعد عدة أيام..
كان عاصم عائداً للمنزل ليلاً بعد يوم عمل طويل فوجد هدى تجلس وحدها تتأمل اللاشئ.. فعلم أنها بالطبع تفكر في آسر أو على الأقل في موضوع ارتباطها المحتمل معه..
اقترب منها دون أن تشعر و فاجئها بوجوده...عاصم(بصوت عال): هدهوووووود...
هدى(و هي تضع يدها على صدرها بفزع من صوته): اخس عليك يا عاصم.. مش هاتبطل عادتك السودة دي؟؟
عاصم(ضاحكاً بشدة على رد فعلها الذي يمتعه للغاية): ههههههههه.. لا طبعا.. طول ما بتتخضي مش هابطل.. قوليلي بقى قاعدة لوحدك ليه... و ردي بسرعة الإنكار مش هايفيدك.
هدى: مافيش يا غلس.. ماما بتحضر العشا و البنات معاها و سارة راحت تغير هدومها و تاخد شاور قبل العشا.ابتسم عندما شعر أنها تجمل نفسها قبل أن يأتي حتى تستقبله بأجمل شكل و أبهى حلة.. و تسائل في نفسه كيف الحال و هما متزوجان.. افاقته هدى من شروده...
هدى: هييه.. انت سرحت في ايه؟
عاصم: ولا حاجة يا بايخة.. المهم قوليلي كنتي بتفكري في ايه؟؟
هدى: ولا حاجة برضه.
عاصم(نظر لها بنصف عين): اممممم.. على عاصم برضه.. قري و اعترفي يا بت انتي.. كنتي بتفكري في ايه؟
هدى(احمرت وجنتيها خجلا): صدقني ولا حاجة.
عاصم: يا سلام.. يعني ماكنتيش سرحانة في آسر.
هدى(بسرعة و كأنها تنفي عن نفسها تهمة خطيرة): لا.. لا آسر ايه.. لا طبعاً.
عاصم(نظر لها بنصف عين و عدم تصديق): يا بت.. يابت.. طيب و انا مش مصدقك و هاسألك بصراحة كدة و دوغري.
امي قالتلي انها كلمتك في موضوع آسر و أنه عايز يتقدملك يعني و كدة بس انتي لسة ماردتيش عليها.. و الراجل مستني رد عشان يشوف هايجيب أهله امتى و يجي يخطبك... ها ايه رأيك؟؟
هدى: يجي يخطبني كدة مرة واحدة و كأني وافقت.. و بعدين رأيي في ايه بس.. هو كان عارفني فين ولا شافني كام مرة عشان يجي يتقدملي و يتجوزني كدة خبط لزق؟؟
عاصم: هو انا بادن في مالطة.. ماتردي عدل يا بنتي و ماتتعبيش قلبي.. بتفكري في ايه؟ إيه اللي بيدوره في دماغه بالظبط.. و ياريت بصراحة و من غير لف و دوران.
هدى: عايز الصراحة يعني؟
عاصم(بنفاذ صبر): ياريت.
هدى: خايفة.. خايفة اوي يا عاصم..
عاصم(بتعجب): خايفة.. من إيه طيب؟
هدى: خايفة يطلع زي البني ادم اللي كنت مخطوباله قبل كدة و باعني عند أول ناصية زي مابيقولو.
باعني في ازمتي و اتجوز صاحبة عمري.. خايفة آسر كمان مايستحملش اللي انا فيه.. خايفة مايقدرش يستناني لحد ما اخف و اقف على رجلي.
عاصم: طيب ما انتي وقفتي على رجليكي خلاص.. فين المشكلة؟
هدى: وقفت على عكاز مش على رجلي.
عاصم: عكاز واحد.. بعد ما كانو اتنين و بعد ما كان كرسي بعجل و بعد ما كنتي مابتفارقيش سريرك ولا اوضتك.. و كلها اسبوع ولا اتنين و تجري مش بس تقفي و تمشي.. ايه اللي مخوفك تاني؟
هدى: مش عارفة.. مش عارفة.. و بعدين مش يمكن كل مشاعره ناحيتي تبقى مجرد شفقة و عطف على واحدة في ظروفي.
عاصم: إيه هو دة اللي ظروفي ظروفي... هو انتي بايعة كليتك عشان تعالجي امك ولا كاتبة على نفسك شيكات.
هدى(بعصبية متوترة): يووووه بقى عليك يا عاصم... ماتتكلم جد شوية و بطل هزار.
عاصم(بجدية): حاضر.. هاتكلم جد.